الابتكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد دعانا ربنا تبارك وتعالى إلى النظر في السموات والأرض فقال: «قل انظروا ماذا في السموات والأرض». أي: ادرسوا ما فيها، واستفيدوا من قوانينها، كما أمرنا أن ندرس أحوال الأمم السابقة، لنستفيد من إيجابياتهم، ونتجنب سلبياتهم، ونولد أفكاراً جديدة، نطور من خلالها حياتنا، ونبتكر حلولاً أفضل لمشكلاتنا، لنصل بهذا الإبداع الإنساني الراقي إلى الريادة الحضارية، فبالإبداع والابتكار تزدهر الحياة، وتعمر الأرض، وتبنى الحضارة، ولقد قصّ علينا القرآن الكريم تجارب إبداعية في مجالات عديدة، فمنها صناعة السفن التي علمها الله سبحانه لنبيه نوح عليه السلام، قال تعالى: «فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا».

ومنها صناعة الدروع التي علمها الله تعالى لنبيه داود عليه السلام، قال عز وجل: «وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم». ومنها اكتشاف الدواء، قال تعالى عن النحل: «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس». وقال صلى الله عليه وسلم: «تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء».

لقد حرص نبينا صلى الله عليه وسلم، على تنمية ملكة التفكير والإبداع لدى أصحابه الكرام رضي الله عنه.

ولقد أشار سلمان رضي الله عنه، بحفر الخندق حماية للمدينة، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبني هذه الفكرة المبتكرة وتطبيقها، فكان منهج النبي صلى الله عليه وسلم، رعاية الأفكار المبتكرة المفيدة، واحتضان الطاقات الإبداعية النافعة، حتى تنوعت المواهب وتعددت، وتفتحت العقول وترعرعت، وانطلق مبدأ التفكير البناء، وأقبل الناس على القراءة والتعليم، وانبثق فجر الحضارة الإسلامية في وقت يسير، وسطع نورها في أقطار الأرض كلها، لتنقل البشرية إلى واقع مبدع، ونجح المسلمون في بناء حضارة عظيمة عريقة متميزة.

* واعظ ديني في وزارة الداخلية

Email