صديقة لأبنائها وأخت لبناتها

كريمة المزروعي: طموحي أن يكـون التعليم في الدولة الأفضل عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

تستمد د. كريمة المزروعي، أستاذ مشارك بجامعة الإمارات في كلية التربية، دكتوراه في تدريس القراءة واللغة والثقافة، ثقتها بنفسها وقدراتها من القيادة الحكيمة والمتميزة، مؤكدة أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، دعم المرأة بشكل كبير، وعاملها كشريك أساسي في نهضة الوطن؛ فتربت على تحمل المسؤولية في البيت وخارجه.

وتدل جهود أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، دور المرأة القيادي والبناء في دفع التقدم بيد ناعمة.

وللمزروعي العديد من الإنجازات الوطنية التي يشار إليها بالبنان، لم لا؟ وهي ابنة هذه الدولة الفتية القوية الطموحة التي تقدم كل شيء بإتقان، تهتم بأبنائها وسعادتهم وشبابهم وقيمهم. آملة بأن يتحقق طموحها في أن ترى نظام التعليم في الإمارات من أفضل النظم التعليمية:

إنجاز مهني

تخرجت د. كريمة المزروعي في جامعة الإمارات العربية المتحدة من كلية التربية، تخصص إعداد معلمي لغة عربية. وعُينت مباشرة معيدة بالكلية. وابتعثتها الجامعة بعد ذلك لتكمل دراستها العليا في الولايات المتحدة الأميركية، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه بامتياز.

وكانت رسالتها في الماجستير حول الصعوبات القرائية التي يواجهها الطلاب في بداية تعلمهم القراءة، أما عن الدكتوراه فقد حصلت عليها من جامعة «أريزونا بتوسان» في تخصص تدريس القراءة واللغة والثقافة، وكان بحثها حول الإبداعات الإملائية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وكيف يمكن لنظام التعليم الاستفادة منها.

وفي عام 2014 وبمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تم اختيارها لدراسة الماجستير في العلوم الأمنية والاستراتيجية من كلية الدفاع الوطني الدفعة الثانية.

وكانت هذه الدراسة بالنسبة لها من أفضل الأمور التي حدثت لها على الصعيد العلمي والذاتي. وبمرسوم رسمي من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أصبحت عضواً بمجلس أمناء في كلية الإمارات للتطوير التربوي، وجامعة محمد الخامس.

رحلة مع الكتاب

أثناء عملها في الجامعة قامت د.المزروعي بتأليف ثلاثة كتب، اثنان منها يُدرسان بالجامعة، وما يربو على 15 بحثاً منشوراً في مجلات علمية محكمة، وعدد كبير من الدراسات المنشورة في المؤتمرات. وشاركت في عدد من المحافل والمؤتمرات الدولية والمحلية.

كما ترقت في سلم الجامعة من أستاذ مساعد إلى مساعد العميد لشؤون الطالبات وبعدها أستاذ مشارك بكلية التربية. وتقوم حالياً بإدارة برنامج الطفولة المبكرة بكلية التربية، وقامت بعمل تعديلات لعدد من المساقات الدراسية، وهي تشرف حالياً على ثلاث طالبات ماجستير وطالبة دكتوراه.

انتدبها مجلس أبوظبي للتعليم ثلاث سنوات لتنشئ قسم اللغة العربية، وقامت مع فريقها بتحقيق عدة إنجازات، ومنها تحويلهم تدريس اللغة العربية إلى التدريس القائم على المشاريع، وأدخلوا المصادر والموارد الورقية والإلكترونية، وقاموا بكتابة حقيبة ألفباء الإمارات وصحيفتي.

وقاموا بعمل مشروع «تمعن» لأول مرة باللغة العربية. ترقت بعدها لتدير المناهج فأحدثت وفريقها أيضاً تغييرات جوهرية في مراجعة شاملة للمعايير لربطها برؤية الإمارات 2020 واستراتيجية أبوظبي 2030، وعملوا بالقرب من مؤسسات الدولة المحلية من جامعات حكومية ومؤسسات مختلفة كمصدر وهيئة البيئة والإحصاء والأوقاف وغيرها من المؤسسات الحيوية لضمان أن مخرجات التعلم ليست بعيدة عن متطلبات ورؤية سوق العمل.

