راشد خليفة.. 24 عاماً مُخاطراً بحياته فداء للإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لرجال الدفاع المدني في كل يوم رسائل إنسانية نبيلة، تتمثل في حماية المجتمع وممتلكاته، والمحافظة على استقرار الوطن وصون مكتسباته من شتى الأخطار والطوارئ التي تحدق به، لجعله واحة أمن وأمان لساكنيه وللمقيمين فيه، وهم من خلال مراكز عملهم المختلفة، والمنتشرة في مختلف إمارات الدولة، يؤدون مهامهم الصعبة ورسالتهم السامية على مدار الساعة دون ملل، في صورة تعكس بسالتهم وإنسانيتهم وجدهم واجتهادهم، ويعيشون لحظات الموت والخطر، حتى يوفروا لغيرهم الأمان والسعادة والطمأنينة، هكذا يقول المساعد أول إطفائي، راشد حميد خليفة، والذي يعمل بإدارة الدفاع المدني بأم القيوين، ويعد واحداً من أولئك الرجال الأشاوس، والذي ظل يعمل 24 عاماً في مهنة إطفائي ثم مسعف ثم مدرب، مجسداً الرسالة الإنسانية التي يؤدونها، غير آبهين في سبيل أدائها للمخاطر المحدقة التي يمرون بها يومياً، والمتاعب التي تحدثها، متحدين ذلك ببسالة الفرسان، فهم يخوضون النيران، ويجتازون الأدخنة الكثيفة غير مبالين، مخاطرين بأرواحهم فداء للإنسانية والوطن، ومحافظة على الأرواح والممتلكات أي كانت.

تدرج

ويقول راشد: «إنه التحق بالدفاع المدني بأم القيوين في عام 1996 إطفائياً، ثم تدرج إلى أن وصل إلى مسعف، ثم محاضر توعية، ومقيماً للتمارين الرياضية العديدة التي تنظمها الإدارة في عدد من الجهات الحكومية والدوائر المحلية والمدارس والمصانع، مبيناً أنه في بداية العمل، كان هناك ارتباك لديه، نتيجة لخطورة المهنة، ولكن بالتمارين والتدريبات، تمكن من اجتياز كافة الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره العملي، حتى أضحى يستمتع بأداء المهام الموكلة إليه، لما فيها من مخاطر ولفتات إنسانية نبيلة، تعكس بسالة وإنسانية عناصر الدفاع المدني، أولئك الرجال الذين تتجسد فيهم روح الإنسانية ومعانيها النبيلة، وقوة التحمل والجلد والذكاء، فيتعرضون لمواقف مصيرية قد تفصل بين الحياة والموت، وتتوقف عليها إنقاذ أرواح الآخرين، فهم جبلوا على ركوب المخاطر، بحكم التدريبات والتمارين المتواصلة التي يخضعون لها، والتي جعلت منهم أشاوس، يؤدون كافة المهام التي توكل لهم بنجاح وامتياز.

بلاغ في الذاكرة

وأوضح: «إن أصعب موقف يمكن أن يمر على رجل الإطفاء، عند ورود البلاغ ووقت استلامه، لأنه يعد تحدياً له، خصوصاً إذا كان يتعلق بحريق في أحد المنازل أو المصانع، فيظل الإطفائي يتساءل بينه وبين نفسه، خلال توجهه إلى الحادث، عن نوعية الأشخاص المصابين وعددهم، وكيفية إنقاذ أرواحهم، وجل هدفه الوصول إلى مكان الحادث في أقل زمن ممكن، حتى يتمكن من إتمام عملية الإنقاذ بسلام.

أصعب المواقف

ويستذكر راشد أنه منذ التحاقه بالدفاع المدني بأم القيوين، لم يغلق هاتفه، وأنه في حالة استعداد متواصل للنداء خلال 24 ساعة، خصوصاً أن هناك حوادث متطورة تقع داخل الإمارة وخارجها، فيتم الاستعانة به، كما أن وقته للعمل، وأن الأسرة متفهمة طبيعة عمله، وكذلك الأصدقاء والأقارب.

وعن المواقف الصعبة التي تعرض لها، يقول: «إنه تعرض لحادث كاد أن يودي بحياته، نتيجة لتعطل ماكينة سحب الدخان الخاصة، عندما كان يتعامل مع حريق نشب في فيلا مكونة من طابقين، وذلك بعد أن ظلت الماكينة تعمل عكسياً، ما أدى إلى نزول نسبة الأكسجين بصورة كبيرة في جسمه، ولكنه تمكن مقاومة كثافة الدخان والخروج من الفيلا، مبيناً أن أبرز الطرائف التي مرت عليه خلال رحلة عمل امتدت 24 عاماً، أنه ورده بلاغ من أحد الأشخاص يخشي من خلية العسل التي أمام مدخل المنزل».

Email