جسور المحبة

طلبا مساعدته لطلاقهما فأعادهما لبيت الزوجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دور إنساني بامتياز قام به المحامي سعود بالحاج، يتمثل في الإصلاح بين زوجين متخاصمين، حضرا إلى مكتبه لإبرام عقود تسوية بينهما، لتصفية أمورهما المالية، بعد أن أُنهي زواجهما الذي دام أكثر من 9 سنوات بالطلاق.

المحامي بالحاج أكد أن جهد الإصلاح الذي يؤديه يأتي في إطار الحرص على ترسيخ ثقافة «التسامح» في المجتمع عبر بناء جسور المحبة والتواصل بين كل فئاته، وأن يسود المجتمع الوئام والأمان، وذلك تماشياً مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون عام 2019 في دولة الإمارات «عاماً للتسامح»، ما يعد امتداداً «لعام زايد» ونهجه في ترسيخ قيمة التسامح.

وتفصيلاً، فقد اتفق الزوجان في يوم الواقعة على التوجه إلى قسم عقود الزواج في دائرة القضاء أبوظبي، لإنجاز كل الإجراءات المتعلقة بمعاملة الطلاق، وفور إثباتهما للعقد توجها سوياً إلى مكتب المحامي سعود بالحاج لكتابة عقد آخر لتسوية وتصفية أمورهما المالية، وذلك لكونهما قد اشتركا بمالهما الخاص في إنشاء 3 مشاريع تجارية.

عقود

وأثناء إجراءات صياغة نصوص عقود التسوية في مكتب المحامي، بدأ كلام حاد بين الزوجين، نتيجة عدم اتفاقهما على نسب وحصص كل منهما في المشاريع القائمة بينهما، لتشتد الخلافات وتتعمق بينهما، ولتتعالى أصواتهما داخل مكتب المحامي، حينها سمح المحامي سعود بالحاج لنفسه بالتدخل في شؤونهما، في محاولة جادة للإصلاح بينهما.

وبسؤاله للزوجين حول الأسباب التي أدت إلى وصول العلاقة الزوجية بينهما إلى هذا الحد، أشار الزوج إلى وجود خلافات عديدة، اتسعت بينهما مع مرور الوقت، مرجعاً سببها إلى انشغال كل منهما بأعماله الخاصة، بعيداً عن أجواء الأسرة، فالزوج يعمل في مهنة حكومية وكذلك الزوجة. وأوضح أن زوجته فور عودتها إلى منزل الزوجية من العمل، تشرع في التواصل مع زملائهما في العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متناسية دورها كزوجة يتوجب عليها أن تراعي وتهتم بزوجها وأسرتها.

قيم

قام المحامي سعود بالحاج بتذكير الزوجين بأساسيات وقيم العلاقة الزوجية، مضيفاً أنه «لا تكاد تخلو حياة زوجية من مشكلات، وهذا الأمر طبيعي وليس مستغرباً، فعند اختلاف التجارب والأنماط الفكرية في التحليل والاستنتاج، من المسلم به في هذه الحالة أن تنشأ بعض الخلافات»، موضحاً أن هذا الخلاف هو عامل قوة في الحياة الزوجية وليس ضعفاً، كما يظن البعض، لأن هذا الخلاف من المفترض أن يتحول إلى أرضية خصبة وصالحة لبدء نقاش بنّاء وفعّال بين الزوجين.

وبعد مناقشات وتداولات للخلافات العالقة بين الزوجين، استمرت قرابة الساعتين، اقتنع الزوجان بالنصائح والمبررات التي ساقها لهما المحامي، مع تعهد الزوجة بتوفير وقت أكبر لزوجها وأسرتها فور عودتها من العمل، ليتراجع الزوجان عن اتخاذ قرارهما بإنهاء العلاقة الزوجية، وليتصالحا معاً.

حينها قرر الزوجان العودة مرة أخرى إلى قسم عقود الزواج لإتمام معاملة رد الزوجة إلى عصمة الزوج، وليتوجها سوياً بعدها إلى أحد مكاتب الحج والعمرة، لحجز رحلة سفر إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة، بحسب ما نصحهما المحامي سعود بالحاج، لتكون بداية لعلاقة زوجية محمودة وجديدة.

Email