من الصعب أن تشرح د.المزروعي معاني الفخر التي انتابتها إثر تحويل الكثير من الوحدات إلى التدريس القائم على المشروعات والخدمة، وخاصة في مادة العلوم من خلال مشاريع أشجار المنجروف، والطيور المنغولية، والحدائق المنزلية مما أفاد الطلاب بشكل كبير وعزز مهارات القرن 21.

إنجازات مجتمعية

تحرص د. المزروعي على أن تكون قريبة من المجتمع المحلي واحتياجاته، وبصفتها تربوية ترأست فريق تأليف كتب اللغة العربية لمدارس الغد للصفوف من الأول وحتى الثالث.

وشاركت مع مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي في مراجعة وثيقة الطفل، وأسست معهم جوائز متعددة، وقد ساعدهم في ذلك شغف الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، لتحقيق خدمة المجتمع. وشاركت د. المزروعي كذلك في تحكيم عدد من الجوائز المحلية مثل جائزة حمدان للأداء التعليمي.

عام القراءة

ولأنها تحمل دكتوراه في تدريس القراءة، فعام القراءة بالنسبة لها كان حلماً وتحقق. هي تؤمن بشدة بأن القراءة مفتاح التعلم والثقة والاستمرار في التعلم. ويحزنها أن بعض الطلاب يرسبون في العلوم أو التربية الإسلامية لعدم تمكنهم من قراءة السؤال وفهمه، ويحزنها كيف تؤثر القراءة الضعيفة على ثقة الطالب بنفسه، ويحزنني أيضاً أن الطالب قد لا يجد يد العون من معلم في بداية ظهور المشكلات القرائية.

ومن رؤية د. كريمة المزروعي ينبغي في الصفوف الأولى من التعليم ضرورة التركيز وبشكل أساسي على مهارات القراءة واستراتيجياتها لضمان تمكن الطالب منها.

فَوقع عام القراءة على المجتمع رائع؛ وتفاعل المؤسسات المحلية والمجتمع المحلي يدل على الحاجة الكبيرة لمثل هذه المهارة الأساسية والتي بدأت في الاضمحلال تحت وطأة العالم المتسارع والتكنولوجيا والإيقاع السريع لكل شيء. فالإبداع أصبح أمراً معتاداً في حكومة الإمارات، حفظها الله، والتي تختار كل عام موضوعاً أساسياً لنهضة الإمارات.

وقامت د. المزروعي بعمل مشروعات متنوعة في عام القراءة مع طالباتها، فقد قررن تغيير حياة مائة طفل لا يقرأ، وقطعن شوطاً كبيرا فغيرن حياة 68 طفلاً حتى الآن ليستطيعوا القراءة بطلاقة والمزيد سيأتي، وقدمت د. المزروعي ورشا وتدريبات للمعلمين وأولياء الأمور حول القراءة وتنميتها وبناء المكتبات المنزلية وغيرها.

هوايات واهتمامات

القراءة بالنسبة لها عادة متواصلة، وهي تقرأ في كل شيء سياسة وتنمية ذاتية وأدب ونحو وتخصص. كما تحب الرسم والخط العربي. وتحب الطبخ والسفر الذي تعتبره فرصة ممتازة لتقديم خبرات ثرية للأبناء لوضعهم في سياقات مختلفة لم يعتادوا عليها.

الأسرة أولاً

على الرغم من انشغالاتها اليومية التي لا تنتهي إلا أن د. المزروعي ترى بأن المسألة دائماً هي مسألة أولويات، وهي التي تحدد من يأتي أولاً على السلم. فأبناؤها دائماً ومنذ ولادتهم على قمة السلم. وهي تؤمن أن دور الأم لا يمكن أن يستبدل ولا يمكن للأبناء أن يكونوا أصحاء نفسياً ومبدعين مع أم لا تعطيهم إلا القليل من وقتها.

 وهي تتابع دراستهم يومياً، ولديهم جدول يومي للقراءة ومشاهدة التلفاز واللعب. ويقومون بكل شيء بشكل جماعي. فهم يخرجون صباح كل جمعة باكراً ليفطروا سوياً ويقضوا بعض الوقت على البحر قبل أن الاستعداد لصلاة الجمعة. هي تعتبر نفسها صديقة أبنائها، وأختاً لبناتها.

روحانية رمضان

رمضان بالنسبة لها استراحة محارب من العمل والارتباطات، وهي تحب رمضان لأنها تتواصل مع جانبها الروحي والنفسي لوقت أطول. وخلال رمضان تسترجع نفسها وتريحها بالقرآن والقراءة والاستمتاع بتجمع الأهل.

Email