إيمان السودانية: أكملتُ مسيرتي التعليمية بقوة وتميز

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتنقل كل صباح في روضة من رياض قصص الأيتام لنتعرف إلى رحلتهم نحو تحقيق الذات والنجاح.

ما أصعب أن يشعر الإنسان بالحرمان، سواء كان ذلك عاطفياً أم مادياً، ولذلك فإن ديننا الحنيف حث على مساعدة المحتاج وكفالته، كجزء من تعزيز التلاحم في المجتمع الإسلامي، وما أعظم أن تأتي رسالات الشكر ممن عاشوا لحظات الألم، التي تحولت بتعاون المحسنين، إلى رسالات شكر وعرفان، تمتزج معها مشاعر رد الجميل والعطاء.

كلمات قليلة في عددها كبيرة في معانيها، وهذا ما أرادت أن توصله إيمان، هذه الشابة من أرض السودان الشقيق التي مرت بتجربة صعبة، تمثلت في فقدانها والدها، ومع رحيله تلاشت كل معاني العطف والحنان، خاصة أن من وقف بجانب أسرتها كان دعمه محدوداً .

لا يمكن معه مواصلة رحلة الحياة، التي تتطلب مورداً لا ينقطع حتى يتسنى لهم إكمال مسيرة الحياة، ولكن تحت مظلة كفالة الخير انقلبت حياتي وتقول عن نفسها: «أكملت مسيرتي التعليمية بفوة وتميز».

وتابعت أنها لم تجد بداً من أن تتقدم بطلب لكفالتها من خلال جمعية دار البر، التي لم تألُ جهدا في تقديم هذا العون والدعم ابتداء من العام 2007، وحتى الآن، مؤكدة أنها وأسرتها طوال هذه السنوات، تحولت حياتهم للأفضل بشكل كبير، وأن الجمعية لم تتوان أيضاً عن مساعدتهم وتقديم كل ما يحتاجون في كل المناسبات والأعياد، فضلاً بالتأكيد عن السنوات الدراسية.

وتحدثت أنها استطاعت من خلال هذه المجهودات أن تتابع مسيرتها التعليمية بقوة وتميز، وأن ثمرة هذا الدعم بدأت في الظهور من خلال التحاق أحد أخويها بإحدى الجامعات المرموقة للدراسة فيها، بالإضافة إلى شقيقها الآخر الذي استطاع أن يحصل على درجات كبيرة في شهادة الأساس.

لافتة إلى أن هذه الثمار ترى أنها أفضل ما يمكن للمرء الحصول عليه، حيث إن التعليم هو الوقوف على بداية الطريق الصحيح نحو حياة عملية يمكن للمرء فيها أن يعتمد على نفسه، وهذا تماماً فائدة كفالة الجمعيات الخيرية للأسر المحتاجة، التي تعود نفعاً على الجميع في بدء حياة جديدة هانئة.

وقالت بل إن الأكثر من ذلك فإن منزلهم الذي كان يضيق بهم قامت جمعية دار البر بتمويل بناء منزل آخر جديد، يؤويهم قيظ وحرارة الصيف وبرد الشتاء، وإن هذا البيت كان الرسالة والمعنى الإنساني الكبير من خلال جمع ولم شمل الأسرة تحت سقف واحد، بعد رحيل الأب، ومكمن الرسالة أن المبادئ والتعاليم الإسلامية السمحة، كفيلة بأن ترعى المسلمين في شتى بقاع الأرض وتحميهم مما قد تخبئه لهم الأقدار، مؤكدة أنها وأسرتها يعيشون حياتهم بأمان وأمل في غد مشرق لهم، بسبب هذه الكفالة التي بدلت أوضاعهم للأفضل.

 

Email