أسامة الغزي...ألم اليتم وأمـل الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش الشاب الفلسطيني أسامة في كنف أسرة مكونة من ثمانية أشخاص اتخذت بيتاً متواضعاً، في منطقة الزوايدة في قطاع غزة بالكاد يؤويهم ويستر عليهم ويوفر الخصوصية والراحة لهم، لكنها لا تعيش فيه وحدها، بل يشاركهم الألمُ والحزنُ والمعاناةُ وقسوة اليتم بفقدان الأب في عام 2006، مثلما تقاسمهم البيتَ والحياةَ، إعاقةُ أسامة العقلية، ووضع الأسرة الصعب الذي تمر به من جراء ابتلاء الإعاقة لجميع إخوته.

عانى أسامة وإخوته وبقية أفراد أسرته مرارة العيش بعد فقدان الأب الذي كان يعيلهم، ويوفر لهم احتياجاتهم ومصاريف علاجهم، وعاشوا ظروفاً صعبة كادت تغلبهم، وتنتصر على مواطن الأمل والصبر في نفوسهم، لكن إيمانهم بالله ظل واقفاً، وصلباً، فغشيهم الله بالرحمة لا يقطع حبلها عن أحد من عباده، إذ ظهر بصيص أمل أضاء الطريق لأسامة وأسرته مع تلك الأيادي البيضاء الممتدة والمتواصلة لجمعية دار البر بدبي، والتي كفلته وأسرته في 2007، وصارت تخصص لهم راتباً شهرياً، وأدخلت الفرحة والسرور إلى قلوبهم بعد أن وفرت لهم أساسيات العيش من مأكل ومشرب، ومستلزمات الأسرة المكلومة بفقدانها لمعيلها وللإعاقة التي تتطلب رعاية خاصة، ومصاريف عالية يصعب توفيرها من دون كفيل أو معيل.

صبر

ورغم إعاقة أسامة وإخوانه، إلا أن والدته المثابرة آمنة البديني تعاركت وحيدة مع الفقر واليأس والمرض غير مرة، وتحدته بكل صبر ورضا بقضاء الله وقدره، وكافحت من أجل البقاء والثبات، ليتمكنَ أسامة وبقية إخوانه من الصمود في وجه المرض والفقر والمتطلبات الحياتية، ومجابهة أعباء المصاريف اليومية، وأيضاً حتى تقومَ بواجبها تجاه أبنائها، وتقف على شؤونهم مستفيدة من الكفالة في الصرف على احتياجاتهم الكثيرة والخاصة، وتسعى جاهدة لتكفكف دموعهم وترسم الفرحة على وجوههم من خلال مساعدات أهل الخير والعطاء.

ولم يقتصر دعم جمعية دار البر لأسرة أسامة على الكفالة والمخصصات المالية الشهرية لها، بل تعدى ذلك لزيارة وفد الجمعية لها في البيت، وتقديم وجبات طعام تناولوها على مائدة واحدة، فكانت فرحة أسامة ظاهرة وكأن لسان حاله يقول «رحمك الله يا أبي! فأنا أفتقدك! إلا أن جمعية دار البر لم تنسني وكانت خير كافل لنا فجزاها الله عنا وعنك كل خير».

Email