الرقيب هاشم المرزوقي: أعشق تدريب الكلاب وخدمة الوطن هاجسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ صغره كان يعشق تربية الكلاب ويتابع بشغف أي تقرير عن هذا الكائن الذي يصفه بالصديق الوفي، هذا الشغف لم يقف عند هذا الحد. يقول الرقيب هاشم علي المرزوقي التحقت بالعمل في القيادة العامة لشرطة الشارقة في 2010، مدرباً للكلاب البوليسية، في ذلك الوقت نظر البعض إلى الأمر بغرابة شديدة باعتباره خارجاً عن إطار المألوف متسائلين، مدرباً للكلاب البوليسية؟ لكن رغم كل الصعوبات قررت المضي قدماً، مؤمناً بأن خدمة الوطن تكون في المجالات الشائكة فكان لي ما أردت.

ويتابع: «قبل عقد من الزمان كانت الأمور أكثر صعوبة ولم يكن سهلاً أن تغير قناعات البعض حتى أقرب الناس إليك، لكن الإنسان هو سيد قراره وعليه باشرت العمل وكنت آنذاك مبتدئاً وكل ما أعرفه أنني أريد أن أكون شريكاً في حماية أمن الدولة وليس هناك أفضل من القطاع الشرطي لتحقيق ذلك، فتعاطيت مع الأمر بصورة إيجابية بعيداً عن الأصوات المحبطة التي لاحقتني. كونني أعمل في مجال خارج عن المعتاد وفق تعبيرهم».

ويعود المرزوقي إلى البدايات فيقول: «كانت الفترة الأولى من العمل صعبة، ومقلقة لكن ذلك بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً فتغلبت على مخاوفي وكانت أحلامي وطموحاتي تسبقني بخطوات، حيث أنهيت أشهر التدريب على أيدي مدربين خبراء، وهي فترة بالعادة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر وتسلمت أول مهامي، فقد باتت الأمور أكثر سهولة وأصبحت طريقة التعامل مع الكلاب تتضح أمامي بفعل الاحتكاك اليومي والعمل لساعات طويلة، والأهم أنني كنت أحظى بمتابعة من إدارة واعية داعمة للطاقات، مؤمنة بقدرات الكوادر المواطنة في هذا المجال.

ويضيف مدرب الكلاب البوليسية: «مهنتي كانت ولا تزال محط استغراب لدى الكثيرين إذ إنها تثير فضول البعض فتجدهم يطرحون عشرات الأسئلة، بشأن كيفية تدريب الكلاب ؟ وكيف يصبح كلباً معيناً قادراً على اقتفاء الأثر ومعرفة أماكن تواجد المخدرات مثلاً أو الجثث، وغيرها والمسألة ليست سهلة بطبيعة الحال، فالكلب يحتاج إلى وقت وتدريب مكثف وتعامل من نوع خاص، وكي ينجح المدرب يجب أن يعي هذه السمات».

وعن آلية العمل أشار المرزوقي: «إلى أنه بمجرد استلام الكلاب وتكون في العادة من نوعيات محددة هي: «البلادور، الجيرمن، المانيلو»، كونها تتمتع بذكاء حاد وحاسة شم وسمع حادة، وهي كلاب شديدة الذكاء، نبدأ بملازمتها حيث لا ترى غيرنا فنحن من يتولى إطعامها ورعايتها والخروج بها وتصل هذه المدة من أسبوع إلى أسبوعين، وهي فترة كافية لأي كلب خاصة أن التي يتم تدريبها تكون بعمر الـ3 أشهر، وفي مرحلة التدريب على العمل يكون المدرب حازماً صارماً كي تطاع أوامره».

وأوضح المرزوقي مثلاً في حال تدريب الكلب على إيجاد المواد المخدرة يتم وضع كمية في علبة ولا يتم لمسها وتوضع على كرة مثلاً حتى يتعرف على رائحتها وبعدها توضع في صندوق ويباشر الكلب بأمر من المدرب البحث عنها، وفي حالة العثور على المادة المشتبه بها تقوم الكلاب في العادة بحركة معينة للمدرب يفهم من خلالها أن كلبه عثر على شيء كأن يقوم بالنباح عند الموقع أو الحفر بيديه أو الجلوس.

وخلال رحلة عمله تمكنت الكلاب التي دربها من الكشف عن بعض الجرائم ويتحدث عن هذه النقطة قائلاً، أي مدرب ينجح الكلب البوليسي الذي دربه في مهمة عمل يشعر بالفخر، كون النجاح نتاج جهد وتعب استمر طويلاً، ويسرد حادثة حصلت معه قائلاً: «إنه في أحد أيام العمل جاءته تعليمات للتوجه إلى أحد المواقع التي يشتبه بوجود مواد مخدرة فيها، وكانت عملية العثور على المخدر صعبة كون صاحب هذه المواد قام بإذابة كمية من المواد المخدرة ورشها على الرمل لإخفائها، وبعد وصولنا تحرك الكلب في أكثر من اتجاه وبعد برهة توقف على الرمل ونبش فيه واستطعنا تحديد موقع المواد المخدرة.

Email