ماثيو هاوكنز: المجتمع النيوزيلندي متجانـس كالإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مجتمع متجانس ومتحاب كمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، لا نستغرب حين نرى أعضاء فريق سفارة نيوزيلندا بأكمله يتسابقون للمشاركة في الفعاليات التطوعية خلال شهر رمضان المبارك، لخدمة الصائمين والمساهمة في توزيع وجبات الإفطار في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي.

لكن، كيف هو الحال في نيوزيلندا خلال شهر رمضان، وكيف تأثر النيوزيلنديون من مختلف الديانات بطقوس المسلمين خاصة بما يتعلق بالعادات الغذائية؟
السفير النيوزيلندي في الدولة ماثيو هاوكنز أكد أن شهر رمضان المبارك يعتبر فرصة لغير المسلمين في نيوزيلندا لتقدير وفهم أفضل لمعتقدات وممارسات المسلمين، وهو أمر مهم لأنه يساعد في تعزيز الحوار بين الأديان وبين المجتمع.



ما يميز الجالية المسلمة في نيوزيلندا أنها منفتحة وودودة وغالباً ما تدعو غير المسلمين للمشاركة في الإفطار للاحتفال بنهاية الصيام في عيد الفطر، وحول الجالية المسلمة في نيوزيلندا ومستوى التسامح الديني في البلاد أكد السفير ماثيو هاوكنز أن هناك ما يقرب من 55000 مسلم في نيوزيلندا، وهذا المجتمع ما زال ينمو، حيث يحتضن النيوزيلنديون الناس من جميع الأديان ويعترفون بمساهمة المجتمع المسلم، وقال: «المسلمون جزء من مجتمعنا، هم أصدقاؤنا وزملاؤنا وجيراننا ونحن نمثل مجتمعاً واحداً».

وأكد السفير: «إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإمارات ونيوزيلندا، والمجتمع النيوزيلندي متجانس كالإماراتي، وهناك علاقات متينة ومتنامية في المجال الاقتصادي والثقافي والاستثمار والتنمية، حيث قد لا يدرك الكثير من الناس أن الإمارات هي الشريك التجاري الـ 9 لنيوزيلندا في العالم وأكبر سوق تجاري لديها في الشرق الأوسط».

وأوضح: «أنه في عام 2018 بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين ما يقرب من 10 مليارات درهم، حيث تعتبر نيوزيلندا شريكاً موثوقاً للأمن الغذائي من قبل الإمارات، حيث تبيع 90% مما تنتجه».

وقال هاوكنز: «إن نيوزيلندا تعمل عن كثب مع دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مجموعة من المجالات لزيادة تسهيل وتنمية روابط التعليم والثقافة والتجارة والاستثمار بين البلدين».
وأكد: «أن النيوزيلنديين الذين يعملون ويقيمون في الإمارات يشعرون بالسعادة لكونهم جزءاً من المجتمع الإماراتي على الصعيدين المهني والاجتماعي الذي يتميز بوجود جنسيات مختلفة على أرضه تعيش بكل احترام وانسجام».

وقال: «نشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة في قيم التسامح والتنوع وقبول الآخر، نحن نمثل التنوع والتعاطف والرحمة، تلك هي المبادئ الأساسية التي يمثلها كلا البلدين». وأوضح أن النيوزيلنديين الذين يعيشون في الإمارات تأثروا بالدعم الكبير الذي لمسوه من قادة الإمارات وشعبها بعد الهجمات الإرهابية على مساجد مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا.

وفيما يتعلق بمستوى التعاون بين الإمارات ونيوزيلندا في عدد من المجالات، بما في ذلك التبادل الثقافي والتجاري والاقتصادي، أوضح السفير النيوزيلندي أن مستوى التعاون مرتفع جداً ومتنامٍ.
وبين السفير ماثيو هاوكنز أن قرار إعفاء مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة من شرط الحصول على التأشيرة المسبقة للسفر إلى نيوزيلندا والذي صدر في شهر أغسطس من العام 2010، ساهم في تعزيز السياحة بين البلدين، وانعكس بالإيجاب على طبيعة العلاقات الإماراتية - النيوزيلندية، فالشعب الإماراتي متسامح ويتشابه في هذا الأمر مع الشعب النيوزيلندي.

