رئيس النادي الاجتماعي للجالية الصينية في دبي:

«عام التسامح».. مبادرة فريدة نتمنى أن تطبقها الدول

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة بلداً نموذجياً في التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين الجاليات المقيمة على أرضها، وذلك ما يؤكده وجود أكثر من 200 جنسية مختلفة تشكل أغلب ثقافات العالم المختلفة بكل تفاصيلها، والتي تعيش في سلام وانسجام على الرغم من الفرق الشاسع بين عادات وتقاليد ولغات أبناء هذه الشعوب، ويعكس حجم التعايش بين جاليات هذه الشعوب الانفتاح الاستثنائي لدولة الإمارات على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي، والذي قل نظيره في العالم.

باتت دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب زو شوكينغ رئيس النادي الاجتماعي للجالية الصينية في دبي، الوجهة المفضلة للسياح والتجار والطلاب الصينيين، لما فيها من قيم نبيلة، واحترام للإنسان وكرامته ودينه وعاداته وتقاليده، دون تميز بين جنس أو لون، وعلاوة على ذلك الأمن والأمان الذي ينعم به الجميع على مدار الساعة، مشيراً إلى أن الإنسان دائماً يبحث عن الاستقرار والأمان ليستطيع أن يعيش بحرية ويمارس نشاطه في أي مجتمع، وهو ما يتجلى بأعلى قيمه على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف: «عند الحديث عن دولة الإمارات العربية المتحدة وحجم التعايش الذي يحظى به الفرد فهو حديث عن التسامح وقيمه الذي يحتاجه عالمنا حقاً، لأن العنصرية والكراهية لها تداعيات خطرة على الأمن والسلم وعلى راحة الفرد، مشيراً إلى أن إطلاق عام التسامح على العام الجاري كان مبادرة فريدة لا بدّ أن يحذو حذوها العالم، فهي تأكيد لغرس قيم حميدة في المجتمعات العالمية.

بهجة
وأوضح زو شوكينغ أن «التسامح والتعايش في الإمارات حوّلها إلى وجهة لكل شعوب العالم، وتحديداً لدى الصينيين الذي باتوا يفضلون زيارة الإمارات لما تضيفه على أجوائهم من فرحة وبهجة ومعرفة، لافتاً إلى أن عدد الزوار الصينيين للإمارات في العام الماضي تخطى 700 ألف سائح، ومن المتوقع أن يصل عددهم بنهاية العام الجاري إلى أكثر من مليون شخص».

وأكد أن «ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة تطبيق القانون على الجميع بكل شفافية وصرامة، وتقديم الخدمات عبر القنوات الذكية، ما يمنح المقيم تجربة سهلة في إنجاز متطلبات حياته، فضلاً عن التنوع الجغرافي والحداثة والنهضة التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، حتى أنها بفعل ذلك أصبحت بيئة خصبة للاستثمار واستقطاب المستثمرين من مختلف دول العالم، كما أنها تعد أرض الفرص والأحلام لسهولة تأسيس المشاريع فيها والانطلاق نحو العالم».

تبادل ثقافي
وأشار زو شوكينغ إلى أن توافد السياح الصينيين إلى دولة الإمارات حتى في الإجازات القصيرة هو نتاج تطور العلاقات الإماراتية الصينية خلال السنوات الأخيرة، والذي لم يقتصر على المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية فقط، بل شمل مجالات أخرى كمجالي الثقافة والتعليم، ومن أجل تعزيز وتشجيع التبادل الثقافي بين الصين والإمارات تم خلال عام 2010 رسمياً افتتاح أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتدريس اللغة الصينية في أبوظبي، والتي تهدف إلى إعداد قاعدة وطنية من الكوادر المتخصصة بحيث تشكل جسراً لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي، إضافة إلى تأسيس جامعة دبي معهد كونفوشيوس لتلبية احتياجات الكثيرين لتعلم اللغة الصينية وآدابها للطلبة، وأصحاب الأعمال لتعلم اللغة الصينية وثقافتها وتقوية العلاقات التعليمية والثقافية مع جمهورية الصين، كما أضيفت اللغة الصينية منهجاً اختيارياً لطلبة المدارس مؤخراً في مبادرة أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أن هناك خطة لإرسال طلبة من المواطنين في شهر ديسمبر المقبل للتعرف إلى المؤسسات التعليمية في الصين، وكذلك استقبال وفد صيني ليطلع على المدرسة الإماراتية ونظام التعليم فيها.

