سعيد الرقباني المستشار الخاص لحاكم الفجيرة:

زايد قصة كفاح متواصل وعزيمة عظيمة علّمتنا تقديم الأفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

«نستلهم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الحكمة، فهو قصة كفاح متواصل وعزيمة عظيمة علمتنا تقديم الأفضل، وكانت تدفعنا دوماً إلى العمل والاجتهاد من أجل رفعة الوطن».. بهذه الكلمات العذبة يفتتح معالي سعيد بن محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، حديثه عن القائد المؤسس لدولة الإمارات، رحمه الله تعالى.

ويقول: «الشيخ زايد زعيم الأمة أظهر من فنون القيادة ما لفت أنظار العالم أجمع إليه، الذي قاد الشعب إلى الوحدة والنهضة الشاملة، وغدت الإمارات في عهده كياناً دولياً أسسته قيادته الفريدة ورفعت من شأنه في المحافل الدولية، بقرارات حكيمة ورؤى ثاقبة وإنجازات تنموية في كل المجالات، ليتمتع الشعب بأعلى مستويات المعيشة، فها نحن نعيش مرحلة مزدهرة ينعم مواطنوها بالرفاهية والرخاء، بفضل العطاء السخي والجهود المخلصة للمغفور له زايد الخير».

على خطى القائد

هذه المعاني العظيمة من التفاني والعطاء لخدمة الوطن التي قدمها المغفور له الشيخ زايد كانت حادياً لمعالي الرقباني في عمله الحكومي فكانت مسيرته حافلة بالإنجازات ولا يزال يواصل جهوده بثبات وتمكن من أجل خدمة وطنه بمشاركته الفاعلة بالمجتمع.. رجل دولة لا يكل ولا يمل من العطاء، ويعد من جيل المؤسسين في الدولة، الذين شاركوا في البناء والتطوير في مرحلة تأسيس دولة الاتحاد، قاد مهامه باقتدار ونجح في ترك بصمة تميز في تاريخه المشرف، حيث شغل منصب عضو المجلس الوطني الاتحادي في أول تشكيل له في عام 1972 وحتى يناير 1977، حظي المجلس منذ عقد أولى جلساته، بعد فترة وجيزة من انطلاق دولة الاتحاد باهتمام ودعم لا محدودين من قبل المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك تجسيداً لنهج الشورى لقناعته، رحمه الله، بأهمية مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني، ليقود الرقباني مهامه الوطنية بكفاءة مشاركاً في عملية البناء والتنمية.

وسعى الرقباني خلال عضويته في المجلس الوطني الاتحادي إلى أن يمضي قدماً وفق التوجيهات السامية من أجل أن يواكب المجلس مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972م مع انطلاق دولة الاتحاد في ظل توجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مرحلة مهمة في البذل والعطاء، وشعور عال بالمسؤولية ومهام وواجبات ساهمت في ازدهار البلد.

وزيراً للزراعة

وفي عام 1977 عين معالي سعيد الرقباني وزيراً للزراعة والثروة السمكية لمدة 29 عاماً امتدت حتى عام 2006، حيث تحققت إنجازات كبيرة في قطاع الزراعة في الدولة على الرغم من الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية الصعبة، تمثل هذه الإنجازات نهضة حضارية متميزة للإمارات تحققت بفضل المولى سبحانه وتعالى والبصيرة الثاقبة وعزيمة التحدي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، احد الأقوال المأثورة للشيخ زايد «اعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، حيث أولى الشيخ زايد، رحمه الله، قطاع الزراعة اهتماماً كبيراً وقدم كافة أنواع الدعم لهذا القطاع حتى غدت الإمارات مثالاً يحتذى في تحويل الصحراء إلى جنة خضراء.

شراء التمور

اهتم الشيخ زايد، رحمه الله، بالمزارعين المواطنين، وكان دائماً يوجه بتقديم الدعم لهم، وفي إحدى زياراتي للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد سألني عن أوضاع مزارعي النخيل وما هي احتياجاتهم ومباشرة أمر بشراء كامل إنتاج التمور من كافة أنحاء الدولة بدعم من ميزانية أبوظبي، مما أدى إلى اهتمام المواطنين وأبنائهم بمزارعهم والمحافظة عليها حتى وصل عدد النخيل في الإمارات أكثر من 40 مليون نخلة بفضل الله ثم باهتمام ودعم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأصبحت الإمارات من أوائل الدول من حيث زراعة أشجار النخيل وتصدر التمور لأكثر من 45 بلداً حول العالم.

اهتمامه بالسدود

وفي سبيل الاهتمام بالزراعة ومصادر المياه فقد كان، رحمه الله، يتفقد مواقع السدود بنفسه وقد رافقته في عدة جولات، حيث كان يقطع مسافات طويلة لكي يزور مواقع السدود ويوجه بأكبر استفادة من مياه الأمطار، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة في ذلك الوقت من وزارة الزراعة والثروة السمكية والدائرة الخاصة لرئيس الدولة لاستكمال السدود في كافة مناطق الدولة، التي نفذت من ميزانية أبوظبي، فقد أولى الشيخ زايد عناية كبيرة للسدود، فلا أنسى عندما كان في رحلة علاج واتصل بي للسؤال عن مشاريع السدود إلى أين وصلت وهو لحرصه الكبير، رحمه الله، على تنمية الموارد المائية في البلاد وتوفير مقومات الحياة الكريمة للشعب.

