مالك يوم الدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

السؤال الأول: من سورة الفاتحة

قال الله تعالى: ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، لماذا خَصص ملكَه بيوم الدين (يوم الجزاء في يوم القيامة) مع أنه تعالى هو المالك ذلك اليوم وقبله وبعده؟

كما ورد ذلك في سورة الفاتحة ورد في غيرها، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الحج: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ﴾ [56]، وفي سورة الفرقان: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ﴾ [26]، وفي سورة المؤمن: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 16)﴾، وفي سورة الانفطار: ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖوَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ﴾. فلا ملك يومئذ لأحدٍ غير الله لا حقيقةً ولا مجازاً، ولا ظاهراً ولا باطناً.

وتخصيص الملك بيوم الدين في الآيات المتقدمة وغيرها إما لتعظيم شأن ذلك اليوم الرهيب، وإما لأن الملك في الدنيا قد يُنسَب إلى غير الله. وقد نسبه الله تعالى إلى بعض عباده، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾ [251]، وفي سورة النساء: ﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [3]، وفي سورة النور: ﴿ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ﴾ [61]، وفي سورة الأحزاب: ﴿وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ [50].

والله سبحانه هو مالك الملك أولاً وآخراً ودائماً وأبداً. وقد ورد هذا غيرَ مقرونٍ بزمان، ومن ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ [26]، وفي سورة الفرقان: ﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾ [2]، وفي سورة الملك: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [1].

والله أعلم بالصواب.

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email