نائب رئيس الجمعية الاسكتلندية في دبي:

الإمارات نموذج رائد في التعايش الإنساني المشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنوع عادات المسلمين باستقبال شهر رمضان المبارك في مختلف دول العالم على اختلاف ساعات الصيام، حيث تصل لأكثر من 19 ساعة يقضيها مسلمو اسكتلندا يومياً في الصيام، ويعتبر الاسكتلنديون هذا الشهر فرصة كبيرة لمزيد من الاندماج والتقارب مع مختلف فئات المجتمع الاسكتلندي، حيث يقوم المسلمون هناك بدعوة الجميع، دون استثناء، إلى موائد الإفطار والندوات التي توضح صورة الإسلام الحقيقية البعيدة عن التطرف، تماماً كما الحال في مجتمع دولة الإمارات التي تعتبر نموذجاً رائداً في التعايش الإنساني المشترك بحسب غرهام ميكي نائب رئيس الجمعية الاسكتلندية في دبي.

 

وصل الإسلام إلى اسكتلندا في وقت مبكر في القرنين الـ8 والـ9، وازدادت أعداد المسلمين بفعل الهجرة، ويبلغ عدد المسلمين نحو 750 ألف مسلم، ويوجد في اسكتلندا ما يزيد على 30 مسجداً، ويشكلون حوالي 1.4% من السكان، كما يعيش في اسكتلندا بعض الأقليات التي تعتنق اليهودية والبوذية والسيخية، فضلاً عن المسيحية.

ويتميز الشعب الإسكتلندي بالطيبة والبساطة ويحب المساعدة ويتسم بالبشاشة ومن السمات البارزة أيضاً في هذا الشعب احترام العوائل وملاطفة الأطفال الغرب في الشوارع وهذا شيء قلما تجده في أوروبا، ويجذبك منظر الزي الإسكتلندي التقليدي الذي يكسي الأسواق.

وقال غرهام ميكي نائب رئيس الجمعية الإسكتلندية في دبي: «إن مجموعة من الإسكتلنديين توافدوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل 35 عاماً وكان يطلق عليهم «مجموعة كاليدونيا» ويتحدثون لغتهم المعروفة بالغيلية، وذلك بهدف نشر ثقافتهم من خلال فتح نادٍ مخصص لتلك الجالية من الإسكتلنديين، ولكن هذا النادي الذي يتبع الجمعية الإسكتلندية لم يحظَ بأي تطور ولا تغير إلا بعد تنظيم عمله والإشراف عليه في عام 2016 من قبل هيئة تنمية المجتمع في دبي، والتي فتحت المجال للأعضاء بتطوير أعمالهم لتحقيق أهدافهم المرجوة التي تتمثل في نشر الوعي بالثقافة الإسكتلندية وطقوس هذا الشعب وتقريب العوائل والجنسيات الموجودة في الدولة من بعضها، بالإضافة إلى دمج الثقافة الإماراتية مع الإسكتلندية، ويقول ميكي: «نسعى لبذل المزيد في هذا المجال تحديداً خلال المرحلة المقبلة».

وتضم الجمعية في عضويتها 200 عضو، كما أن النادي مفتوح لاستقبال أي جنسيات تسعى للتعرف على ثقافة الشعب الإسكتلندي، وبين أن آخر فعالية نظمها النادي حضرها أكثر من 24 جنسية مقيمة في الدولة، ما يؤكد على أهمية التعاضد المجتمعي.

واعتبر ميكي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر النموذج الأول في تطبيق المبادئ السامية للحوار والتعايش الإنساني المشترك، حيث يعيش فيها المسيحيون متآخين متحابين مع إخوانهم المسلمين في عيش مشترك يحترم كل منهم الآخر، إلى جانب الأديان والعقائد الأخرى، ووجد فيها احتراماً للدين الإسلامي من مختلف الجنسيات والجميع يتكاتف لتطبيق القوانين واحترام الشعائر والعادات والتقاليد والأديان.

التفكير خارج الصندوق

ووصف غرهام ميكي نائب رئيس الجمعية الإسكتلندية في دبي إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة لوزارات كالسعادة واللا مستحيل، أنها دولة تفكر خارج الصندوق وتسعى لأن تكون سباقة في مفاهيم لا تشغل تفكير كثير من الدول، فالإمارات تدرك تماماً أنها ستجني الكثير من النجاحات من خلال تلك المبادرات التي ستعود عليها بالنفع لتصل بها إلى مصاف الدول العالمية في مختلف المجالات، وهذا الأمر جعلها محط أنظار العالم بما تنتهجه من مبادرات وخطط تجسد استشرافها للمستقبل، كما تنتهج الدولة منهجية علمية لتحقيق سعادة المتعاملين في كافة الدوائر والجهات الحكومية، ووضعت أطراً علمية لقياسها ومدى تأثيرها وابتعدت في الوقت ذاته عن الروتين الذي يعاني منه أصحاب المعاملات في مختلف الدول.

وذكر أن دبي مدينة متكاملة فيها الموارد والبنية التحتية وتتكامل فيها جميع الخدمات والاحتياجات الحياتية، ويحظى فيها الجميع بالحماية والأمان، وتُستخدم فيها خدمات ذكية عالمية، جعلتها محط أنظار رجال الأعمال والزائرين وباتت المكان الأنسب للعيش، وقال: «إن غرس السعادة في نفوس الناس أمر مهم لرفع الإنتاجية وتحقيق الأهداف المرجوة لعمليات التطوير، وكانت دبي سباقة في ذلك من خلال نشر السعادة والإيجابية في القطاعين العام والخاص».