ثقافات
وأوضح زو أن الصين تضم ثقافات وعادات متنوعة بحكم مساحاتها وعدد سكانها، لذلك هناك رغبة متبادلة بين الطرفين في الاحتفاء بذلك من خلال الحرص على تنظيم الأحداث الثقافية الكبرى التي من شأنها أن تقرب المسافة بين الشعبين، كعيد الربيع الصيني الذي يعد من الأحداث الشعبية المهمة في الصين، والذي يستقطب أعداداً كبيرة السياح والمقيمين الصينيين، مشيراً إلى أن الحفل ينظم سنوياً في دبي، تأكيداً للعلاقات المتطورة بين الشعبين وبهدف تقوية العلاقات الثقافية بين الشعبين، كما يحرص النادي الصيني بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع على تسهيل مشاركة الجالية الصينية في المناسبات الوطنية لدى دولة الإمارات والتعرف على الفنون الشعبية والكثير من العادات الأصيلة التي تكون حاضرة خلال تنظيم هذه الفعاليات.

عمق العلاقات
وتطرّق رئيس نادي الجالية الصينية في دبي في حديثه إلى زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى الدولة في يوليو 2018، التي التقى خلالها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي في مضمونها تأكيد على عمق العلاقة بين البلدين، خصوصاً أنه اختار الإمارات لتكون المحطة الأولى في أول جولة خارجية له عقب إعادة انتخابه رئيساً للصين، لافتاً إلى أن هذه الزيارة التاريخية حظيت باهتمام بالغ من الإمارات على المستويات الحكومية والشعبية والإعلامية، فقد استبقت الإمارات الزيارة بـ«الأسبوع الإماراتي - الصيني».

300 متطوع
أكد رئيس نادي الجالية الصينية في دبي زو شوكينغ، أن هناك العديد من الفعاليات التي يضعونها على الأجندة سنوياً، يأتي في مقدمتها تقديم إفطار للصائمين، والذي شارك فيه العام الماضي 300 متطوع من الجالية الصينية، حيث قاموا بإعداد الوجبات وتهيئة المكان وتوزيع الوجبات على الصائمين، وهو ما وجد ترحيباً كبيراً من قبل الموجودين، كما يحرص أعضاء النادي على تنظيم زيارات للمؤسسات الاجتماعية كاستراحة كبار الموطنين.

زيارات مجدولة
يعمل النادي الاجتماعي للجالية الصينية في دبي على تقديم الدعم والتسهيلات للزوار والمستثمرين القادمين إلى الدولة، وذلك بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع في دبي، ويقدم لهم مواد مرئية ومسموعة عن الفرص التي تضمها الدولة، إضافة إلى ذلك ينظم النادي زيارات مجدولة إلى المؤسسات في الجمهورية الصينية لتعريفهم بالإجراءات السهلة الخالية من التعقيدات للإقامة على أرض الإمارات بشكل عام، كما يعمل النادي على التنسيق مع الجهات المعنية لإزالة كل المعوقات التي من الممكن أن تواجه المقيمين والتجار والسياح الصينيين.


إعفاء من التأشيرات
تقديراً للعلاقات المتميزة بين البلدين، قامت جمهورية الصين الشعبية بإعفاء مواطني الدولة من حملة جوازات السفر العادية من تأشيرة السفر المسبقة، وتم تطبيقه فعلياً ابتداءً من 16 يناير 2018، حيث أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أنه اعتباراً من هذا التاريخ، سيكون بإمكان مواطني دولة الإمارات السفر إلى الصين من دون تأشيرات مسبقة مع إمكانية البقاء فيها لمدة زمنية أقصاها 30 يوماً في كل زيارة.

فلاش

تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 200 ألف مواطن صيني، وتتميز العلاقة الإماراتية - الصينية بأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، حيث تتصدر الإمارات دول المنطقة في حجم التعاون مع الصين، من حيث الاستثمارات في المشروعات، حيث بلغت مساهمة الاستثمارات الصينية في مشروعات داخل الدولة 1.3 مليار دولار.

Email