«سيليكتو» . . مشروب يتسيد موائد وقلوب الجزائريين

مشروب يقاوم أكثر من قرن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر مشروب "سيليكتو" أقدم مشروب جزائري على الإطلاق إذ ظهر للوجود عام 1878 بحي بلكور الشعبي بالعاصمة بواسطة عائلة يوسف حمود المتخصص في صناعة النكهات. ولسكان العاصمة والمناطق المجاورة، حكايات قديمة عمرها 130 عاماً مع "سيليكتو" وهو مستخلص من فاكهة التفاح، واسمه الأول"فكتوريا".

ومشروب الليمون اسمه"رويال"،ويفضل الناس المشروب بنوعيه خاصة في رمضان، وحاول الفرنسيون عام 1942 الاستحواذ على العلامة الخاصة بالمشروب عبر احتيال تحالف بنوك فرنسية وأحد المعمرين الذي تمكن من شراء الشركة العائلية التي تنتج المشروب الفائز سنة 1889 بميدالية ذهبية للمشروبات بمعرض باريس العالمي الذي نظم على هامش تدشين برج "إيفل".

ويعتبر المشروب الأكثر مبيعا على الإطلاق في السوق المحلية، وتحتفظ عائلتا "حمود" و"حافيز" بسر التركيبة العجيبة له ويصنع بلونين أبيض وأسود من التفاح والليمون. ويقدم في عبوات زجاجية شفافة تحمل على وجهها علامة "سيليكتو".

وفي عام 1924 برز الى الواجهة الشاب بوعلام حمود، الذي قرر خوض مغامرة توسيع النشاط إلى إنتاج مشروب غازي تحت اسم "حمود" بلون ابيض أقام له مصنعا صغيرا بحي بلكور وانتشر صيته وسمحت له الإدارة الاستعمارية بالمشاركة في معرض باريس العالمي المقام على هامش تدشين برج إيفل سنة 1889 وكانت المفاجأة كبيرة وسارة في الآن ذاته اذ فاز بميدالية ذهبية ويتواصل النجاح وينال 20 ميدالية ذهبية خارج المسابقات على مدى 20 عاما. وأوغر صدر أحد المعمرين الفرنسيين وسعى لسرقة العلامة سنة 1942 من أصحابها الذين تحولوا الى عمال بسطاء في محلهم لصناعة المشروب.

ولكن أزمة مالية خانقة حلت بالمعمر الفرنسي الذي سرق الشركة من أصحابها، دفعته للتخلص من الشركة، واشتراها أصحابه الأصليون بنسبة 70 بالمائة لعائلة حمود و30 بالمائة لأقاربهم من عائلة حافيز، وفي عام 1949 شرعت الشركة في إنتاج أنواع من العجائن الغذائية ومنها السميد والكسكسي حيث كانت النساء تنتج يوميا حوالي 20 الى 30 كغم من الكسكسي الذي اشتهر أيضا بنفس العلامة.

يقول رئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة يوسف بن خدة عن المساهمات المالية التي قدمتها العائلات الجزائرية لثورة التحرير، ولجنة الـ22 التي فجرت الثورة، انها لقيت دعما ماليا من عائلتي "حمود" و"حافيز". وفي سنة 1956 ألقي القبض على يوسف حمود بتهمة النشاط في الثورة وسجن ، وتمكن شريكه حافيز من الفرار إلى المغرب.

وفي عام 1962 استقلت الجزائر واصدر الرئيس المرحوم احمد بن بلة، مرسوما بتأميم الوحدات الصناعية المرتبطة بعهد الاحتلال .

وعارضت المرسوم عائلة حمود بوعلام، وأبلغت الرئيس بن بلة، بأنها لم تحارب الاستعمار الفرنسي حتى تحتل مجددا من قبل الاستقلال، فقرر بن بلة استثناء 7 عائلات من تأميم أملاكها لأنها كانت تساند الثورة التحريرية ومنهاعائلة حمود.

وورد بالمجلة الفرنسية عن تاريخ المؤسسات، بمجرد الحديث عن "سيليكتو" تسيل المياه في فم كل من عاش يوما في الضفة الجنوبية للمتوسط "الجزائر" وتذوق يوما المشروب الذي له نكهة التفاح والحلوى. ويعتبر بوعلام حمود ابرزالجزائريين المساهمين مطلع الثلاثينات في بناء مسجد باريس.

Email