وقال: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً فريداً للسعادة على المستوى العالمي بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة للدولة التي تضع سعادة الإنسان في مقدمة أولوياتها».

وذكر أنه يعيش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 5 أعوام، ووجد فيها دولة متحضرة تخاطب العقول بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وكل ما هو جديد يطرأ على ساحة التطور التقني ما يجعلها من الدول الأولى لرغبة العيش.

وقال: «منذ أن وطأة قدمي الدولة لم أسمع يوماً عن أي خلاف طائفي أو ديني بشكل عام على عكس الكثير من الدول، ما يجعلها أرضاً متسامحة».

وحول إسكتلندا قال: «من يزورها تأتيه الرغبة لتكرار الزيارة لها واحتساء القهوة في مقاهيها الكلاسيكية القديمة، والتمتع بالطابع العصري الآخر لأوروبا، والحصول على أشهى وجبات المعجنات من مختلف شوارعها، إلى جانب الاستمتاع بالطبيعة الساحرة، فهي مليئة بالصخور الملونة والجبال الشاهقة التي يعتقد بأنها بقايا براكين خمدت منذ آلاف السنين، ويقصدها هواة الآثار التاريخية أو هواة التسوق ومحبو العروض الشعبية الموسيقية والتزلج ومدن الملاهي الترفيهية».

ويطلق على اسكتلندا لقب «أرض الأساطير والرومانسية»، وكان قد تم إنتاج الفيلم الأمريكي الشهير brave heart ليعبر عن تاريخ وحضارة وعراقة وجمال اسكتلندا، وتشتهر اسكتلندا بما وقع على أرضها من معارك تاريخية شهيرة تركت وراءها تراثاً طويلاً من الآثار والأساطير التي جعلت منها بلداً تاريخياً عظيماً، وبالإضافة لذلك فإنها أيضاً تشتهر بالأماكن الجميلة والسياحة في الريف الاسكتلندي والمعالم السياحية الرائعة.

وهي إحدى دول شمال غرب أوروبا، وتعتبر جزءاً أساسياً من الدول الـ4 التي تتكون منها بريطانيا العظمى، وتحتل تحديداً الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا العظمى، ويقع من الجنوب لها إنجلترا، وأما من الشرق والغرب فنجد بحر الشمال والمحيط الأطلسي، وتتميز بعاصمتها الجميلة أدنبرة التي هي أهم مدنها على الإطلاق، كما تتميز بمدينة جلاسكو التي هي أكبر وأقدم مدنها.

متفرقات

فلكور اسكتلندي

يعتبر «مزمار القربة» من أشهر آلات العزف المنفرد وغالباً ما يستعمل للرقصات الشعبية للفرق وكذلك الجوقات العسكرية، ويتكون من كيس جلدي «قربة» مركب عليه أنبوب مزمار أو أكثر، يُصدر نغمات حادة نسبياً بلا انقطاع، ويعتبر «مزمار القربة» من آلات النفخ الموسيقية، وأكثر الأنواع المألوفة من «مزمار القربة» هو «مزمار هايلاند الاسكتلندي»، وهو أحد المعالم المشهورة لاسكتلندا، وهناك 5 أنواع من مزمار هايلاند وهي: «قصبة النفخ، والمغني، وثلاث قصبات للألحان الرتيبة».

5 ملايين نسمة

يبلغ عدد سكان اسكتلندا حوالي 5 ملايين نسمة، يعيش ثلاثة أرباعهم في المنخفضات الوسطى المزدحمة التي تشكل حوالي سدس مساحة البلاد، بينما يعيش عدد قليل من السكان في المرتفعات الوعرة التي تشكل ثلثي مساحة البلاد في الشمال، وفي المرتفعات الجنوبية. ويعيش نحو 2% من السكان في جزيرتي أوركتي وشتلاند والجزر الغربية، وفي أسكتلندا عدة مدن يتجاوز سكانها 100 ألف نسمة منها غلاسكو، وبها 654542 نسمة، تليها أدنبرة العاصمة وبها 421213 نسمة، ومن مدنها الكبيرة أبردين ودندى، ويتحدثون اللغة الإنجليزية بلهجات ولكنات مختلفة.

العلاقات الثنائية

تعمل الحكومة الإسكتلندية على توفير مناخ استثماري جاذب يسهم في تشجيع وجذب المستثمرين، ولاسيما من دولة الإمارات العربية المتحدة، وترحب بالمستثمرين الإماراتيين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتعددة التي تملكها اسكتلندا، في قطاع البنية التحتية، كما أن هناك العديد من الفرص الواعدة التي يمكن استغلالها والاستفادة، منها ولاسيما في قطاعي السياحة والطاقة المتجددة من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين.

فلاش

اسكتلندا دولة في شمال غرب أوروبا، تعتبر جزءاً من الدول الـ4 المكونة المملكة المتحدة. تحتل الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا العظمى، وتحدها جنوباً إنجلترا ويحدها شرقاً بحر الشمال وغرباً المحيط الأطلسي. عاصمتها أدنبرة، وأهم مدنها وأكبرها غلاسكو.

Email