غيّر نفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من الأحيان نلوم الظروف، ونتهم من حولنا بأنهم ظلمونا، وندعي أن فلاناً ضدنا، ننتظر وقفة الآخرين، نبحث عن مساعدتهم فقط، ولكن عندما نأتي للحقيقة والواقع، نجد أننا نحن من عليه أن يتغير، كما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ). «الرعد:11»، إن لم تساعد نفسك، فلن يساعدك الآخرون.

كنت يوماً في محاضرة في إحدى الدوائر الحكومية، وحينها تحدثت عن الطموح والإيجابية والتحدي وصنع الفرصة دون انتظارها من الآخرين، فقال لي أحد الحضور: أنا لم أفهم مصطلح صنع الفرصة، فكيف لي أن أصنع الفرصة لي في عملي وأنا مع مسؤول لا يعترف بي، فقال: من وجهة نظري أن هذا الكلام خيالي أكثر منه واقعياً.

فكان جوابي له اختصاراً، المسؤول لا يعترف بك ! أخبرني كيف أبرزت نفسك وسوّقت لنفسك حتى يعرفك؟ نعم كان عليه أن يبدأ بتشجيعك لتستلم مشاريع جديدة معينة حتى يعطيك الفرصة وهذا هو القائد الحقيقي، ولكن يبقى البحث عن الأجهز والأكثر نشاطاً وبروزاً، فعندما تبرز أنت، وتسوّق لنفسك تسويقاً صحيحاً، وتحضر للاجتماعات وتكون موجوداً في الميادين، هنا جعلت الآخرين يعرفونك وينظرون لك، هنا صنعت لنفسك فرصة، وهذه الفرصة ستجعلهم يثقون بك، فالوقوف خلف الصفوف يجعلك وحيداً ومجهولاً وكأنك حكمت على نفسك بالمؤخرة والدون، لذا عليك أن تهتم بمرحلة البناء جيداً، وتقف في الصفوف الأمامية وتزاحم وتوجد وتصبر دون عجلة أو سرعة انفعال تضيع عليك ما قمت ببنائه، تذكر دائماً أنك أنت من يحدد الطريق وأنت من تختار الوجهة، دع عنك لوم الآخرين، وابدأ بنفسك يا صاحبي.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email