كان اهتمام الشيخ زايد، رحمه الله، بالزراعة مثالاً رائداً لكل قادة دول العالم، حيث في زياراتي لعدة رؤساء دول خلال تولي منصب الوزارة كانوا يشيدون بالإنجازات الزراعية الكبيرة التي حققها الشيخ زايد، كما كرمت منظمات دولية الشيخ زايد على النجاح الكبير الذي حققته الإمارات في الزراعة، حيث حضر مدير منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة وسلم الشيخ زايد تكريماً من المنظمة وكنت موجوداً أثناء التكريم، وتقديراً لجهوده في نشر التنمية الزراعية تم إطلاق اسم زايد على مركز دولي في منظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة في روما.

دعم الصيادين

دعم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، رحمه الله، الثروة السمكية والصيادين المواطنين بكافة أشكال الدعم فوجه بإنشاء الموانئ والمرافق الخدمية للصيادين، وتوفير كافة احتياجاتهم، إلى جانب تنظيم عمليات الصيد وتحديد مناطق الصيد في إطار الحفاظ على ديمومة الثروة السمكية.

كما وجه المغفور له الشيخ زايد بمنع السفن الكبيرة من الصيد الجائر الذي يضر بالثروة السمكية ويستنزف مواردها من الأسماك، ووجه، رحمه الله، بإصدار قوانين لتنظيم وحماية وتنمية الثروة السمكية، وجعلها مهنة مهمة للآباء والأجداد يمارسونها بتمكن وتكون مصدر رزق مهم لهم، قوانين مازال أثرها الطيب باقياً حتى يومنا هذا بمكافحة الممارسات التي تهدد الثروة السمكية وتعزز من فرص استدامتها، رؤية حكيمة لقائد لديه بصيرة ثاقبة للأمور.

كما قام الشيخ زايد ببناء سد مأرب في اليمن وقد كلفني سموه بمتابعة هذا المشروع مع صندوق أبوظبي للتنمية، زرت موقع السد قبل البناء وزرته قبل الافتتاح وشاهدت الفرق الكبير، كنت ضمن الوفد المرافق للشيخ زايد في افتتاح السد، حيث حضر، رحمه الله، شخصياً.

العمل الخيري

وضع معالي الرقباني نصب عينيه خدمة الوطن وتكريس جل وقته لتعزيز مكانته المرموقة، ومازال يكمل رسالته في العمل الخيري بهمة ونشاط فهو من الأوائل بالإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، التي تأتي استمراراً لنهج الإمارات الإنساني، ففي عام 1987 أسس معاليه مع مجموعة من أصحاب الخير جمعية الفجيرة الخيرية ومازال حتى الآن يواصل مشواره الخيري إلى جانب عمله كمستشار خاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة منذ عام 2006.

ويقول: العمل الخيري فكرٌ رسخه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنهج سارت عليه دولة الإمارات، يجسد ثقافة الخير والتلاحم المجتمعي الضاربة في جذور دولة الإمارات، التي لطالما كانت تعبر عن وجه الإمارات المشرق، وصورتها الحضارية أمام العالم بأسره، والتي بدأت قبل عام من تأسيسها كفكرة لمساعدة الطلاب المحتاجين لمواصلة دراستهم وتم إشهارها لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت رقم ( 57 ) وذلك تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم ( 6 ) لسنة 1974 في شأن تنظيم الجمعيات ذات النفع العام، ليشغل معالي سعيد الرقباني منصب رئيس مجلس الإدارة منذ التأسيس وحتى الآن.

هدف نبيل كرّس في سبيله معالي سعيد الرقباني فكره وطاقته من أجل أن تمضي مسيرة العطاء والخير في مساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين، ومسيرة عطاء لجمعية الفجيرة الخيرية امتدت لـ 32 عاما، ومازالت تواصل مشوارها الخيري والإنساني، وأوضح الرقباني ان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، أرسى مفهوم الخير في الإمارات، ورسخه بتلقائيته الفريدة في المجتمع، كما أعلى بسلوكه الراقي قيمة العطاء، وغرسها في نفوس الجميع، فالعطاء كان منهجاً في حياته، رسم من خلاله طريقا للعمل الخيري والإنساني لتسير على خطاه الإمارات إلى اليوم.

مسيرة الخير

تولى معالي سعيد الرقباني، بموجب المرسوم الأميري الصادر عام 2010 من صاحب السمو حاكم الفجيرة، منصب نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفجيرة لتنمية المناطق، التي يترأسها سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ومن أبرز مهامها تطوير المناطق المحتاجة في إمارة الفجيرة وتلبية احتياجات ساكنيها من الفئات الأكثر احتياجاً بما يكفل توفير مناخ مناسب لتحقيق التوازن المعيشي بين أبناء الإمارة.

Email