44 عاماً من التبادل المعرفي والثقافي بين الإمارات وفرنسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعزز التعاون الإماراتي الفرنسي في العديد من المجالات منذ سنوات طويلة، ضمن علاقات تاريخية تربط البلدين، خاصة مع احتضان الإمارات لنحو 30 ألف فرنسي على أراضيها، الأمر الذي أسهم في تعميق التعاون الثقافي، وإطلاق العديد من المبادرات المشتركة، مثل الحوار الإماراتي - الفرنسي، وافتتاح متحف اللوفر في أبوظبي، وإعادة إدخال اللغة الفرنسية في العديد من المدارس، إضافة إلى إنشاء الرابطة الثقافية وجامعة السوربون أبوظبي.

 

 

تدعم الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، العديد من المشاريع الرمزية، مثل الحوار الثقافي الفرنسي - الإماراتي، الذي تم تمديده لعام ثانٍ، بفضل النجاح الذي حققه الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس، أحد فعاليات الحوار في أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ALIPH»، إلى جانب مبادرة فرنسا والإمارات، لحماية وإحياء تراث الإنسانية المُهدّد، والتي تم إطلاقها في ديسمبر 2016 في أبوظبي.

وأكد محمد بلدجودي مدير عام الرابطة الفرنسية في أبوظبي ومندوبها في الشرق الأوسط، اهتمام الفرنسيين بثقافة وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، والقيم الأصيلة التي تمتاز بها، مشيداً بعمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وبمدى اشتراكهما في تبني قيم السلام والتسامح والتضامن.

وقال: «إن الرابطة الفرنسية في أبوظبي، تهدف إلى توطيد علاقات الأخوّة بين الإمارات وفرنسا، كما أنها تهدف إلى تعليم اللغة الفرنسية، وتوفير فرص الاكتشاف الثقافي للعالم الفرنكوفوني بمجمله، من خلال العديد من الأنشطة، مثل: افتتاح أول متحف رقمي في الإمارات «ميكروفولي أبوظبي والحفلات الموسيقية والمؤتمرات وورش العمل ومخيمات الأطفال»، إضافة إلى العروض والمسابقات، كما أن الرابطة توفر مكتبة متاحة في مبناها لخدمة الأعضاء والطلبة».

وأوضح: «إن الرابطة الثقافية الفرنسية التي افتتحت في الإمارات عام 1974، تعتبر اليوم أحد أهم ممثلي الفرنكوفونية في أبوظبي، بدعم من وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، حيث حصلت الرابطة في مارس 2019، على جائزة لمشاركتها في تطوير الفرنكوفونية في الدولة منذ 44 سنة».

وأشار إلى أن الإمارات وفرنسا احتفلتا في عام 2018 بعام «الحوار الثقافي الفرنسي - الإماراتي»، والذي تميز بفعاليات هامة من الأحداث الفنية والثقافية، نظمها المعهد الفرنسي ومراكز الرابطة الثقافية الفرنسية، بالإضافة إلى العديد من الجهات الفاعلة ثقافياً، سواء في فرنسا أو في الإمارات.

وأشار إلى أن الرابطة تعد المركز الوحيد المعتمد لامتحانات اللغة الفرنسية الدولية، والمدرسة الوحيدة في الإمارات العربية المتحدة التي تقدم الشهادات المعترف بها من قبل وزارة التربية الوطنية بفرنسا.

وأكد مدير الرابطة الفرنسية، أن إعلان الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، يعد من المبادرات الهامة للدولة، والتي تعزز الحوار بين مختلف الثقافات في المجتمع العالمي ونشر قيم التسامح الإنساني.

وأشاد بقيم التسامح والتعايش في الإمارات، وقال: «إنه عايش ذلك بنفسه خلال عمله بالدولة على مدى سنوات، مؤكداً أن عام التسامح يشكل بالنسبة للرابطة الفرنسية دعماً آخر من الإمارات، بحيث نتمكن من ترويج اللغة الفرنسية والثقافات الفرنكوفونية في الدولة، مشيراً إلى أن الرابطة، وفي سبيل مشاركتها في عام التسامح، ستفتتح قريباً المتحف الرقمي «ميكروفولي أبوظبي»، الذي يجمع أكثر من 500 عمل فني من 12 مؤسسة ثقافية فرنسية، والذي سوف يمكّن الأجانب من اكتشاف ثراء التراث الفرنسي».

