الشيخ زايد..مكانة راسخة في قلوب التونسيين

الباجي قائد السبسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشق شارع الشيخ زايد ضاحية البحيرة الراقية في العاصمة تونس، ويجسّد ما يكنّه التونسيون من حب واحترام وتقدير للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد. كانت تونس منذ زيارة الشيخ زايد الأولى، في أغسطس 1974، أول وأهم بوابة للاستثمارات الإماراتية في المغرب العربي، وتطورت العلاقات اقتصادياً وتدعّمت سياسياً، ونمت في كل مجالات التعاون، كما برزت المواقف الإنسانية النبيلة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد.

وارتبط الشيخ زايد بعلاقات متينة مع الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، والسياسي التونسي حينها والرئيس الحالي الباجي قائد السبسي.

وأعرب السبسي عن إعجابه بشخصية الشيخ زايد، مضيفاً: «الشيخ زايد كان رجل دولة من الطراز الأول، يتميز بالطيبة والنقاء البدوي والأصالة العربية والدفء الإنساني، التقيت به في مناسبات عدة آخرها في 1986، عندما نقلت إليه رسالة من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، أذكر أنّ العلاقة بين الشيخ زايد وبورقيبة كانت أخوية ومبنية على التقدير والاحترام المتبادلين، وقد قام الشيخ زايد بزيارات عديدة إلى تونس شهدت دعماً للتعاون الثنائي الذي كان الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، من أكبر المتحمسين له، كما كان متحمساً لأي تقارب وتعاون وتكامل بين الدول العربية، كما التقيت به خلال القمم العربية، وكنت في كل مناسبة أجد في المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ما يجعل إعجابي به يزداد».

حكمة وهدوء

وأضاف السبسي أن الشيخ زايد كان يتميز بالحكمة والهدوء، والقدرة على الإقناع، إلى جانب إخلاصه الكبير لانتمائه العربي والإسلامي، كان ضد الحروب والصراعات، ومع السلام والتضامن، وحتى عندما قاطع العرب مصر بعد زيارة السادات لإسرائيل، حافظ زايد على علاقة بلاده بالقاهرة، وكان في كل مرة يعمل على إصلاح ذات البين.

وأردف السبسي: «مما أذكره كذلك أنّ الشيخ زايد أهداني في إحدى المناسبات ديوانه الشعري إبان صدوره، ووجدت فيه قصائد من الشعر النبطي تنبض بروح الأصالة والإنسانية».

وتبرّع الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، من ماله الخاص، وبنى في منتصف السبعينيات مدارس ثانوية في محافظات تونسية عدة، وأنشأ قرية العامرة بكل مكوناتها ومتطلبات العيش الكريم.

وفي شتاء 1989، اجتاحت تونس فيضانات غير مسبوقة، فجاءت أهم المساعدات من مواد غذائية وملابس وأغطية ودفايات وحاجيات معيشية أخرى على باخرة عملاقة من أبوظبي، بأمر من الشيخ زايد.

Email