رئيس النادي السيرلانكي: الإمارات واحة متفردة في التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعود تاريخ العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسيرلانكا إلى سبعينيات القرن الماضي، وتحديداً عندما قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة سيرلانكا عام 1976 لحضور قمة دول عدم الانحياز، واجتماعه بالمسؤولين السيرلانكيين لمناقشة سبل التعاون بين البلدين، وإمكانية فتح دولة الإمارات العربية المتحدة المجال أمام العمالة السيرلانكية للمشاركة في عملية التطوير والبناء التي كانت تشهدها الدولة، وتمخضت تلك الاجتماعات عن قبول دفعة من العمالة السيرلانكية ضمت 20 مهندساً التحقوا للعمل في «اتصالات»، وتطورت العلاقات بين البلدين حتى وصل عدد أبناء الجالية السيرلانكية في الدولة 300 ألف، يعيشون في الإمارات التي اعتبرها دينيش دسلفيا رئيس نادي جمعية سيرلانكا للرفاه، واحة متفردة في التسامح وملتقى دروب السلام.

 

وفّرت دولة الإمارات العربية المتحدة كل مقومات الحياة الرغيدة للمواطنين والمقيمين على أرضها، وكفلت قوانين الدولة الحقوق، وبالتالي شعر الجميع بالتساوي، فصاحب الحق محمي بموجب التشريعات ولا تفريق في دولة العدل والتسامح.

أبناء الجالية السيرلانكية أسهموا بمسيرة التنمية واستطاعوا في الوقت ذاته أن يغيّروا حياة أسرهم في بلدهم الأم نتيجة التحويلات المالية التي يرسلونها لهم، وهذا بحسب دينيش دسلفيا رئيس جمعية سيرلانكا للرفاه فضل كبير لا يمكن أن ننساه لحكومة وشعب الإمارات.

ويقول دينيش دسلفيا لـ«البيان»: «عندما بدأت الجالية السيرلانكية تزيد في الدولة، نبعت فكرة إنشاء جمعية للجالية ولاقت الفكرة ترحيباً من قبل الجميع، بهدف تعميق التعاون بين أبناء الجالية السيرلانكية وتحقيق الحاجات الاجتماعية والرياضية لهم وتجمعهم في المناسبات مثل رأس السنة السيرلانكية، وتنظيم المهرجان السنوي الثقافي للجالية السيرلانكية، ولدينا الآن ما يقارب 600 عضو من مختلف المهن في النادي الذي يحمل اسم جمعية سيرلانكا للرفاه، كما يعمل النادي على مساعدة أبناء الجالية المعسرين سواء في تحمل تكاليف علاجهم أو مساعدتهم في حجز تذاكر السفر لهم لعودتهم إلى أرض الوطن.

التسامح

ويقول رئيس نادي جمعية سيرلانكا للرفاه دينيش دسلفيا: «نشعر من خلال إقامتنا في الدولة وتعاملنا مع المواطنين ومختلف الجاليات الأخرى المقيمة كأننا أسرة واحدة رغم تعدد الثقافات والأعراق والأديان، وذلك لأن دولة الإمارات العربية المتحدة وطن التسامح، وهذا واقع حي يلمسه ويتعايش معه كل من يعيش على أرض الإمارات، بالرغم من تعدد الجنسيات التي تحتضنها باختلاف لغاتهم ودياناتهم فإن الجميع يشعر بالمحبة والتسامح والمساواة والعدل والحرية، وأكبر مثال على ذلك التلاحم والتضامن الذي يعيشه أفراد الجالية السيرلانكية بمختلف أطيافهم، وكمثال على ذلك لدينا في مجلس إدارة النادي أعضاء من مختلف الأطياف والديانات فهناك المسلم والمسيحي والبوذي ونعيش كأسرة واحدة نلتقي في السراء والضراء وفي المناسبات الاجتماعية والأنشطة والفعاليات ونشارك إخواننا المسلمين وغيرهم احتفالاتهم ومناسباتهم والأنشطة الاجتماعية والأعياد، وبما أننا على أبواب شهر رمضان نشارك إخواننا المسلمين موائد الإفطار الرمضانية التي تقام في المساجد والأحياء، وكذلك نشاركهم أفراحهم بالعيد، وكل هذا بفضل بذور الحب والتسامح والتآخي التي غرسها في نفوس الجميع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكرسها وجسدها من بعده أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ونفخر بأننا جزء من هذا المجتمع المتسامح والمنفتح على الآخر دون تمييز، وهي رسالة سلام للعالم تعكس القيم النبيلة التي نهل من نبعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتطرق رئيس نادي جمعية سيرلانكا للرفاه دينيش دسلفيا للحديث حول توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية مذكرة تفاهم في العام الماضي، بهدف تعزيز تعاونهما في تطبيق أفضل الممارسات في مجال القوى العاملة، حيث أن توقيع مذكرة التفاهم يؤكد حرص البلدين الصديقين على تطوير التعاون بينهما، بما يضمن وضوح وشفافية علاقة العمل بين طرفيها في مراحلها كافة.

