مراقبة الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث عن المراقبة يتضمن قضايا متعددة:

أولها: في بيان حقيقة المراقبة.

والثاني: في منزلتها.

والثالث: في ذكر بعض ما ورد في هذا الباب في الكتاب والسنة.

أما حقيقتها أي معناها كما قال الحافظ ابن القيم، رحمه الله، بأنها: «دوام علم العبد وتيقنهُ باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه، فاستدامتنا لهذا العلم هو المراقبة.

المراقبة أيها الإخوة؛ أساس الأعمال القلبية كلها، وهي عمودها الذي لا تقوم الأعمال القلبية إلا بها، وقد جمع النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة في الحديث السابق في الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه» فهذا جامع لمقام الإسلام والإيمان والإحسان، «فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

ومن أهل العلم من يقول: «إنها مرتبة واحدة، أن تستشعر هذا المعنى أن تعبد الله كأنك تراه، وعليك أن تعلم أنك إن لم تكن تراه فإن الله يراك فهي مرتبة واحدة».

ومن أهل العلم من يقول هما مرتبتان:

الأولى: أن تعبده كأنك تراه، وهي الأعلى، فإذا لم يستطع العبد أن يحصل ذلك فإنه ينحط إلى المرتبة التي بعدها من مرتبتي الإحسان، وهو أن يستشعر أن الله يراه، وهذا هو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله.

ثالثاً: مما ورد من الآيات والأحاديث في هذا كثيرة؛ فالله جل جلاله يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ). «سورة آل عمران: 5». الرجل الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ما الذي جعله يكون بهذه المثابة؟ هو مراقبة الله، الناس لا يرونه.

* واعظ ديني في وزارة الداخلية

Email