أكد أن الغرب غير المسلم لا ينفيه

حسين كمال الدين: العلاج بالقرآن حقيقة راسخة

ت + ت - الحجم الطبيعي

القرآن الكريم شفاء لكل داء، وهو علاج يحتاج إلى الثقة التامة بقدرة الله والتوكل عليه، وقد تداوى المسلمون بكتاب الله من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلماته تفرج الهموم والكرب، وتلاوته العطرة تشيع الطمأنينة في نفس قارئه، وهو علاج ووقاية من كثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث عن معرفتها.

كما يعد الحصن الحصين الذي يتصدى للعين والسحر والجن، بهذه الكلمات بدأ حسين كمال الدين، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية، إمام وواعظ مستشفى الأمل سابقاً، حديثه عن علاج النفس والبدن بالقرآن الكريم.

تشبثك بالوعظ والمحاضرات الدينية، واحتراف هذه المهنة كانت له بداية، فما هي؟

لقد كنت معلماً في المعهد الديني، وكنت معلماً في إحدى المدارس الحكومية، وفي لقاء بيني وأحد المسؤولين الإداريين في وزارة التربية، تجاذبنا أطراف الحديث وتناقشنا في الجانب الديني وأهميته في علاج النفس، طلب أن أكون محاضراً ومرشداً أو إماماً للمرضى في مستشفى الأمل، فأجبته بأنني معلم وقد لا أتمكن من حضور الصلوات جميعها، ولكن كلمات التشجيع التي أحاطت بي من الدكتور محمود كاظم رحمه الله، والدكتورة صالحة بنت ذيبان، مديرة مستشفى الأمل، شجعتني على العمل، وخاصة بأنني سأكون في قسم علاج الإدمان وبعض الحالات النفسية مع إمامة المسجد، وكان هذا منذ 15 عاماً.

كيف تصف دور الجانب الديني في علاج المرضى وأثر القرآن الكريم على روحهم المعنوية؟

يقول الله تبارك وتعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين (الإسراء 82).

ويقول أيضاً ويشفي صدور قوم مؤمنين (يونس).

وقال تعالى يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين (يونس 75). وإذا مرضت فهو يشفين (الشعراء 78). ومن هذا الآيات جميعها يتضح أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني وإنما هو علاج، لذلك ربط الله تعالى هداية العباد وطعامهم وصحتهم به، وأنه هو القادر والمتكفل بذلك وثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قرأوا سورة الفاتحة على أحد الملوك وكان مريضاً مرضاً شديداً أعيا الأطباء، وشفاه الله بقراءة القرآن الكريم وأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عادوا إليه وحتى أنهم أخذوا العلاج بالقرآن الكريم مقابل ذلك أجراً حلالاً، وقال لهم صلى الله عليه وسلم اجعلوا لي سهماً.

 

العلاج بالحجامة

آباؤنا وأجدادنا حرصوا على قراءة القرآن الكريم على المرضى ودائماً إذا وجدوا المريض قالوا من يقرأ عليه خاصة إذا كان المرض نفسياً أو سلوكياً من باب أولى، فهل هناك تجارب مطبقة غرباً تثبت صحة هذا الاتجاه؟

هناك مدلولات ومؤشرات واضحة على مدى فاعلية ما نهجه آباؤنا وأجدادنا في شفاء الناس وعلاجهم بالقرآن الكريم، وقد ثبت في الغرب نجاح العلاج القرآن الكريم وأقره كثير من العلماء والأطباء غير المسلمين في أوربا وأميركا.

وعلاوة على العلاج بالقرآن فإن الأجانب قاموا باستخدام الحجامة وأثبتوا صحتها كعلاج، وثمة بحوث كثيرة تدل على ذلك، ومن أراد التأكد ليرجع إلى البحوث الطبية في الشبكة العنكبوتية.

وطالما أننا مؤمنون بكتاب الله وسنة نبيه وتربية أجدادنا وعادتهم فلماذا نترك جميع هذه الأسس والمبادئ؟ ولماذا لا نجعل قسماً خاصاً للعلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية في مراكز الطب النفسي خاصة؟

إن بعض الأخصائيين وهم يعملون في هذا المركز أقروا بل أوجبوا هذا الأمر فاطمئنان القلب أو كذا النفس بالقرآن الكريم امتثالاً لقوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب (الرعد 28).

وفي سورة الأنفال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وهذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر.

