الإمارات وهولندا.. سمات مشتركة بين البلدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى هولندا كما بقية الدول الشقيقة والصديقة دوماً للمحافظة على علاقة وطيدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة نظراً لوجود بعض أوجه الشبه بين الإمارات ومملكة هولندا، حيث يتميز البلدان بصغر حجميهما الجغرافي نسبياً، بيد أنهما يلعبان أدواراً مهمة على الصعيد العالمي، كما يملك البلدان بحسب سيرفانيوس بالمانز رئيس النادي الهولندي في دبي اقتصادات مفتوحة تجلب جزءاً مقدراً من دخلها من التجارة الدولية والاستثمارات.

 

يتميز الشعب الهولندي بالبساطة في أسلوب المعيشة والنظافة ودقة المواعيد ويتمتع بالتسامح وقبوله للآخر، كما تعتبر ممارسة الرياضة من الأشياء المهمة لدى الهولنديين لاسيما رياضة الدراجات الهوائية التي يعتمد عليها الطلبة في ذهابهم وعودتهم من مدارسهم وجامعاتهم، بل إن المسؤولين والمدراء والوزراء يستخدمونها في الذهاب إلى مقار عملهم.

ويقول سيرفانيوس بالمانز رئيس النادي الهولندي في دبي إن عدد الجالية الهولندية في الإمارات يصل إلى 7500 هولندي، منهم 5000 هولندي يعيشون في دبي، ويشكل مسلمو هولندا 5% من مواطنيها ويعودون في الغالب إلى أصول تركية ومغربية، وتضم أراضيها 500 مسجد، كما أن محافظ مدينة روتردام الهولندية التي تعد من أجمل مدن هولندا وثاني أكبر المدن، وفيها واحدة من التجمعات التجارية الكبرى في العالم وهي من أهم البوابات بين أوروبا الشرقية والغربية.تفاعل

ويحرص النادي الذي تم انشاؤه منذ عام 1984، وحصل على رخصة اعتماده من هيئة تنمية المجتمع في عام 2017، على تنظيم فعاليات رياضية وكوميدية، وعلى إحياء المناسبات المختلفة لاسيما وأن هولندا تضم ثقافات مختلفة كونها مجتمعاً منفتحاً على الثقافات والعرقيات الأخرى، ومن أهم الاحتفاليات التي تحرص على تنظيمها في دبي الإفطار الرمضاني لمشاركة المسلمين من الجالية الهولندية والجاليات الأخرى على أرض دبي، كما تشارك في تقديم وجبات الإفطار للعمال، ضمن مبادرة «أكرم العامل» التي تنظمها هيئة تنمية المجتمع بدبي.

ثقافة

ويحرص النادي كذلك على تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية للجالية، ومبادرات خيرية، بالإضافة إلى احتفالية يوم الملك والقديس نيبوليس المخصصة للأطفال لتحفيزهم على اتباع السلوكيات الإيجابية.

وأضاف:«إن المجتمع الهولندي يطالب الحكومة الهولندية بتخصيص إجازة رسمية في يوم عيد المسلمين، أسوة بإجازة يوم ميلاد المسيح وغيرها من المناسبات الدينية».

وقال: «إنه تلقى بريداً الكترونياً من المدرسة التي يدرس فيها أبناؤه في هولندا يفيد بتفاعل المدرسة مع شهر رمضان المبارك، وتنظيم بعض الأنشطة والفعاليات الخاصة بالشهر، وتقليل أعباء الواجبات المدرسية اليومية على الطلبة مراعاة للصيام، الأمر الذي يؤكد مبدأ التسامح الديني الذي يتميز به المجتمع الهولندي».

تسهيلات اقتصادية

وأشار بالمانز إلى أن هناك نمواً كبيراً يشهده حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة هولندا، كما أن الإمارات تعتبر أهم شريك تجاري لهولندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي واحدة من بين أهم 25 سوقاً للصادرات الهولندية.

وأشار إلى التطور المطرد للعلاقات بين الإمارات وبلاده في شتى المجالات، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين، وصل إلى 4.2 مليارات يورو.

وقال: «إن الإمارات تمثل بيئة استثمارية واعدة للشركات الهولندية، منوهاً بأن الشركات الهولندية تحافظ على وجود متميز في دولة الإمارات العربية المتحدة، نظراً للبيئة الاستثمارية الواعدة التي تقدمها الحكومة، والوضوح والشفافية في التشريعات والقوانين، كما أنها تعتبر مكاناً جاذباً للعمل والعيش من قبل الهولنديين».

وعبر عن تطلع بلاده لمشاركة متميزة في «إكسبو 2020»، الذي وصفه بأنه سيكون منصة مهمة لتوليد فرص استثمارية كبيرة، وزيادة التعاون بين الدولتين.

