التحالف أنقذ اليمن وجنّب المنطقة الفوضى

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم خبراء استراتيجيون سيناريوهات قاتمة كان سيواجهها اليمن والمنطقة ككل في حال عدم تدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لكسر شوكة الحوثيين في اليمن وصد المد الفارسي في المنطقة العربية، في الوقت الذي توقع فيه الخبراء أن تضع الحرب أوزارها قريبا وفقا للمعطيات على الأرض ووفق التصريحات الرسمية في السعودية والامارات.

وأجمع الخبراء في تصريحات لـ«البيان» على أن التحالف العربي أنقذ اليمن وجنّب المنطقة الفوضى والاضطرابات، مشددين على أهمية استيعاب اليمن في المنظومة الخليجية، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية بين الفرقاء اليمنيين وإعادة اللحمة الى الشعب اليمني بجميع أطيافه الى جانب التركيز على اعادة إعمار ما خلفته الحرب والعمل على تحقيق التنمية بجميع مجالاتها، للخروج باليمن من الفقر والتشرذم الى التقدم والازدهار، وتجنيبه أي تدخلات أو اطماع خارجية في المستقبل.

سؤال افتراضي

وطرحت «البيان» سؤالاً افتراضياً على عدد من الخبراء والمختصين، حول السيناريو الذي كان سيفرض نفسه في اليمن ومنطقة الخليج في حالة عدم التدخل العربي عبر قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية؟ ما البدائل الممكنة أمام اليمنيين لاستعادة دولتهم، وبنائها بشكل يضمن حقوق الجميع شمالا وجنوبا، ويكرس انتماءها لمحيطها المباشر، الخليجي والعربي.

في البداية قالت الإعلامية راغدة ضرغام مدير معهد بيروت، إن ما نقرأه في التصريحات المتكررة مؤخرا لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن «الصراع في اليمن أوشك على النهاية» يعتبر مؤشرا مهما نستطيع من خلاله قراءة ما سيحدث في المستقبل القريب.

وأشارت إلى أن هذه التصريحات لها دلالات مهمة منها أن التحالف برئاسة المملكة العربية السعودية بصدد إعداد إستراتيجية للخروج من اليمن، أو أن هنالك مواقف دولية قد تغيرت منها الموقف الروسي.

تغير المواقف

وأضافت أن تغير مواقف بعض الدول من الأزمة اليمنية مثل الولايات المتحدة وروسيا والتي تعتبرها المملكة العربية السعودية جيدة بخصوص التحالف لا يعني أن ذلك ينسحب على الموقف الإيراني الذي لا يزال على حاله.

وقالت راغدة ضرغام: يلوح في الأفق تغيير سياسي في المواقف الروسية على الأقل بعدم انتقاد التحالف في عملياته باليمن، كما أن هناك تغييرا في مواقف الحكومة الشرعية في اليمن وموقف الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تمهد الى تطور سياسي يؤدي الى تفاهمات قد تفضي إلى وقف النزيف الدموي في اليمن، وهذا ما نتمناه حقاً.

الأطماع الإيرانية

وأكد الكاتب محمد العمر أنه في حال لو لم يتدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لانقاذ اليمن كان من الممكن أن تحصل تغييرات ديمغرافية خطيرة في منطقة الخليج، لأن الأطماع الإيرانية في المنطقة ومحاولاتها المستمرة في مد وتوسيع نفوذها لم تعد خافية على أحد، فهي وجدت في اليمن فرصة سانحة للعبور إلى دول الخليج عبر جماعة الحوثيين.

وأضاف أنه لو لم تكن هناك استجابة من قبل دول الخليج خاصة والدول العربية بشكل عام ـ وإن كانت متأخرة ـ للتهديدات الايرانية في المنطقة لكانت الاضطرابات والأزمات أكثر إيلاما وقسوة وكنا سندخل في نفق مظلم لا نرى فيه وجهة لغاية أو وضوحاً لطريق.

وقال العمر: كون إيران لا تؤمن بلغة الحوار أو التفاوض وتسلك طرقا ملتوية ومتعرجة للتدخل في شؤون جيرانها ولا تفوت اي فرصة لتأجيج الفتن بين الشعوب، فإن عاصفة الحزم والتحالف العربي في اليمن في الوقت الذي وجه صفعة قوية لايران، أعطى ثقلا للقوة العسكرية العربية وثقة في قوة الردع العربي».

وحل الطائفية

وأضاف أن «إعادة الأمل» أنقذت اليمن من وحل الطائفية وانتشلتها من دائرة العنف، ولا شك أن عاصفة الحزم والعمليات العسكرية اتخذت خطا ايجابيا في المحافظة على المدنيين والتمكن من ايصال الضربات القوية والمباشرة إلى العمق الحوثي.