كما تطرق رئيس نادي جمعية سيرلانكا للرفاه لتوقيع دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ووتيلاك مارابانا وزير خارجية سريلانكا مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية بين البلدين وكذلك اتفاقية التعاون والمساعدات المتبادلة فيما يتعلق بالشؤون الجمركية، وذلك خلال الزيارة التي قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجمهورية سريلانكا في فبراير الماضي. وأكد دسلفيا أن توقيع مثل هذه المذكرات من شأنه أن يرتقي بالعلاقات التاريخية التي تربط الإمارات وسريلانكا.

أنشطة

وحول الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي يقوم بها النادي، قال: «استطعنا بفضل الله ثم بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة مد يد العون لأكثر من 175 مريضاً كانوا يرقدون في مستشفيات الدولة، حيث قمنا بدفع المستحقات المترتبة على علاجهم من خلال تبرع ودعم الأعضاء في النادي، وأذكر مرة كنا نجمع المال لحجز تذكرة تذكرة سفر لإحدى السيرلانكيات للعودة إلى سيرلانكا، وكان لدينا في أعضاء مجلس إدارة النادي إحدى الأخوات المواطنات فقامت بالتبرع من مالها الخاص لشراء التذكرة وأعطت السيرلانكية مبلغاً من المال لمساعدتها على قضاء حوائجها، وهذا الموقف الإنساني للمواطنة لا يمكن أن ننساه، ولكن لم نستغربه نهائياً لأنها تربت وترعرعت على النهج الذي غرسه فيهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

 

تقع جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية في شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب آسيا. ولسريلانكا حدود بحرية، شمالاً مع الهند، التي تبعد عنها نحو 31 كيلومتراً، ومع جزر المالديف في جنوبها الغربي. وسريلانكا دولة ذات إرث حضاري عريق، يمتد عبر 3 آلاف سنة. ويقدر عدد المسلمون في سريلانكا بنحو مليوني نسمة.

برج خليفة

قال ديبيش دسلفيا إن منظر برج خليفة وهو يتزين بألوان العلم السيرلانكي خلال أبريل الماضي، تضامناً مع ضحايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو، دليل على نهج التسامح في الإمارات، وكان أصدقاؤنا يتصلون بنا من مختلف الدول يتناقلون صور برج خليفة ويحسدوننا على هذه المواقف الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة ، لأن هذه المواقف التاريخية سيكتبها التاريخ بأحرف من نور لدولة الإمارات ولن تجد مثيلاً لها في أرجاء المعمورة.

أهل الدار

أوضح رئيس نادي جمعية سيرلانكا للرفاه أن الجالية السيرلانكية تعيش في الإمارات منذ سنوات طويلة، ولم تجد إلا الود والعلاقات الطيبة والتسامح ولا نشعر بالغربة، فنحن بين أهلنا وإخواننا، فالتسامح بات واقعاً يومياً نعيشه ويتجسد في القيم المتأصلة في حكومة وشعب الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، فصرح التسامح في الإمارات الذي وضع دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يعلو ويزداد رسوخاً حتى بات كل مقيم وزائر للدولة يعود وفي ذاكرته مشاهد لا يمكن أن تمحوها الذاكرة.

متفرقات

مجلس شباب الجاليات

قال الدكتور عمر المثنى المدير التنفيذي لقطاع التراخيص والرقابة بهيئة تنمية المجتمع: «إن الهيئة قامت العام الماضي بإطلاق مجلس شباب الجاليات لتشجيع المنشآت الأهلية المرخصة لديها على إنشاء مجالس شبابية داخلية بهدف جمع أفكار واقتراحات شباب الجاليات البناءة، وتبادل الخبرات والتجارب لنشر قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك بين مختلف الثقافات وترسيخ قيمة السلام والتسامح واستيعاب الآخر والتواصل معه من خلال الاتفاق على كل ما هو مشترك، ونبذ ما هو مختلف عليه.

Email