وأكد أنه بعد هجوم كرايست تشيرش الإرهابي، اتحد الناس في كل مكان في نيوزيلندا لدعم المجتمع الإسلامي. مشيراً إلى أن مئات الوقفات العفوية الداعمة تم تنظيمها من مختلف مناطق نيوزيلندا لدعم الضحايا وعائلاتهم.

وقال إن نيوزيلندا بلد شامل يعزز السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، حيث أقيمت يوم 29 مارس الماضي فعالية وطنية لتخليد ذكرى ضحايا هجوم مساجد كرايست تشيرش، وجميع المتضررين به. وتميزت بالأغاني والخطب التي تعبر عن التعاطف والإيمان والوحدة ضد الكراهية وتليت فيها أسماء الضحايا الـ 50.

وأشار إلى أن الناس من جميع أنحاء نيوزيلندا التفوا بعد الحادث الإرهابي حول المجتمع المسلم لإظهار دعمهم للجالية المسلمة، وأصبح التعبير «نحن هم وهم نحن»، صرخة حاشدة تجوب أرجاء الدولة، وهو يؤكد أن هناك وعياً إيجابياً متزايداً بالإسلام منذ الهجمات، والحاجة إلى محاربة الإسلاموفوبيا.

أجواء
وحول مظاهر رمضان تحدث السفير النيوزيلندي إلى أن كل مسلم يعتبر جزءاً هاماً من المجتمع النيوزيلندي، وبالتالي فإن شهر رمضان هو شهر مقدس بالنسبة للمسلمين الملتزمين في نيوزيلندا.وأضاف: «خلال الشهر الكريم هناك احترام لموضوع الصيام في أماكن العمل في نيوزيلندا وفي سفارتنا هنا نحتفل بشهر رمضان بساعات عمل مرنة أو تقديم أي دعم آخر مطلوب للموظفين المسلمين كما يشارك فريق السفارة بأكمله في فعاليات رمضان، بما في ذلك التطوع لخدمة الإفطار في مسجد الشيخ زايد، والذي نأمل أن يتكرر مرة أخرى هذا العام».

وقال: «إن شهر رمضان هو مناسبة سعيدة للمسلمين في نيوزيلندا وللمجتمع أيضاً، لأنه شهر التقارب والترابط، خاصة وأنه يضيف إلى النسيج الثقافي لنيوزيلندا ويساعد على زيادة المعرفة واحترام الإسلام».

تعاطف ودعم
عبر ماثيو هاوكنز، سفير نيوزيلندا لدى الدولة، عن اعتزازه وامتنانه لدعم دولة الإمارات للحكومة والشعب النيوزيلندي في مصابه الكبير بضحايا حادث إطلاق النار الإرهابي الذي استهدف مسجدين وسط مدينة «كرايست تشيرش» في نيوزيلندا وأدى إلى سقوط عشرات الأبرياء ما بين قتيل وجريح، لافتاً إلى أن رسائل التعزية التي تلقتها الحكومة النيوزيلندية من دولة الإمارات خففت من وقع المصاب الأليم.

سعادة
تحدث ماثيو هاوكنز، سفير نيوزيلندا لدى الدولة حول رأي النيوزيلنديين بفرص العمل في الدولة، حيث أشار السفير إلى أن هناك أكثر من 5000 نيوزيلندي يقيمون في الدولة وسعداء بالعمل والعيش فيها مثلهم مثل العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، ينجذبون إلى الإمارات بسبب تنوع الفرص المهنية ونوعية الحياة الكريمة التي توفرها للمقيمين على أرضها.

عام التسامح
عن إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019 عاماً التسامح، أكد السفير النيوزيلندي، أن هذه الخطوة تعتبر إشارة مهمة للعالم حول انفتاح الإمارات، وكذلك الإسلام، مشيراً إلى أن الدولة كانت وما زالت تؤكد على قيم التسامح واحترام الأديان مثل نيوزيلندا، فالإمارات العربية المتحدة هي موطن لأكثر من 200 جنسية تتعايش معاً.

فلاش

تعتبر نيوزيلندا دولة جزرية تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ، وتتألّف من جزيرتين رئيسيتين «الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية» ومجموعة من الجزر الصغيرة عددها حوالي 600 جزيرة أبرزها جزيرة ستيوارت وجزر تشاتام. عاصمتها ويلينغتون وأكبر مدنها أوكلاند. وغالبية سكان نيوزيلندا من أصل أوروبي.

Email