مكتبة الشيخ زايد في جامعة «المنار» اللبنانية

كنوز معرفيّة تزخر بأفكار الكتّاب

02_03 Lebanon_Al Manar university_shaikh zayed central library (3)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحفظ التاريخ بأحرف من ذهب النظرة الإنسانية لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث امتدت أيادي زايد الخير إلى كل بقاع العالم، إذ كان في مقدمة الملبّين لنداءات الواجب والضمير الإنساني. فلطالما اشتهر الشيخ زايد بحبه للخير ومساعدته للفقراء في أنحاء العالم كافة، فلم يكن تفكيره منحصراً داخل دولة الإمارات فحسب، بل امتدت إنجازاته وأعماله العظيمة خارج الدولة، ليصبح رمزاً عالمياً للخير والعطاء، كيف لا وهو الذي أنفق مليارات الدولارات لمحاربة الفقر في نحو 40دولة في أرجاء المعمورة كافة.

في هذا المكان الذي تسرح فيه المُخيّلة، يتعامل عشّاق الكتاب مع «المدير» وكأنه الصديق الذي يفهم عوالمهم الداخليّة.. «يسرحون ويمرحون» في المكتبة «المسكونة بأرواح الكتب النائمة»، وكأنّها، بدورها، الصديقة التي تتماشى ومزاجهم وانفعالاتهم في اللّحظة، فتحضنهم تارةً بين صفحات الكتب، فيسافرون على «متنها» ليعيشوا حيوات جديدة، ولمَ لا يعطون حياتهم أبعاداً إضافية، والكتب المنتشرة على «مدّ النظر» على الرفوف تضع أبطالها في تصرّفهم.. وتؤويهم تارةً أخرى بين أروقتها، بعيداً من العالم الخارجي.

هي مكتبة الشيخ زايد في جامعة المنار بمدينة طرابلس (شمال لبنان)، التي دعمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. وكان قد أرسى دعائم فكرة إقامة الجامعة رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي عام 1966، إلى أن تمكّن رئيس الوزراء عمر كرامي، وكان حينها وزيراً للتربية، من استصدار مرسوم ترخيصها عام 1991. وتمّ تشييد مبنى الجامعة بعيداً من ضوضاء المدينة، في قطعة أرض على أحد مرتفعات طرابلس، تبلغ مساحتها نحو 112.000 متر مربع.

وفي سياق أهدافها لجهة جودة التعليم، وبعدما سوّقت مشروعها لدى المؤمنين بضرورة مدّ اليد لمساعدة مدينة طرابلس، كانت الاستجابة سريعة من خير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لإنشاء مكتبة الشيخ زايد، الرابضة في حرم الجامعة بمبناها المستقلّ المؤلّف من ثلاثة طوابق، بتصرّف طلابها والراغبين بالمطالعة والبحث العلمي من طلاب الجامعات الأخرى والمعاهد، وحتى المدارس.

وذلك، من منطلق إيمان القيّمين على هذه الجامعة، بضرورة توفير كلّ متطلّبات التعليم العالي لطلابها، وبأهمية المطالعة في فتح آفاق المعرفة لأجيال المستقبل.. وتعود حكاية إنجاز مشروع هذه المكتبة إلى العام 2006، يومها، تمّ إنجاز المشروع بتكلفة بلغت نحو ثلاثة ملايين دولار أميركي، وذلك بهدف إقامة مكتبة مركزية داخل حرم الجامعة، تحتوي على الإصدارات والمراجع والدوريات الهامة، وتمّ تزويدها بالوسائل السمعيّة والبصريّة والعلمية اللازمة. وفي المحصلة، باتت «المكتبة- الملاذ» فسحة بديعة «يتشابك» وصفها، بدءاً من مزاجها وديكورها الأنيق.

تضجّ بأفكار الكتّاب، وفي الوقت عينه تستمدّ قوّتها من الصمت. فهي «جارة» أبنية الجامعة، ولها من حضورها نصيب وافر، لا سيّما في لقاء الذين يتشاطرون اهتمام البحث عن شيء من ماضي المدينة أو ربما كلّه.

ثلاث طبقات، تضمّ كلّ واحدة منها محتويات محدّدة من الكتب التخصصيّة والمراجع والدوريات المهمّة، التي وضِعت بتصرّف الطلاب وكافة المهتمين. يقصدها كلّ من يبحث عن الكتب الحديثة في إطلالتها والمتنوّعة في مصادرها.. وبين رفوفها، يبحث الشغوفون بالمطالعة والمعرفة عن نفائس الكتب، التي تمّ ترتيبها أفقياً وعمودياً كجدارية من لون وخبر، وغالباً ما يعثرون على «كنزهم الفكري» يرقد بين آلاف الكتب.. أضف إليها أسئلة الروّاد الذين يبحثون عن كتب مُحدّدة يختارونها «زوّادة اليوم»، فيُرشدهم «المدير» وينقل إليهم بعض معلومات، مرفقة بخلاصة، مفادها أن أرسطو سئل: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: «أسأله كم كتاباً يقرأ، وماذا يقرأ».

مركزية

المكتبة المركزية تحتوي على الإصدارات والمراجع والدوريات المهمة وهي مزودة بالوسائل السمعية والبصرية والعلمية اللازمة لقيام المكتبة بدورها. تم إنجاز المشروع في العام 2006 بتكلفة وقدرها (2,641,379 دولار)

Email