السؤال التاسع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 53، الذي نفهمه أن المراد بالكتاب هنا هو التوراة. فما المراد بالفرقان. ولماذا قال: ﴿ لَعَلَّكُمْ ﴾ ولم يقل: «لعلهم» أي اليهود؟

الجواب:

الخطاب موجّه إلى اليهود، فقبل هذه الآية: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ﴾ [47]، ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾ [49]، ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ﴾ [50]. فلذلك قال لهم لعلكم.

والمراد بالكتاب في الآية المذكورة التوراة. أما الفرقان وهو الحجة التي تفرق بين الحق والباطل ففيه أقوال:

- المراد بالفرقان هو التوراة نفسها، فمن أوصافها أنها كتاب منزل، وأنها فرقان بين الحق والباطل. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰوَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا ﴾ [الأنبياء: 48] أي الجـامـع بين كـونـه فرقانـاً وضياءً وذكراً. وقد ورد في الكلام الفصيح أن يكون المعطوف والمعطوف عليه لمعنىً واحدٍ.

- يحتمل أن يكون المراد بالفرقان المعجزات التي أُوتيها موسى عليه السلام من العصا وفلق البحر وغيرهما، فإن هذه المعجزات فرقت بين الحق الذي عليه موسى، والباطل الذي عليه فرعون وقومه.

- ويحتمـل أن يكون المـراد بـالفـرقـان النصر الذي نصر الله بـه موسى على فرعون وقومه. والله سبحانـه سمّى يـوم بـدر يـومَ الفرقـان، قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ [41].

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

 

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email