رجال لا تُلهيهم تجارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف نوفِّقُ بين قوله تعالى في سورة النور: (رجال لا تُلهيهم تجارة ولا بيـع عن ذكر الله) [37] وقوله تعالى في سورة الجمعة: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً) [11]؟

الظاهر أنَّهم كانوا يُصلُّون الجمعة قبل الخطبة كما في العيدين، فقد أخرج أبو داود في «مراسيله» أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين. ذكر ذلك صاحبُ «روح المعاني» في 28/‏105 وكانوا يرون جواز الانصراف بعد الصلاة كما في العيدين ولم يسمعوا نهياً عن ذلك. كما كانوا يتكلمون في الصلاة فلما نزل قولُه تعالى: (وقوموا لله قانتين) انتهوا عن الكلام.

يدلُّ على ذلك الحديثُ الثابتُ في الصحيحين. وذات يوم بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب سمعوا ضجيجاً في السُّوق وعلموا أنَّ قافلة وصلت المدينة كانت تحملُ طعاماً كانوا بحاجة شديدة إليه فانصرفَ أكثرُهم فنزل قولُه تعالى: (وإذا رأوا تجارةً أو لهواً) الآية. وجعلَ النبيُّ الخطبة قبل الصلاة كما هي الحال حتى اليوم، فلم ينصرفْ بعد ذلك أحدٌ مِنْهم واستحقوا أنْ يُقال فيهم: (رجالٌ لا تُلهيهم تجارة) الآية. وهناك مصادر كثيرة بحثتْ في ذلك مِنْها:

1. تفسير ابن كثير 4/‏367

2. روح المعاني 28/‏105، 107

3. عمدة القاري 6/‏245

4. نيل الأوطار 3/‏344

5. فتح العلام 1/‏198

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

 

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email