الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية شاملة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية الصين الشعبية بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين، والتي بدأت منذ قيام اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971.

وأكد ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، عمق العلاقات بين الصين والإمارات، والتي تعد الأكثر إثماراً بين جميع دول الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة رفعت العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، عبر حقبة جديدة من الصداقة والتعاون بين الصين والإمارات العربية المتحدة.

تعد العلاقات الثنائية بين الصين والإمارات في أفضل فتراتها في التاريخ، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 44 مليار دولار أمريكي في عام 2018، الأمر الذي عزز مكانة الصين بوصفها أكبر شريك تجاري للإمارات في العالم.

وبيّن ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن هناك الكثير من المشاريع الرائدة المشتركة بين البلدين التي يجري العمل عليها على قدم وساق، بالإضافة إلى ارتفاع التعاون المالي وقيادة الابتكار، مشيراً إلى أن الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر العادية، الذي طبقه البلدان، أسهم في زيادة عدد السياح بين البلدين، حيث زار دولة الإمارات 1.1 مليون صيني خلال العام 2018.

وأشاد السفير ني جيان بمبادرة تدريس اللغة الصينية في 100 مدرسة، والتي من شأنها أن تزيد من نسبة الدارسين الصينيين في الدولة.

وقال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة: «يوافق عام 2019 الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة، وتتجه العلاقات الثنائية نحو انطلاقه تاريخية جديدة لتوفير فرص أكبر للتنمية عبر تكثيف التعاون العملي، وبناء شراكة استراتيجية شاملة داخل منطقة الشرق الأوسط لاستشراف المستقبل».

وأشار السفير الصيني إلى عزم الصين والإمارات معاً لعب دور أكثر أهمية ونشاطاً في بناء «طريق الحزام» بشكل مشترك، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية وخلق مجتمع ومستقبل مشترك.

وأوضح أن دولة الإمارات تجذب أكبر عدد من رجال الأعمال والسياح الصينيين من جميع دول الشرق الأوسط، حيث يعمل ويعيش على أرضها نحو أكثر من 200 ألف مواطن صيني، بالإضافة إلى أكثر من 4 آلاف شركة صينية.

وأشار إلى أن الجميع يرون أن دولة الإمارات تتمتع بموقع جغرافي ممتاز وبنية تحتية متطورة واستقرار سياسي واقتصادي وبيئة أعمال رفيعة المستوى ونظام قانوني سليم وعلاقات ودية وقوية مع الصين، ما يجعلها وجهة التجارة والاستثمار الأكثر جاذبية في الشرق الأوسط، فضلاً عن مركز النقل الإقليمي المهم والمركز المالي.

وأكد أن مبادرة عام التسامح في الإمارات ملهمة ويجب التركيز عليها، خاصة في مثل هذه الأوقات التي يشهد العالم فيها العديد من الصراعات والنزاعات، مشيراً إلى أنها تخدم السلام والتعايش والإخاء الإنساني ليس فقط في دولة الإمارات، بل على مستوى العالم.

وأوضح أن المواطنين الصينيين يسعدون بالإقامة في الإمارات وتقديم إسهاماتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأسباب عديدة، منها: تقدير الابتكار وتطبيق التقنيات الحديثة لزيادة كفاءة الحكومة ورفاهية الناس وتقديم خدمات عامة أكثر جودة وتحسين سعادة الناس، والتعايش السلمي لمختلف الأعراق والأديان والخلفيات الثقافية من جميع أنحاء العالم والتمتع بفرص عمل وحقوق متساوية وفق نظام قانوني عادل، كما تتمتع بيئة دولة الإمارات بالاستقرار الاجتماعي والحكم الرشيد،

وتحتل المرتبة الأولى بين أكثر الدول أماناً في جميع أنحاء العالم، حيث تم اختيار أبوظبي بوصفها أكثر المدن أماناً في العالم في مناسبات متعددة.

رمضان في الصين

وأشار إلى أن الصين تستقبل شهر رمضان المبارك الذي يسمى «باتشاي»، بطريقة مختلفة عن سائر الدول العربية، وذلك لاختلاف العادات والتقاليد المتوارثة، حيث تبدأ مظاهر الاحتفال قبل قدوم الشهر من خلال تنظيف المنازل بالكامل حتى الأسقف والجدران، وتزيينها باللوحات القرآنية وتزيين المساجد بالأعلام الملونة، وفرشها بالسجاد الجديد، حيث تكتظ المساجد بالمصلين، وتشارك جميع المساجد في ختم القرآن، كما هو الحال في باقي بلاد العالم الإسلامي.

وبحسب ني جيان يوجد في الصين حالياً وفق أحدث التقديرات نحو 20 مليون مسلم يمارسون طقوسهم الدينية بحرية طوال العام وخلال شهر رمضان، ولدينا 35 ألف مسجد في مختلف المدن الصينية، وجميعها تقام فيها الصلاة والعبادات الإسلامية، وتتزايد أعداد المصلين في المساجد طوال شهر رمضان.

أما أبرز مظاهر شهر رمضان في الصين، بحسب ني جيان، فتتمثل في تنظيم مأدبة الإفطار الجماعي، وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين، وتأتي مائدة الطعام الصينية الشهيرة مصممة بشكل دائري ومتحركة، تتنوع أصناف الطعام المعروضة عليها في بيت المسلم الصيني، لكن بكميات محدودة لا تفيض عن حاجة الصائمين.

استعداد

تنشط في الصين الجهود الدينية والخيرية قبل شهر رمضان، حيث يلقي الأئمة المسلمون دروساً دينية خاصة عن الصوم، إضافة إلى حثّ المسلمين على التقرب إلى الله بالصدقات والأعمال الصالحة، وتفتح المساجد في الصين أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.

أطباق مميزة

تعتمد أغلب الأطباق في الصين بشكل أساسي على الأرز المسلوق من خلال عملية التبخير، كما يعد لحم الضأن المشوي من أبرز الأطعمة المشهورة بين مسلمي الصين خلال رمضان، أما بالنسبة للحلويات والمشروبات، فتعتمد أغلب الحلويات على التمر والفواكه الاستوائية، مثل: دوريان، والنجمة، والكيوانو، ومانجوستين، والرامبوتان، وسالاك. ومن أشهر حلويات المعجنات الإسلامية بالصين: الكعكة الغنية، وهي عبارة عن كعكة من التمر والزبيب والمشمش المجفف والسكر والسمسم. والخبز المضفر: وهو عبارة عن عجين من الدقيق والبيض يحمص ليأخذ هيئة الضفيرة.

الاحتفاء بليلة القدر

يتجمّع المسلمون في الصين في المساجد خلال العشر الأواخر للاحتفال بليلة القدر، ويكثرون فيها الصلاة وقراءة القرآن الكريم. ويُمنع التدخين في الصين نهائياً خلال فترات الصيام كما يحرم شرب الكحول، وتصل ساعات الصوم في رمضان إلى 17 ساعة، وتتكون وجبة الإفطار من فترتين: الأولى يتناول فيها المسلمون الشاي الأخضر أو الأحمر، وبعدها يتم تناول البطيخ، من ثم يذهبون إلى المساجد لتأدية صلاة المغرب، بعد ذلك يعودون لاستكمال بقية وجبة الإفطار.

فلاش

تعد جمهورية الصين الدولة الأكثر سكاناً في العالم، حيث يقطنها أكثر من 1.338 مليار نسمة، وعاصمتها بكين، وتمتد البلاد على مساحة 9.6 ملايين كيلومتر مربع، وتعد الحضارة الصينية القديمة من أقدم الحضارات في العالم.

Email