وأتمنى خلال الفترة المقبلة (ما بعد الحرب) أن تقوم دول الخليج بدور الوسيط والرعاية والعمل على تقارب الفرقاء في اليمن بين الجنوب والشمال وبين التيارات السياسية، وترسيخ مبدأ التسامح والسلام بين أفراد الشعب الواحد، مشيرا إلى أنه لا يجب أيضا إغفال تواجد القاعدة وداعش المدججين بالاسلحة في أجزاء من اليمن.

مخطط التمدد

وأوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن التحالف العربي أحبط بطريقة حاسمة واحدا من أوجه مخطط التمدد الإيراني في المنطقة العربية، وليس هنالك شك أن العواقب كانت ستكون وخيمة على اليمن وعلى دول الجوار لو لم يلتئم التحالف الداعم للشرعية في اليمن لوقف تمدد الميليشيات الحوثية وحلفائها. وباختصار كنا سنرى خلطة متفجرة، قوامها الفكر الديني القائم على ولاية الفقيه، كما تُسوّق لها إيران، وبين التسلط الميليشيوي لجماعة لا تؤمن بالدولة الوطنية، وتقبل بلعب دور الأداة في مخطط توسعي تُرسم معالمه في طهران.

مشكلة معقدة

وبينت عزيزة علي أستاذ في جامعة عجمان سابقاً وخبيرة في التنمية والتخطيط الإستراتيجي، أن مشكلة اليمن تعتبر من المشاكل المعقدة منذ زمن، مؤكدة أهمية التحالف العربي في اليمن لتخليص الشرق الاوسط كله وليس فقط دول الخليج من الحوثيين الذين يعتبرون من أخطر المهددين لأمن واستقرار المنطقة، والتي تدعمهم قوى خارجية.

وأوضحت أن الشارع العربي على ثقة بالانتصارات التي حققها التحالف على الأرض في اليمن والتي تصب في صالح القضية اليمينة أولاً ومن ثم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت إنه بانتهاء الحرب قريبا في اليمن، يجب التركيز على إعادة بناء اليمن وتحقيق توافق وتصالح وطني والتركيز على التنمية المستدامة والتطور، للقضاء على العديد من المشكلات والأزمات التي عانى منها اليمن لسنوات طويلة.

بطولات التحالف

وأكد العميد عادل حيدر العبيلي من القوات اليمنية الخاصة، أن الوضع في اليمن ـ في حالة عدم استجابة دول التحالف العربي ـ كان يمكن ان يكون كارثيا، مشيرا الى ان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات حقق انجازات كبيرة واستطاع ان يوقف المد الفارسي في جزيرة العرب.

وثمن البطولات التي سطرتها دماء القوات المسلحة السعودية والاماراتية والقوات العربية الاخرى في اليمن. وقال: هذه البطولات سيسجلها التاريخ بأحرف من نور دليل على مقدرة العرب في التعاطي مع الازمات والتحديات الكبرى التي تواجه الأمة العربية، مشيرا الى أن الشعب اليمني بكل فصائله يقدر هذا التلاحم الخليجي والعربي مع الأزمة اليمنية.

وأضاف العبيلي: المطلوب بعد أن تضع الحرب أوزارها أن يتم استيعاب اليمن في المنظومة الخليجية؛ لأنه يمثل العمق الاستراتيجي لدول الخليج تاريخيا وجغرافيا وثقافيا، وحتى أن يكون اليمن في المستقبل آمنا مطمئنا دون التدخل الخارجي إيراني أو غيره.

مطمع قديم

من ناحيته اعتبر ظافر العاني عضو مجلس النواب العراقي، أنه من دون التدخل العربي كان النفوذ الإيراني سيتعاظم في اليمن بشكل خاص وفي دول الخليج بشكل عام، إذ إن وصول ايران الى المناطق العربية يشكل مطمعاً إيرانياً استراتيجياً قديماً للسيطرة على المنطقة بأسرها.

وأشار الى ان جماعة الحوثي كانت ستصبح اكثر شراسة وهجومية وتهديدا للأمن القومي العربي لافتا الى ان التحالف العربي أعطى درسا للجميع بأن الاعتداء على الشرعية لم يعد مقبولاً ولن يمر بدون عقاب.

وقال: بالرغم من أن التحالف العربي العسكري كان ضرورة حتمية الا أن التدخل العسكري لم يكن دائما هو الحل، بل نحتاج أيضاً الى اعادة النظر في السياسات، ولا قيمة للانتصارات العسكرية بدون انتصارات سياسية، مشدداً على أهمية أن يتم استيعاب اليمن في الفترة المقبلة وان تتعاون الدول العربية في الأخذ بيده الى بر الأمان.

أوضح العميد عادل العبيلي أن العمليات العسكرية شارفت على الانتهاء في معظم الأراضي اليمنية، ولم يتبق الا القليل أمام المتمردين الحوثيين حتى نتمكن من النصر الكامل، مؤكدا أن ترك اليمن يصارع وحيداً المد الفارسي، في سنوات سابقة قبل تدخل التحالف، هو الذي أدى الى استغلال إيران للاوضاع ومحاولة السيطرة عليه وهذا ما أفشله التحالف العربي مؤخرا.
 

Email