وهناك استشاري نفسي في مصر غير مسلم ينصح المرضى في عيادته الخاصة للجوء علاجياً إلى شيخ وعالم من المسلمين وهذا علاج للإنسان خاصة، وإن عدنا إلى واقع حياتنا وحقيقتها سنجد أن علاج أو صيانة السيارة عند الوكالة، فمن باب أولى أن يرجع الإنسان لربه صانعه، الذي خلق كل شيء، ويؤمن بأنه الشافي المعافي عبر كلماته مثلما يثق بوكالة السيارة ويؤمن بأنها هي القادرة على إصلاح سيارته.

 

علاج وبرهان

هل شهدت مؤتمرات دينية أو علمية سلطت الضوء على العلاج بالقرآن، وتناولت في محاورها أثره العلاجي لاسيما على المرضى النفسيين؟

حضرت مؤتمرات علمية في دولة الإمارات ولقاءات خارج الدولة للعلاج بالقرآن والرقية الشرعية ودعيت أسرة مستشفى الأمل من قبل وزارة الصحة إلى أحد المؤتمرات تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، حيث أشاد المحاضرون بفعالية ونجاح العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية.

وقد تناولوا في أحد المؤتمرات قصة وسبب إسلام عالم روسي رأى تغير مكونات الماء وبلورته بتلاوة القرآن الكريم، وقال متعجباً إذا الماء ثبت تغيره وكذا الجماد كالصخر والنبات ألا يتغير الإنسان؟

هل هناك حالات جديرة بالذكر للإفصاح عن علاجها؟

نعم، كما ذكرت سابقاً أنها لقاءات ناجحة ومثمرة جعلت الجميع يقتنع بالعلاج الديني والوصفة النبوية وكثير منهم التزم معي بالبرنامج في تلاوة آيات من كتاب الله وأداء الصلوات في موعدها والإكثار من ذكر الله تعالى عن اقتناع وبالطبع كل هذا بعد تركه لسبب المرض والإقلاع عنه والشروع بالتوبة، لدرجة أن بعضهم صار ينافسني في قيام الليل والإكثار من ذكر الله وبعضهم تفوقوا علي في ذكر الله تعالى.

كيف لو كان هناك طبيب غير مؤمن وقد يكون بوذي الديانة؟

الطبيب شرطه الإيمان والعلم والحكمة، حتى أنهم كانوا ومازالوا يطلقون على الطبيب(الحكيم) وفاقد الشيء لا يعطيه فإذا كان الطبيب غير مقتنع بكتاب الله وتعاليم السماء كيف يعالج غيره؟

وهذا الموقف والمشهد نراه مراراً وتكراراً في الكثير من المؤسسات العلاجية في الدولة، وتحديداً مراكز الصحة النفسية.

هل العلاج بالإرشاد الديني في مستشفى الأمل مازال مستمراً؟

توقف ولا أدري ما السبب، وكثيراً ما طالب المرضى بعودة الإرشاد والمحاضرات الدينية وكان يحضر أحد الوعاظ لكنه لم يستمر، حتى يأتي كثير من المرضى المترددين على المستشفى أصحاب العيادات الخارجية وعائلات وذوي المرضى في المستشفى يطالبون علاج فلذات أكبادهم وأقاربهم بالقرآن الكريم والرقية الشرعية والدعاء لهم وألبي طلباتهم قدر المستطاع.

بعد خروج المرضى هل هناك متابعة منك؟

أنا أتابع من يصلني ولو بالهاتف أو يعطيني رقمه لأسأل عنه واطمئن عن صحته وبعده عن قرناء السوء وأماكن المنكر وهذا نادراً ما يحدث، أما الغالبية العظمى فإني أترك متابعتهم للإدارة.

بماذا تنصح المرضى الذين يشكون ويتحرجون من نظرة المجتمع وأصابع الاتهام التي تلاحقهم حتى وإن تابوا؟

ديننا الحنيف يؤكد مبدأ التوبة النصوح أي كاملة الشروط القائمة على النية والعزيمة القوية والإعراض دون النظر إلى كلام الغير طالما توفرت الثقة بالنفس والرضا عن العمل الذي تقوم به،

لكن شرط النجاح تغيير وتبديل المكان والزمان والأصدقاء كما حدث في الرجل الذي ارتكب أكبر جناية السفاح الذي قتل 99 نفساً وأراد أن يتوب فذهب إلى عالم فأغلق له باب التوبة، فقال له: اذهب عني، فما كان من طالب التوبة سوى قتله.

