إبراهيم باعمر: الإنشاد فن الخير والإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختزل دولة الإمارات المسافات لإيصال الخير إلى المحتاجين، وتقترب من معاناة الشعوب بيد حانية تخفف من مصابهم، وتنقلهم من وطأة الألم إلى رحاب الأمل، ومن ضغوطات الواقع إلى إشراقة الحياة.. مسافات أمل وخير اعتادت يد العطاء الإماراتي تقريبها والوقوف إلى جانب الشعوب على اختلاف انتماءاتهم ودياناتهم، انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الداعية إلى البذل والسخاء والعطاء، والتزاماً بقيم دولة الإمارات التي تبنتها منذ التأسيس على يد قادة الخير وانتقل لواؤها جيلاً بعد جيل.

في سعيه لتقديم فن هادف، تتخلله الرسائل الإيجابية من كل جانب، لم يتوانَ المنشد والشاعر والملحن العماني إبراهيم باعمر عن إثراء الساحة الفنية بأعمال جميلة ذات مضامين راقية، لا سيما أن إيمانه بموهبته وقدرتها على تعزيز القيم الإيجابية في النفوس كبير.

«البيان» حاورت إبراهيم باعمر، الذي يسير في مشوار الإنشاد رافعاً شعار «الرسالة الهادفة»، وطامحاً لنشر كل ما هو مفيد ونافع، من خلال كلمة جميلة تصافح القلوب، ومعانٍ عميقة تلامس العقول، وتُحدث في النفوس تأثيراً كبيراً.عن بداياته في مجال الإنشاد، قال:

«انطلقتُ في عام 2007 نحو هذا المجال، وشاركت في حفل جائزة القرآن الكريم في رأس الخيمة، وقدمت فيه أنشودة «يا إلهي جد بعفوك» من كلمات وألحان شقيقي علوي محمد باعمر، وأنشودة «ياربنا»، وشهد هذا العام انطلاقتي الفعلية في الإنشاد الذي أسعى من خلاله جاهداً لنشر الخير، وتقديم النصيحة بأسلوب محبب ولطيف، بما يعزز رضا الخالق العظيم.

وسائل جاذبة

وأشار باعمر في حديثه مع «البيان» إلى سعيه الدائم للتواجد في أي مناسبة أو فعالية أو احتفال خاص بالإنشاد، وقال: «هدفي واضح، لذا، أسعى لتوصيل رسالتي بكل الوسائل الجاذبة، ورغم انشغالاتي الخاصة، إلا أني دائماً أرحب بالمشاركة بالفعاليات التي تخدم الأهداف السامية، وتنعكس على مجتمعي بشكل إيجابي».

إبراهيم باعمر يعمل حالياً على أعمال جديدة، وكلما سنحت الفرصة له، يسعى لاستكمال بعض المشروعات والخطط التي يطمح لتنفيذها، إلا أن نشاطه واضح في المناسبات والاحتفالات داخل سلطنة عمان وخارجها، وقال: على المنشد دور كبير يتمثل في تقديم فن هادف، وتعزيز قيم الخير والحب والعطاء في نفوس الجمهور.

والإنشاد هو الوسيلة الأكثر تأثيراً في تعزيز هذه الجوانب الإيجابية، وذلك للروح الخاصة التي يمتاز بها، كما أنه الفن الذي يفخر الأهالي بمشاركته مع أبنائهم، لتميز الكلمات والمضامين، ما يخلق تواصلاً فكرياً وروحانياً بين الطرفين.

وعي الجمهور

وذكر باعمر أن سوق الإنشاد رائج وله جمهوره،. وقال: زاد الإقبال على هذا الفن في السنوات الأخيرة، وزاد الوعي به، وثبتت أقدامه واكتملت الرؤية حوله، حتى أصبح له جمهور أكبر بكثير مما نتخيل، وهذا الجمهور لا يستهان به، للوعي الكبير الذي يمتلكه، والتفاته لهذا الفن دليل على تميز فكره وعلو مستوى تفكيره.

ويناقش باعمر قضايا كثيرة في أناشيده، أبرزها كما قال: يعد الإنشاد ساحة لطرح أكثر الموضوعات أهمية، وفي أعمالي أناقش القضايا الاجتماعية المؤثرة، وما يلامس منها الواقع، فمثل هذه الأعمال تصل إلى الجمهور بسرعة، لأنها تُعبر عنه ويجد نفسه فيها.

ورغم إجماع منشدين كثيرين على قلة الدعم التي يعاني منها الإنشاد، إلا أن إبراهيم باعمر يؤكد أن هناك اهتماماً بهذا الفن، وقال: هناك اهتمام كبير بالإنشاد سواء من الشركات أو الجهات أو الأفراد، وهذا يسهم في دعم الفن الهادف، ونتمنى استمرار هذا الدعم وألا يكون محصوراً في مناسبات معينة، وهو ما يساعد في نشر رسالة الإنشاد ووصولها للجميع.

كلمة جميلة، ومضمون هادف، ورسالة راقية، هذا ما يحمله الإنشاد بين ثناياه، ليكون البديل الصحي للسمعيات الرديئة، والخيار الأنسب الذي يمزج بين الترفيه والمتعة وبين تعزيز القيم الإيجابية وترسيخها في النفوس.

وفي سماء هذا الفن الهادف، تألق المنشدون كنجوم وأقمار، ليصدحوا بأصواتهم في فضاءات روحانية مملوءة على آخرها بالإبداع، ويحلِّقوا في عوالم الإيجابية والسعادة، ويتهادوا على وقع الحب والخير والسلام، معانقين الوطن، وتاركين على جبين كل أمٍّ قبلة امتنان وتقدير.

Email