وأشار إلى أن السفارة الهولندية تدرس مع الجالية حالياً سبل التعاون والمشاركة في المعرض الدولي لاسيما في مجالات الطاقة والمياه والغذاء، لأن هولندا تتمتع بخبرة واسعة في هذه المجالات، على أن يتم الإعلان عنها قبل انطلاق إكسبو 2020.

أنموذج

وأضاف: «إن الهولنديين ينظرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها النموذج الرائد في الاستقرار والتنمية، حيث باتت في ظل قيادتها الرشيدة، تمثل أنموذجاً عالمياً في التسامح والتنوّع الخلاق والتعايش والتعارف بين الثقافات»، مشيراً إلى أنه وأبناء جاليته المتواجدين على أرض الإمارات محظوظون للعيش والعمل في الدولة التي تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار والتيسير في تخليص المعاملات، والعدالة في القوانين والتسامح مع كافة الأديان.

وأضاف: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة قوية وحديثة ونابضة بالحياة ومنفتحة على العالم، يعيش ثلث سكان العالم على بعد 4 ساعات طيران منها، والثلثان الآخران على بعد 8 ساعات طيران، ما جعلها نافذة العالم على أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية مختلفة، تتعايش وتعمل معاً بانسجام، ما يجعلها المستضيف الأمثل والأكبر في العالم».

موقع استراتيجي

وأشار إلى أن عدد رحلات الطيران بين البلدين ارتفع خلال السنوات الأخيرة الماضية كون دبي تعتبر مركزاً رئيسياً وتتمتع بموقع استراتيجي يمكن للزائر الانطلاق منها إلى أي مكان في القارة، وقال:«إن أهله وأصدقاءه غبطوه عندما علموا بأنه سيأتي للعمل في دبي، لأن الصورة المنعكسة عنها في أذهانهم بأنها مكان للرفاهية وذات مستوى معيشة مرتفع، والنموذج الأفضل في بناء وتعزيز جسور التواصل الإنساني والثقافي بين شعوب العالم».

كثافة سكانية

تعد هولندا إحدى أكثر دول العالم كثافةً سكانياً، حيث يبلغ عدد السكان نحو 17 مليون نسمة مقارنة بمساحتها التي تبلغ 42508 كيلومتر مربع، وتعتبر هولندا بلداً زراعياً، فنحو 70% من أرضها استغلت في الزراعة، والرعي، ونظراً لاستخدام الآلات فلا يعمل بالزراعة غير 6% من القوى العاملة في هولندا، وتشتهر هولندا بزراعة البطاطس والجودار والشوفان والقمح والشعير وبنجر السكر، والخضروات والعنب، إلى جانب شهرتها العالمية في إنتاج الزهور، ولقد انتشرت بهولندا مزارع البيوت الزجاجية.

علاقات دبلوماسية

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة هولندا في عام 1970، حيث عينت المملكة الهولندية أول سفير لها غير مقيم في العام ذاته، وعينت الإمارات أول سفير لها غير مقيم في عام 1973، وافتتحت هولندا سفارتها في أبوظبي في عام 1977، وعينت أول سفير مقيم في أبوظبي في عام 1987. وظل التمثيل الدبلوماسي الإماراتي في هولندا يعتمد على السفراء غير المقيمين إلى سنة 2002، حيث تم افتتاح سفارة الدولة في لاهاي رسمياً في العام 2002، وقدم علي ثاني السويدي أوراق اعتماده سفيراً مقيماً لدولة الإمارات لدى هولندا في نوفمبر 2003.

تاريخ

يعود تاريخ العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة هولندا إلى مئات السنين حيث يرجع تاريخها إلى مرحلة الاكتشافات الهولندية في القرن الـ 15 و الـ 16، حيث اعتبرت سواحل الإمارات نقطة تزود بالمؤن للسفن الهولندية في طريقها إلى الهند وسواحل اندونيسيا، وارتبطت بعلاقات تجارية مع الموانئ في المنطقة.

وأما تاريخ علاقات البلدين المعاصر فيعود إلى مرحلة الخمسينات من القرن الماضي حيث عملت شركة «شل» على توقيع عدد من العقود لاستكشاف النفط في إمارة أبوظبي.

فلاش

تضم هولندا التي تقع في قارة أوروبا 12 مقاطعة ويقع نحو نصف مساحة أراضيها تحت مستوى سطح البحر، حيث تتكون الأرض من سهول منبسطة، وتعتبر البوابة الرئيسة بين أوروبا الشرقية والغربية؛ ما يجعلها تحمل طابعاً فريداً وسط الدول الأوروبية ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.

Email