ولما ذهب إلى عالم آخر حكيم واسع الإدراك أعطاه الأمل وافتتح له باب التوبة والعمل بشرط أن ينتقل من قريته مكان المعصية إلى قرية جديدة أخرى، ويستبدل أصدقاءه. وبينما هو في طريقه متجهاً إلى طريق التو .

 

معامله

رغم أنه ليس هناك متخصصون في مجال العلاج بالقرآن، لكن الممارسة العملية تكشف عن تجارب ناجحة ومثمرة في مستشفى الأمل وغيرها في مصر. وقال: لما أدخل على إخواني المرضى أولاً، لا أتعامل معهم كمرضى أو متشكك في صحة عقولهم، وإنما أتعامل معهم بلطف ونتجاذب أطراف الحديث حول قصص وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتجويد الآيات بصوتي الحسن الذي وهبني الله إياه، وأجد منهم السكينة والهدوء والاستئناس، إلا حالات نادرة يكون فيها المريض حديث العلاج بالمستشفى، أو عديم الوازع الديني بسبب كثرة إدمانه، كما نبدأ معهم بالحكمة والموعظة الحسنة واستدل ببعض القصص والسير التي تعالج مثل هذه القضايا وتسمو بأرواحهم نحو الرقي والأمل في الشفاء والحياة الصحيحة الخالية من العبث والمجون والوقوع في الخطأ.

نشأة

انطلاقة من الأزهر إلى المحيط الخارجي

 

نهل حسين كمال الدين علمه من الأزهر، وتخرج منه في عام 1976، وكان اختار التعليم الديني لأنه من أسرة متدينة نهلت علمها من الأزهر.

وتطرق للحديث عن نشأته قائلاً: النشأة أثرت فيّ، وساعدتني على الالتزام، وتوجهت من خلالها إلى وجهة دينية سمحة معتدلة، فأحببت أن أتخصص الدراسات العربية والإسلامية وألتحق بالأزهر.

وأضاف: أثنى على مجهودي الأساتذة من شيوخ العلم الذين شجعوني على الاستمرارية في طلب العلم والتزود.

والتحقت بالكتاب قبل الأزهر حيث كلف والدي أحد علماء الأزهر المتخصصين في القراءات وعلوم القرآن، بأن يتبناني علمياً ويحفظني كتاب الله وآياته، وكان ذلك الشيخ العلامة عبدالسلام بن محمد، وقد ختمت على يده أربع مرات مما أدهشه وأثار إعجابه بي.

وأضاف: بعد تخرجي من الأزهر الشريف، عملت مدرساً في المعهد الديني، وخطبت الجمعة في الناس في سن مبكرة، وكان ذلك في ستينات القرن الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلى الوالد رحمه الله، وقد استبشر والدي خيراً بتوقعات المعلمين والمربين لي منذ نعومة أظفاري.

وكانوا يحرصون على التردد على مجالس الوالد باستمرار، ويؤكدون أن مستقبلاً باهراً ينتظرني إذا ما دأبت على التعلم وتحصيل العلم الديني.

 

عطاء

الولد سر ابيه

العمل التطوعي لم يكن مجرد أداء أو عملًا شكلياً يقوم به أمام الناس أو روتيناً لممارسة الأعمال الخيرية، وإنما كان بمثابة فعل نزيه نبع من الذات والأعماق.

وقال حسين كمال الدين : لقد شكرني وكيل الوزارة المساعد ومدير منطقة دبي التعليمية عندما توجهت للعمل التطوعي وإمامة المسجد قائلاً: أتمنى أن يحتذي بك الكثيرون من المعلمين في التطوع والعمل الخيري.

لذلك قمت بهذه المهمة رغم ثقلها وعظم هذه الرسالة وكانت على حساب أسرتي وصحتي حتى إنني عينت معي أربعة من الشباب متطوعين للمسجد لتنظيم الدروس والمحاضرات، وهم أبنائي من حفظة القرآن الكريم، ومن بينهم ابني محمد الذي يباشر ومن معه إلى المسجد في غيابي وحضوري بدءاً من الآذان وإقامة الشعائر واستقبال الضيوف وأصحاب الاستشارات والفتاوى حتى أصبح يهوى تعطير المسجد وتلطيف أجوائه بالدخون والعود.

ويقول: لهذا أحببت أن أغرس في نفسه هذه العادة وأحببها إلى قلبه منذ نعومة أظفاره، لينتهج هذا النهج ويحرص على تلقين أبنائه مستقبلاً ويجعلهم ممن يعشقون تطييب المساجد بالرائحة الزكية، والنفوس بكلمات الله وآياته العطرة.

 

Email