15 ألف أوكراني يقيمون في مجتمع الإمارات المتسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإبهار والأمن والأمان والتطور التقني المستمر، عبارات بدأ بها أندريه خودون رئيس مجلس إدارة النادي الأوكراني في دبي حديثه عن الإمارات، مشيراً إلى أنه منذ أن قدم إليها منذ 6 سنوات مع أسرته، بدأ بعدها في ممارسة العمل الاجتماعي في النادي الأوكراني في دبي الحاصل على ترخيص من هيئة تنمية المجتمع في دبي. ويؤكد أندريه أن الجالية الأوكرانية في الإمارات تبلغ نحو 15 ألف شخص يقيمون في مختلف إمارات الدولة وأغلبهم في دبي، ويتمتع جميعهم بكافة الحقوق والواجبات، والأهم من ذلك أنهم سعداء بالعيش في الإمارات ويفتخرون بهذا الأمر أينما ذهبوا.

 

تأسس النادي الأوكراني بحسب أندريه خودون في ديسمبر 2017 بدعم وتشجيع من هيئة تنمية المجتمع في دبي لتسهيل الاجتماعات والفعاليات التي تقيمها الجالية، ويتكون النادي من مجلس إدارة ورئيس ونائب رئيس للمجلس، ويتم الأمر بالانتخاب كل عام بين أبناء الجالية لاختيار رئيس مجلس الإدارة ونائبه وبإشراف من هيئة تنمية المجتمع في دبي، ويأتي تأسيس النادي ضمن شروط منها أن يكون جمعية غير ربحية، ووفقاً لمجموعة من القوانين والشروط والمعمول بها في الدولة ويهدف إلى تقديم خدمات اجتماعية مجانية.

ويؤكد أندريه: «أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أسهل وأسرع الدول في استخراج التأشيرات وإتمام إجراءات الإقامة، وهو الأمر الذي يلمسه أي شخص قادم إلى الدولة، خاصة وأن أغلب الإجراءات أصبحت ذكية فسهلت واختصرت الوقت والجهد، منوهاً إلى أنه لم يتم رصد أي عرقلة في هذا الأمر، وكافة أعضاء النادي يعبرون باستمرار عن سعادتهم في العيش والعمل في الإمارات».

وأشار أندريه: «لا يختلف اثنان على أن الإمارات من أكثر الدول أمناً وأماناً، إضافة إلى سيادة القانون على الجميع والعدالة في الحصول على وظيفة والعمل الخاص الذي يتميز بسهولة استخراج الأوراق الرسمية مثل الحصول على إقامة في أقصر فترة ممكنة وبعضها قد يستغرق دقائق معدودة، وهو الأمر الذي يخلق نوع من الأريحية في التخلص من الإجراءات الروتينية التي تزيد معاناة الأشخاص، والتي ما زالت موجودة في العديد من الدول».

ونوه أندريه إلى أن الجالية الأوكرانية تنظم فاعليات متنوعة على مدار العام ومنها الاحتفال باليوم الوطني الأوكراني والتجمعات الدورية للأسر، والتي تشهد مشاركة من بعض الجنسيات الأخرى من الأصدقاء الذين تربطنا بهم صداقات وتعايش رسخته الإمارات وتميزت به، وأنه رغم عدم وجود تنوع في الجنسيات في أوكرانيا مقارنة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أننا لا نشعر بأي اختلاف بالعكس نكتسب كل يوم صداقات جديدة من مختلف دول العالم.

وفيما يتعلق باختلاف العادات والتقاليد بين أوكرانيا والإمارات أوضح أندريه أن هناك اختلافا كبيرا بين البلدين من نواح عدة، ويبدو الأمر إيجابياً عبر التعرف على ثقافات جديدة، خاصة وأن الثقافة الإماراتية تتميز بالتسامح الفعلي وتقبل واحترام الآخر وكرم الضيافة، ناهيك عن العادات والتقاليد الإماراتية، لافتاً إلى أن الأبناء في المدارس يتعلمون اللغة العربية وهي إضافة كبيرة بالنسبة للجالية الأوكرانية التي من الصعب أن تجد ذلك في الوطن، وأن اللغة العربية تجعل الأطفال والشباب مما يتلقون تعليم في الإمارات أقرب إلى الجنسيات الناطقة باللغة العربية في طريقة التفاهم والتعرف على ثقافات المنطقة، بالإضافة إلى ثقافات الجنسيات الأخرى عبر العيش في بوتقة من السعادة والتسامح في الإمارات.

