القثاء.. مخزن الأملاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

القثّاء بكسر القاف كما ذكره ابن منظور في لسان العرب فقال هو الخيار وقيل إنه نباتٌ حولي عشبيّ، يزهرُ بأزهار صفراء، وهو من الفصيلة القرعية، وقد ذكر القثّاء في القرآن الكريم في سورة البقرة آية 61 بقوله تعالى: ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ).

والقثاء له فوائد عظيمة فهو غنيٌّ بالفيتامينات والأملاح المعدنية فهو يحتوي على الفيتامينات (أ، ب ، ج)، كما يحتوي على أملاح الكالسيوم والحديد والفسفور والمنجنيز والكبريت والكالسيوم، والقثاء يملك نفس خواص وفوائد الخيار، إلا أنه أخفّ منه، ويؤكل القثاء طازجاً وُيستخدم في الطبخ، كما يُستخدم لإعداد المخلّلات والسلطات.

فوائد علاجية

القثاء هو مُدرٌّ للبول، وهو أيضاً يعمل على تنظيف الدم من الفضلات والأملاح الزائدة، ويعمل أيضاً على تبريد الجسم بتخفيض درجة حرارته، ويُستخدم أيضاً في علاج بعض الأمراض الجلديّة، مثل الحكّة الشديدة، وعلاج النّمش والكلف عند خلط عصيره مع الحليب، وللقثاء فوائد علاجيّة وهي معالجة التهابات المفاصل، ويفيد في حالات التسمم ويفيد أيضاً في علاج مرض النُّقرص..

ولم يُذكر للقثاء أية أضرار جانبيّة، عدا للأشخاص الذين يعانون من أمراض المعدة، فيجب تناوله مرة واحدة كل 24 ساعة، ويُفضّلُ إضافة الملح له، فسبحان من جعل لكل داء دواء وسبحان من سخر لعباده ما يتداوون به عند مرضهم .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين القثاء والرطب في طعامه، فعن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهما - قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء، وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن "، ومن أحسن الكتب التي تناولت سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الطعام كتاب الطب النبوي لابن القيم الجوزية.

يخبرنا ابن القيم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يجمع في نفس الطعام ما بين اللبن والسمك أو بين اللبن وأكل الحامض (فاكهة، طعام، شراب)، أو لبن وبيض، أو لبن ولحم وكذلك أكلتين ساخنتين أو أكلتين باردتين أو أكلتين سائلتين أو أكلتين تم تحضيرهما على النار، وكان (صلى الله عليه وسلم) لا يأكل طعاما تم تحضيره في الليلة الماضية أو أكلاً فيه خل طال بقاؤه.

تقليل الحرارة

وعلى العكس كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يجمع بين بعض المأكولات من اجل تقليل حرارة الواحدة ببرودة الأخرى، فمثلا كان يجمع بين الرطب والخيار، كما كان يجمع بين التمر والدهن.

وينصح ابن القيم بعدم شرب الماء بعد الأكل، خاصة إذا كانت الوجبة باردة أو العكس ساخنة، بالنسبة له، فالماء كما يرى ابن القيم لا يشرب أيضا في بداية الأكل وكذلك عند الاستيقاظ من النوم أو مباشرة بعد جهد عضلي كبير.

وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأكل العسل بعد خلطه بالماء البارد خاصة في الصباح بعد النهوض من النوم، وبالإمكان تعويض العسل بالزبيب أو بالتمر أو بالتين، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يفضل هذا الجمع البارد والسكري، وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها "افضل شراب الرسول هو الحلو البارد، " وذكر ابن القيم لأهم أكلة للرسول صلى الله عليه وسلم وهي الثريد..

وهي من أحب الطعام عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو عبارة عن فتة الخبز البر بمسلوق اللحم، حيث تسلق اللحمة جيداً حتى يتكثف ماؤها ويقل ثم تملح، ويقطع خبز البر قطعا صغيرة وتشرب بماء اللحم ثم يضاف اللحم على وجه الطبق ويسكب القليل من الخل فوقها وتقدم.

القثاء والطب

قال ابن سينا" القثاء ألطفه النضيج ، فيه إدرار وتليين وينفع من أوجاع المذاكير وهو موافق للمثانة".، وقال الرازي "القثاء أخف من الخيار وأسرع نزولاً ولا يسخن البدن" وينصح الباحثون للحفاظ على نضارة الجلد وصحته باللجوء إلى الطبيعة ومكوناتها، وفي هذا الإطار أثبتت الدراسات أن للخيار فوائد صحية وتجميلية إضافة إلى فوائده الغذائية المتعددة.

Email