رافق المغفور له في حلّه وترحاله على مدى 34 عاماً

سالم السامان: زايد نثر بذور الخير في أرجاء الأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لقد أتيحت لي فرصة عظيمة وشرف كبير أن أكون بالقرب من الشيخ زايد في فترة مهمة وحساسة من حكم الإمارة وبناء الدولة.

وكنت شاهد عيان على امتداد سنوات طويلة تجاوزت الـ34 عاماً على رحلة الكفاح والبناء والتحدي التي قادها الشيخ زايد بكل اقتدار».. بهذه الكلمات بدأ رجل الأعمال الإماراتي سالم السامان الذي رافق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مدار ثلاثة عقود من الزمن، حديثه عن المغفور له، مشيراً إلى أن عطاء الشيخ زايد يشهد له القاصي والداني فهو نصير المظلومين.

ومن رموز العمل الإنساني على مستوى العالم، بل رتبط اسمه عن جدارة واستحقاق بالخير الذي نثر بذوره في دول العالم منطلقاً في ذلك من القيم العربية الإسلامية الأصيلة التي تعتبر مساعدة الآخرين والأخذ بيد المحتاج شهامة ورجولة قبل أن تكون كرماً وواجباً أخلاقياً وقبل أن تكون واجباً دينياً.

ويضيف السامان: «لقد عرفت زايد الإنسان عن قرب، حين كنت أرتحل معه، طيب الله ثراه، في أسفاره إلى الدول العربية أو الأجنبية وبقيت معه سنوات طويلة أنفذ أوامره وتوجيهاته السديدة حتى تشكلت لدي القناعة الكاملة بأن حكم الناس لا يتأتى ولا يترسخ إلا بالحرص على مصالح الناس وقضاء حاجاتهم ومحبتهم».

وأضاف إن مسيرة الخير التي انطلقت مع زايد الخير والتي باتت المحرك الرئيس في سياسته المحلية والخارجية، أضحت اليوم سياسة الخير والعطاء التي تقوم على أسس قوية ومنهج واضح استمر من بعده من خلال خطط وبرامج وطنية أسست لها سياسة الإمارات حيث تؤكد أن مسيرة زايد الخير ستكون العنوان الرئيس في عام زايد ومن بعده لسنوات طويلة.

وأشار السامان إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لفت إلى هذه الحقيقة خلال ترؤسه اجتماع اللجنة الوطنية العليا لعام الخير في سبتمبر 2017 بقوله «عام الخير يسبق عام زايد لأن الخير وزايد مقترنان وعام زايد سيكون امتداداً للخير».

يقول السامان: «لقد غرس فينا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، القيم الأخلاقية والمبادئ السامية كالتسامح وقبول الآخر، ونبذ الكراهية والتمييز والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً وتجسيداً للقيم الجوهرية التي تشكل سمات المجتمعات المتقدمة.

فجاءت مسيرة زايد كما عاصرناها وعشناها لحظة بلحظة عن قرب منظومة متكاملة، قامت وفق بناء فكري يرسخ قيم التسامح واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وتحويل قيم التسامح إلى غرس وسلوكيات مستدامة».

وبيّن أن دولة الإمارات تطبيقاً لتوجيهات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، جعلت من مفهوم التسامح حزمة متكاملة من السياسات والمبادرات التي تعمل الحكومة على تطبيقها بالتركيز على تعزيز دور الحكومة حاضنة للتسامح وتعزيز دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع المتسامح وتعزيز التسامح بين الشباب ووقايتهم من التطرف والتعصب.

وقال: «كنت سعيداً جداً بإرادة الله ومجريات الأمور والحياة التي وضعتني في موقع قريب من الشيخ زايد ومسيرته، التي استمرت حوالي 34 عاماً تقريباً وكان لي شرف الخدمة تحت رئاسته ومما شرفني أنه كان لي دور في خدمة البلاد وفق رئاسة الشيخ زايد، التي يجمع القريب والبعيد على أنها نقلت أبوظبي والإمارات عموماً إلى مكان أكثر تقدماً في مسيرة التنمية المستدامة في القطاعات كافة».

وبحسب السامان كان الشيخ زايد منفتحاً، في مسيرته، على جميع أبناء الوطن لحشد جميع الطاقات التي تتوافر على هذه الأرض الطيبة، وخصوصاً الإنسان الذي يشكل من منظور زايد القوة الحقيقية والثروة الأغلى التي تمتلكها البلاد.

العمل الخيري

وفي مجال العمل الخيري تحدث سالم السامان أنه كان هناك التزام كامل من قبل الشيخ زايد ودولة الإمارات بدعم الشعوب الفقيرة والأقليات المضطهدة وتقديم كل المساعدة والدعم وهذا النهج بقي ثابتاً لا يتغير في سياسة الإمارات منذ قيام الاتحاد على يد المؤسس القائد الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

يقول السامان: من أبرز الأولويات التي لمستها لدى الشيخ زايد طيب الله ثراه، خلال فترة عملي إلى جانبه هي الاهتمام بالقبائل، فكان، طيب الله ثراه، يضع المواطن ضمن أهم أولوياته وكان حريصاً كل الحرص على الارتقاء بحياة المواطنين وتحسين أحوالهم المعيشية ويتحين الفرص لتقديم كل ما من شأنه إسعاد مواطنيه وشعبه.

