4000 تحميل للتطبيق خلال 6 أشهر

«تواصلي»يدمج الصم مع المجتمع بلغة إبداعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص ستبقى منارات أمل تلك التي صاغها أبناء الوطن العربي في تنافسهم عبر امتحان الحياة ليضيئوا شمعة وسط الظلام، ويتركوا أثراً طيباً بين الناس كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..


صفحة «صناع الأمل».. رحلة يومية في تفاصيل تجارب ستبقى خالدة بلا شك، لأنها ترتبط بالقادم الأحسن، وتستند إلى الإيجابية، وتتنسم عبق العطاء المستمر في زمن تسرب فيه اليأس إلى الكثيرين.
 

تعمل ريم، ابنة المستشار الدكتور حلمي قاسم التركي في مجال تقنية المعلومات والتطبيقات منذ أكثر من 16 عاماً، إلى جانب وظيفتها الرئيسية، وبدأت بفكرة تطبيق «تواصلي» عندما انضمت وزميلة لها في فريق مخيم مسابقة رواد الأعمال بمركز ريادة الأعمال بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

وقد حمّل التطبيق منذ إطلاقه قبل 6 أشهر أكثر من 4000 محتاج عبر نسخة التطبيق المجانية من متجر غوغل وأبل ستور من مختلف أقطار الوطن العربي، كما أبدت العديد من الجهات الحكومية رغبتهم بالشراكة في التطبيق.

وتقول ريم: تأهل التطبيق في مسابقة «عرب نت» في المركز الأول، كما اشتركت في عدة مسرعات لرواد الأعمال، وحصدت المركز الثاني في جائزة عكاظ للتميز المهني، وجائزة مقدمة من مؤسسة الوليد للأعمال الإنسانية، وتأهلت ضمن تصفيات مبادرة صناع الأمل.

طريقة سهلة

ويكمن الهدف من التطبيق في خدمة أصحاب الهمم المصابين سمعياً ليتمكنوا من التواصل مع المجتمع بطريقة سهلة وثنائية التواصل، عن طريق كتابة الكلام بلوحة مفاتيح لغة الإشارة العربية ومن ثم يتحول النص إلى صوت باللغة العربية.

كما يمكن التطبيق الطرف الآخر من التواصل مع الأصم عن طريق لغة الإشارة دون الحاجة لتعلمها، كونه يحول النص المدخل عن طريق لوحة المفاتيح أو عن طريق تسجيل الصوت بالميكروفون ومن ثم يتحول الصوت إلى لغة الإشارة العربية عن طريق الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد 3D.

وأضافت أن التطبيق يعتبر كموقع ويكيبديا للصم، حيث يتمكنون من إثراء محتوى الحركات الإشارية بأنفسهم، كما أن لوحة المفاتيح تشمل لغة الإشارة ويمكنهم تخزين الكلمات المفضلة.

وتعكف ريم حاليا على تطوير التطبيق بناء على اقتراحات هذه الفئة، لتسهيل وتفعيل التواصل بشكل أكبر، وأشارت إلى أن الهدف من التطبيق الذي أعدته هو دمج أصحاب الإعاقة السمعية في المجتمع والاستفادة من قدراتهم، ودمجهم في مجالي العمل والدراسة بما يحقق التنمية الاقتصادية، والاستفادة من الطاقات البشرية.

وأوضحت التركي أن «تواصلي» يهدف إلى تقليل اعتماد الصم وضعاف السمع على الغير للتواصل مع المجتمع بدون قيود، وبالتالي إشراكهم في المجتمع كأفراد فاعلين، يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، والمساعدة في حل مشكلة ضعف اللغة العربية لديهم.

تحديات ومصاعب

وأشارت إلى أن أبرز التحديات التي واجهتها تكمن في توحيد حركة الشخصية الكرتونية وتوحيد الكلمات التي يستطيع الصم استخدامها، والصعوبات التقنية للتطبيق في محاكاة الحركات الإشارية للوجه، والعينين، والشفتين، واليدين، حيث تبين أي تغيير طفيف كان يغير معنى الحركة الإشارية بأكملها.

كما واجهت ريم كونها امرأة في مجتمع سعودي، صعوبة في التنقل من مقر سكنها خارج جدة، للالتقاء بالصم بشكل دوري بهدف تطوير واختبار التطبيق والحركات الإشارية وتصحيحها، فضلا عن نقص في التمويل، والحاجة لخبراء ومختصين، مشيرة إلى أنها تنفق على المشروع بنفسها من دون أي دعم خارجي.

شكر وتقدير

وتقدمت ريم بالشكر الجزيل لكل من ساندها ودعمها في إنجاح مشروعها الخيري راجية من المولى عز وجل أن يتقبله خالصا لوجهه الكريم.

كما أهابت بالجهات المعنية أن تلتفت لاحتياجات هذه الشريحة الغالية على قلوبنا، وأن يجعلوا هدفهم أصحاب الهمم، وأن يعيروا اهتمامهم بالخدمات المقدمة لهم وخاصة الإعاقات السمعية، مشيرة إلى أنهم يتمتعون بذكاء عال يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم إذا منحوا الفرصة للتواصل.

كما تقدمت بالشكر لوالدتها يسرية كامل حلمي، وزوجها وأبنائها على دعمهم الدائم لنجاحاتها وحثها على العمل الخيري.

 

Email