تحويل القبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول الله تعالى: (قد نرى تقلّب وجهك في السماء)...].

فقد كانت قبلة الصلاة نحو بيت المقدس ثم تحولت نحو الكعبة. فمتى كان ذلك التحول؟

وفي الأحاديث أن رجلاً صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة في أول تحويلها إليها، ثم خرج ذلك الرجل فمر بجماعة يصلون العصر نحو بيت المقدس فأخبرهم بالتحويل فاستداروا نحو الكعبة.

وفي رواية أنهم كانوا يصلون الفجر لا العصر. فأي الروايتين أصح؟ وأين كان يصلي هؤلاء؟

كان النبي وأصحابه يصلون قبل الهجرة متوجهين الى بيت المقدس. ويقال: إن الكعبة كانت في نفس الاتجاه بالنسبة إلى المكان الذي كانوا يصلون فيه. وبعد الهجرة استمروا يصلون نحو بيت المقدس. وهناك تكون الكعبة في جهة أخرى بالنسبة إلى مصلاهم في المدينة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الاتجاه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى: (قد نرى تقلّب وجهك في السماء، فلنولينّك قبلةً ترضاها، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) فاتجهوا إلى الكعبة. وأول صلاة صلاها بعد التحويل هي صلاة العصر على أصح الأقوال.

وبعد انتهاء تلك الصلاة خرج رجلٌ ممن صلى معهم فمر بجماعة فـي مسجد بني سلمة (في طرف المدينة) وكانوا يصلون عصر نفس اليوم، فأخبرهم بتحويـل القبلة نحو الكعبة فاستداروا نحوها.

ثم إن نفس الرجل أو غيره مرّ بجماعة في مسجد قُباء يصلون فجر اليوم الثاني متجهين نحو بيت المقدس إذ لم يعلموا بالتحويل بعد، فأخبرهم فاتجهوا نحو الكعبة، وعلى هذا فالروايتان صحيحتان. وقد ورد مضمون ذلك في حديـث متفق عليه.

وكان قدوم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. وكان تحويل القبلة في نصف رجب من السنة الثانية. أي إنهم صلوا في المدينة نحو بيت المقدس أكثر من ستة عشر شهراً. وفي «عمدة القاري» 1/44 أقوال أخرى في التحديد المذكور، لكن الذي ذكرناه أصحها إنْ شاء اللهُ تعالى.

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

 

 

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email