ويروي السامان قصة الفيديو الشهير الذي تم تسجيله في جزيرة صير بني ياس في مايو عام 1993 .

ويظهر فيه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، معاتباً التجار ورجال الأعمال على تقصيرهم في العمل المجتمعي ومساعدة ذويهم وأهلهم وخاطبهم بقوله «أنتم التجار تربحون أموالاً كثيرة فهل فكر أحد منكم في بناء عيادة أو مستوصف طبي يقدم الرعاية الصحية لأهله وأقربائه وذويه»، فالشيخ زايد دائماً كان يقول لنا إنه واجب على كل إنسان وكل فرد من البشر أن يقدم العون لأخيه الإنسان.

وأضاف: «عمل زايد طوال حياته على أن تكون دولة الإمارات رائدة العمل الخيري في مختلف ميادينه، ووجّه طاقات شعبه العامرة بحب الخير والعمل من أجل مناصرة الضعفاء والمحتاجين وحمايتهم من مخاطر الفقر والمرض والجهل»، حتى تبوأت دولة الإمارات بفضل جهود المغفور له، رحمه الله.

ومبادراته الكريمة مكانة متميزة في ميادين العمل الخيري إقليمياً ودولياً واحتلت مساحة كبيرة في فضاءات العطاء الإنساني وقدمت للعالم تجربة فريدة في تجسيد قيم البذل والعطاء من أجل تخفيف آلام البشرية ومعاناتها.

وبفضل نهج زايد الخيري تربعت الإمارات على عرش قلوب الملايين من الفقراء والمحتاجين والمنكوبين الذين امتدت إليهم يدا زايد الخير لتدفع عنهم الحاجة وذل المسألة، فسجل اسم الإمارات بأحرف من نور على صفحات التاريخ الإنساني.

ويتحدث سالم السامان عن الجوانب الإنسانية في شخصية الشيخ زايد، وعطاءاته اللامحدودة بقوله: «كان الشيخ زايد، يمتلك قلباً عامراً بالعطاء للجميع، ولم تقف مواقفه الإنسانية أمام الحدود، بل تجاوزتها على بقاع الأرض كافة، وقد كانت وما زالت أياديه البيضاء تمتد في صمت لتبني مدرسة أو مستشفى أو مسجداً أو مدينة سكنية أو تمسح دمعة أو تطعم جائعاً أو تسقي ظمآناً، وذلك من خلال أبنائه ومؤسساته الخيرية التي أنشأها، رحمه الله».

وقال: لقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغيدة، فقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والمراكز الصحية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من البنى الأساسية العصرية، ومنظومة من المدن الحديثة التي حققت الرفاهية والاستقرار لجميع أبناء الوطن، لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا كل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم.

وأضاف: لم يغب الشيخ زايد لحظة من الزمن عن ذاكرة الوطن ووجدان الأمة قيادة وشعباً، فالنهج الذي أرساه في مجالات العمل كافة ظل نبراساً تقتدي به القيادة، وهادياً للأمة في السير على طريقه والالتزام به، لذلك بقيت ذكراه الطيبة حاضرة في كل إنجاز تحققه الدولة على الصعيدين الوطني والعالمي، لما له من فضل وبصمة في وضع اللبنات القوية والقواعد الصلبة في مسيرة الإنجازات الوطنية الشامخة.

سيرة

ولد سالم بن إبراهيم السامان في إمارة رأس الخيمة في 21 أبريل عام 1938 وبدأ حياته بالتجارة في سن مبكرة عام 1955، انطلقت أعماله التجارية الكبيرة حين أنشأ مؤسسة سالم السامان في عام 1965.

وفي العمل الحكومي تبوأ مناصب ومسؤوليات عدة وكلف بستة مراسيم أميرية لشغل هذه المناصب، كما تقلد وسام الدولة الإيطالية برتبة فارس من الدرجة الأولى عام 1977، وتم تكريمه من جهات رسمية وعامة خاصة وشعبية.

زايد كان منفتحاً على جميع أبناء الوطن وحقق أعظم تجربة اتحادية في التاريخ

مسيرة الخير انطلقت مع زايد وباتت المحرك الرئيس في سياسته المحلية والخارجية

زايد كان ينظر إلى مساعدة الآخرين بعين الشهامة قبل أن تكون واجباً أخلاقياً

كان يتحين الفرص لتقديم كل ما من شأنه إسعاد المواطنين وتحقيق رفاهيتهم

وجه طاقات شعب الإمارات العامرة بحب الخير لمناصرة الضعفاء حول العالم

Email