وكشف أندريه أن الفعاليات الأوكرانية التي يقيمها النادي تشهد مشاركة من الجنسيات الأخرى، خاصة إذا أقيمت في الأماكن العامة كالحدائق والمراكز التجارية، وأغلبها يتم خلالها عرض الثقافة الأوكرانية بطرق عدة ومنها ارتداء الزي الشعبي الأوكراني، إضافة إلى الفنون الشعبية الأوكرانية وعرض أشهر المأكولات في أوكرانيا وطريقة عملها في بعض الفعاليات، إضافة إلى نقل صورة عن أوكرانيا للمقيمين في الدولة، منوهاً إلى أن الإمارات البوابة الأكبر للعالم بدون مبالغة، وأن المساحة الكبيرة التي تمنحها للمقيمين على أرضها من جميع الجنسيات يجعلها البلد الأفضل للملايين ويجعل العمل والإقامة فيها من الميزات الإيجابية التي يفتخر بها كل مقيم في الدولة، مشيراً إلى أنه تنقل بين العديد من دول العالم، سواء للسياحة أو للعمل ولم يجد الراحة والأمان التي تتمتع بهما الإمارات خاصة فيما يتعلق بتحركات أبنائه وأسرته، والذي ينطبق على كافة المقيمين في الدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر التنقل من وإلى أي مكان بحرية وبأمان حتى للأبناء والنساء ودون أي مضايقات تعكر صفو الحياة، متمنياً دوام الأمن والأمان للإمارات.

سياحة

ولفت أندريه إلى أن تواجد الجالية الأوكرانية في الإمارات وتبادل العلاقات ساهم في تشجيع السياحة لأوكرانيا ليس فقط من قبل المواطنين وإنما لكافة الجنسيات الموجودة في الإمارات، وكثير من الأوكرانيين يحرصون على دعوة الآخرين إلى زيارة أوكرانيا بغرض السياحة، حيث تعتبر كييف العاصمة والأكبر من بين مدن أوكرانيا، وتتمتع بوفرة في مقوماتها السياحية، كما أنها تزخر بالعديد من الحدائق والمنتزهات الرائعة على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وهي مدينة مضيافة لديها الكثير لتقدمه لزوارها من مختلف أنحاء العالم، بدءاً من التراث التاريخي إلى الهندسة المعمارية الإبداعية والمراكز التجارية الحديثة، وكذلك تعتبر مدينة أوديسا من أجمل مدن السياحة في أوكرانيا على ساحل البحر الأسود في الساحل الجنوبي تتميز بجمال طبيعتها ومناخها الذي يجعل منها مقصداً للسياحة والاستجمام لدى الكثير من السيّاح من الخليجيين والعرب، وتقدم المدينة العديد من الفنادق والمطاعم المتواجدة على مقربة من البحر لتؤمن لهم رحلة غاية في الروعة وجو من الراحة والجمال بين شوارعها ومعالمها، منوهاً أن هذا الأمر الذي يساهم في دعم الاقتصاد الأوكراني بطريقة غير مباشرة.

العلاقات الإماراتية - الأوكرانية

أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في 15 أكتوبر عام 1992 وشهدت العلاقات تطوراً كبيراً بعد افتتاح سفارة الإمارات بالعاصمة الأوكرانية كييف في 2013، وفي سنة 1993 كانت أول زيارة لوفد حكومي أوكراني رسمي برئاسة رئيس الوزراء السابق ليونيد كوتشما، في يناير 1994 تم افتتاح سفارة أوكرانيا في أبوظبي، وفي يناير 2003 قام الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.

تميز

نمت التبادلات التجارية بين الإمارات وأوكرانيا، حيث ارتفعت الصادرات الأوكرانية إلى الإمارات من المعادن والسلع الزراعية، بالإضافة إلى تحسن مستويات إعادة التصدير من الإمارات إلى أوكرانيا، وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة خبرات رائدة في مجالات متعددة يمكن الاستفادة منها مثل الطاقة التقليدية والمتجددة والصناعات التقليدية والمتقدمة في عدد من القطاعات الاقتصادية.

أما على الصعيد الثقافي، فتم توقيع اتفاقية التعاون في مجال الثقافة بين مجلس الوزراء الأوكراني وحكومة الدولة بتاريخ 2 نوفمبر 2017 خلال زيارة الرئيس الأوكراني إلى الإمارات.

تكريم

فاز سالم أحمد سالم الكعبي سفير الدولة لدى جمهورية أوكرانيا بجائزة «شخصية العام»، وذلك تكريماً وتقديراً لجهوده الدبلوماسية في تطوير الشراكة وعلاقات الصداقة والتعاون الاقتصادي بين الدولتين.وتقدم الكعبي في كلمته خلال تسلمه الجائزة في حفل توزيع جوائز «شخصية العام» بالشكر إلى اللجنة المنظمة على منحه الجائزة وإلى وزارة الخارجية الأوكرانية والوزارات الأخرى والحكومة الأوكرانية على دعمها الدائم لنشاطه الدبلوماسي.

فلاش

تعتبر أوكرانيا ثاني أكبر دول أوروبا الشرقية، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق، بيلاروسيا من الشمال، بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب، رومانيا ومولدوفا إلى الجنوب الغربي، والبحر الأسود وبحر آزوف إلى الجنوب، بين عامي 1923-1991 وقعت أغلب البلاد ضمن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية ومدينة كييف هي العاصمة.

Email