لقاء الأجيال

وأكد مدير عام الرابطة الفرنسية في أبوظبي ومندوبها في الشرق الأوسط: «إن الرابطة الفرنسية في أبوظبي، وجدت الدعم الإماراتي منذ تأسيسها قبل 44 عاماً، بصفتها جمعية منفتحة على الثقافة والحضارات، ولديها حوالي 834 مؤسسة في كافة القارات الـ 5، حيث تشكل هذه المؤسسة مكاناً مثالياً للحوار الإماراتي - الفرنسي، لأنها مصدر ازدهار هذا الحوار، ولأنها توفر أيضاً فرص الالتقاء بين الأجيال في مؤتمرات وحفلات موسيقية ومعارض».

وفي ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين الإمارات وفرنسا، أوضح بلدجودي: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تستضيف أكبر عدد من المؤسسات الفرنسية في الشرق الأوسط، حيث يعيش الفرنسيون في الإمارات حياة آمنة ومستقرة، وسط أجواء من الاستقرار والأمن والمحبة».

وأكد أن الوجود الفرنسي في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعتبر متنوعاً للغاية، وتمثل الشركات الفرنسية حضوراً مميزاً، حيث توجد في قطاعات استراتيجية، وخاصة في مجال الطيران والفضاء والطاقة والتنمية المستدامة والنقل البري والبنوك والتأمين والفنادق وغيرها.

وأوضح مدير الرابطة الفرنسية: «إن الرابطة تستقبل كل عام طلبة يأتون من مؤسسات تعليمية حكومية، وجامعات وشبكة المدارس العاملة في أبوظبي، للالتحاق بالبرامج التي تقدمها الرابطة».

وأشار مدير الرابطة الفرنسية: «إنه كجزء من الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي، وتزامناً مع عام التسامح، احتفلت الرابطة الثقافية الفرنسية هذا العام، بالمتحف الرقمي «مايكرو فولي»، وذلك بمقرّها في العاصمة أبوظبي، وتعتبر الإمارات هي الأولى التي يتم فيها افتتاح هذا المتحف الفريد من نوعه على مستوى العالم».

ويُعدّ المتحف الرقمي «مايكرو فولي»، مشروعاً مبتكراً، ومنصة ثقافية، حيث تتخذ «مايكرو فولي» شكل متحف رقمي، يسلط الضوء على مجموعة مختارة من أكثر من 500 عمل فني من 12 مؤسسة ثقافية فرنسية مرموقة.

وأكد أن هذا النوع من الامتزاج الثقافي، هو ما نجده حاضراً في الإمارات، بفضل الدعم اللا محدود للجاليات المقيمة على أرض الدولة، ومنها الرابطة الفرنسية، لدعم هذا الحوار الفكري والتبادل المعرفي والثقافي.

 

تعد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا، نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول يحتذى به على جميع المستويات، وفي كافة المجالات، فقد تأسست هذه العلاقات منذ 1971، على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة.

 

متفرقات

834 فرعاً للرابطة الفرنسية

تعتبر الرابطة الفرنسية، جمعية منفتحة على الثقافة والحضارات، ولديها حوالي 834 مؤسسة في كافة القارات الـ 5، وتشكل أكبر مؤسسة لغوية وثقافية متعدّدة الجنسيات في العالم، تركّز في مهامها على توسعة آفاق وحدود اللغة والثقافة الفرنسية، مع احترام تنوّع الثقافات المحلية. افتتح الرابطة في عام 1974 في أبوظبي، أحمد خليفة السويدي، أول وزير خارجية في الإمارات.

 

60 فعالية سنوياً

تقوم الرابطة الفرنسية في أبوظبي، بتنظيم أكثر من 60 فعالية ثقافية، وتشكل المكتبة الخاصة بها، ملتقى لهواة الثقافة الفرنسية واللغة الفرنسية، جميعهم يأتون لاكتشاف أكثر من 6500 كتاب.


اللوفر أبوظبي

افتتح متحف اللوفر أبوظبي، في 8 نوفمبر 2017، وهو أول متحف عالمي في العالم العربي، وأكبر مشروع من نوعه، التزمت به فرنسا مع دولة أخرى، إلى جانب جامعة السوربون أبوظبي، الأمر الذي يؤكد التعاون الثقافي والعلمي بين الإمارات وفرنسا.

Email