المشوار النبيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم الجدل المثار عن أمواج الربيع العربي المتلاطمة يجمع المؤرخون حتماً على منارة متوهجة بالدماء والأرواح والعطاء السخي. تلك هي الإمارات على الخارطة العربية. المشوار الإماراتي إلى اليمن وعلى أرضه يأتي في سياق قناعات وطنية، وفي ضوء رؤى قومية نافذة.

هو مشوار عربي عربي خالص من أجل تأمين وحدة وطن واستقرار شعب شقيق ودفاعاً عن أمن قومي.

بهذه القناعات يذهب أبناء الإمارات إلى اليمن، فالمشوار لم يكن مغامرة أو طمعاً كما أنه لم يكن نزهة. فقد سالت هناك دماء طاهرة وصعدت إلى بارئها أرواح زكية.

هذا المشوار النبيل يكتسب نبلاً إضافياً بمضمون ما تقدمه الإمارات في صيغة أنموذج وطني. إذ لم تكتف بناته وأبناؤه بما شكلوا من مجتمع حداثي ينعم بوفرة في البنى التحتية وأطر الرفاهية ويملك وسائط العصر والتقنية، بل أرادوا فتح أبواب التقدم أمام الأشقاء.

الإمارات لم تعد فقط مقصداً يحلم به قطاع عريض من الشعوب العربية أو ملاذاً آمناً للعيش الكريم يؤوي الآلاف من هذه الشعوب بل ها هي الإمارات تغير الصورة المتخيلة لأبناء وبنات بلاد الرفاهية. إذا كان المشوار الإماراتي النبيل استهدف بالدرجة الأولى طيور الظلام التي تسللت إلى اليمن من ثغرات الفتنة الطائفية، فإن أبناء الإمارات ذهبوا إلى اليمن من أجل قطع رأس الأفعى قبل أن تتمدد على أرض شبه الجزيرة العربية.

في المشوار النبيل قدم أبناء وبنات الإمارات مساعدات تجاوزت حتى الآن المليار وربع المليار من الدراهم على طريق إعادة إعمار المدن اليمنية المدمرة وتأهيل مؤسسات التعليم وضخ الحياة مجدداً في أجهزة الدولة.

إذا كنا شيعنا شهداءنا بالفخار والاعتداد فإننا نستقبل اليوم أفواج العائدين من الجبهة اليمنية بأكاليل المجد، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يعيد فوجنا الثاني من المقاتلين المرابطين على ثغور القتال سالمين غانمين.

Email