أسرة أمين تستعيد الدفء في قرية دار البر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتنقل كل صباح في روضة من رياض قصص الأيتام لنتعرف إلى رحلتهم نحو تحقيق الذات والنجاح.

ولد أمين في عائلة لديها أربعة أبناء، والدته ربة منزل وكان والده يعمل موظفاً في معمل حجر قبل وفاته منذ 5 سنوات إثر حادث سير أليم في بلدتهم اللبنانية، حيث ترك أبناءه الأربعة وزوجته ليواجهوا مصاعب الحياة الأليمة ومتطلباتها الكثيرة، فالأولاد صغار واحتياجاتهم ومتطلباتهم كثيرة، ولا مردود مادياً لهم ولا معيل.

وما زاد الوضع سوءاً أن الزوجة التي وقع على عاتقها مسؤولية الأبناء والمنزل لا تتقن أي مهنة أو حرفة يمكن أن تعيل بها أبناءها الصغار.

احتارت الزوجة في أمرها، فأكبر أبنائها لم يتجاوز الثامنة، وأصغرهم رضيعة لم تبلغ الأربعين يوماً عند وفاة والدها، لذلك قلت حيلتها، وبدأت تفكر في مخرج لأزمتها المادية حتى اهتدت إلى جمعية دار البر طالبة المساعدة من ضيق الحياة ومتاعبها، وهناك وجدت ما تصبو له، وأخذت نفساً عميقاً أخرجت من خلاله كميات الخوف من المستقبل، واستبدلتها بجرعات من الأمان والطمأنينة.

في قرية دار البر للرعاية التي تستقبل فيها الأيتام دبت الحياة في مشاعر الأم الأرملة، حيث وجد أبناؤها الرعاية الشاملة ولبت كافة احتياجاتهم من مأكل ومشرب ومسكن ورعاية صحية وتعليم، وليس ذلك فحسب بل وجدت الأم برامج داعمة لتمكينها وتعليمها لتقوى على تأمين معيشتها من دون الاعتماد على الغير.

تقيم عائلة اليتيم أمين في القرية منذ ثلاث سنوات وتعيش بسلام وأمان بعيدة عن مخاطر التشرد والإهمال والتسرب المدرسي، وتسعى دائماً نحو التطوير والتغيير في حياة أفرادها لكي تصبح تحظى باستقلال وتتمكن من ترك القرية لفسح المجال أمام الآخرين الذي هم أكثر حاجة، فهم يشعرون بأنهم حصلوا على الدعم اللازم، وتحققت أمانيهم وأحلامهم، ولا بد من أن ينتفع غيرهم من خيرات القرية التي صقلت في أنفسهم الكثير.

تعلمت الأم كيفية صناعة الأواني المنزلية والأشغال اليدوية والتزيين لكافة المناسبات الاجتماعية، وهي الآن تكسب رزقاً من خلال هذه الأشغال رغم وجودها في القرية وعدم حاجتها لهذا العمل حالياً، أما أولادها الأربعة ومن بينهم أمين الذي أصبح في الصف السابع الأساسي فيواصلون تعليمهم في المدرسة وبمتابعة دقيقة من مشرفات القرية وموظفيها وهم من المتفوقين بين أقرانهم.

أمين واحد من الأيتام في القرية الذي حمل مسؤولية وهمّ فقدان الوالد منذ صغره إلى جانب والدته إلا أنه رغم مصاعب الأمور التي مرّ بها أصبح من الأشخاص المتفهمين لوضعهم والساعين نحو التغيير والتقدم لكي يجتازوا مرحلة صعبة في حياتهم ولكي يصبحوا مع مرور الأيام منتجين وبعيدين عن الاتكالية.

 

Email