القروض الشخصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من غلبة الدَّين، وأنه هم على عاتق الشخص حتى يقضيه، ولا تجوز المماطلة في رد الحق لأصحابه إذا حان الأجل، وأن النفس معلقة بالدين حتى يقضى عنها كما جاءت الأحاديث بهذا، وهذا كله يبين أن الدين لا يلجأ له الشخص إلا إذا غلب الإنسان على أمره وكانت هناك حاجة ملحة ولا يوجد مخرج آخر سوى الاستدانة.

هذه المقدمة كانت مهمة للذكرى والتنبيه ولا سيما في هذا الوقت، الذي لو نظرنا لحالنا على وجه الإنصاف، لوجدنا أن البعض منا اضطر للقروض اضطراراً، والبعض الآخر تهاون وبالغ في طلب القروض الشخصية، وعلى أشياء لا تستحق طرق باب القرض من أجلها و لا حاجة لها، وأنا شخصياً أشرفت على مشكلة زوجية بين زوجين، وإحدى نقاط المشكلة أن الزوج ممتنع عن الإنفاق بحجة عدم وجود الفائض بسبب الخصم من راتبه لسداد الدين، وكانت المفاجأة أن أحد القروض البنكية كانت لغرض السفر مع الأصدقاء لإحدى الدول الأوروبية ونشر التفاصيل على حساباته على مواقع التواصل ليُظهر للناس ما ليس فيه، وفي المقابل يترك زوجته وولده بلا نفقة، وأشرفت على حالة أخرى لزوجة تعرضت لقضايا مالية بسبب عدم قدرتها لسداد مبالغ بطاقتي الائتمان الخاص بها ولأمور كمالية لا داعي لها.

لا ندعي عدم الحاجة للقروض، فهذا الأمر لا يكاد يسلم منه إلا القليل في هذا الزمان نظراً للغلاء والتحديات الاقتصادية، ولكن قرضاً عن قرض يختلف في سببه وطريقته وغرضه، فهل قروضنا كانت لضرورة أو حاجة ملحة أم هي طيش وعبث، فتكون لذة في أولها ثم نكد وندامة وقضايا مالية وشتات أسرة !.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email