كايد الشحي.. علاقة إنسانية بالمرضى ومهمة الإنقاذ تحقيق للذات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعمل مسعفاً ومنقذاً وسائق سيارة إسعاف منذ 17 سنة في مديرية الطوارئ والسلامة العامة بشرطة أبوظبي، ويتميز بعلاقته الإنسانية بالعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة من كبار السن، حتى أصبح أحفظ بعض أرقام المرضى الذين يداومون على طلب سيارة الإسعاف بشكل متواصل، وتكونت لديه معرفة بتفاصيل أمراضهم، كايد إبراهيم الشحي يؤكد أن علاقة المسعف بالمريض يجب أن تكون إنسانية بالدرجة الأولى لأن عمل المسعف يرتكز على صفات نبيلة منها التضحية والإيثار، وأنه يشعر بتحقيق ذاته بتأدية عمله خاصة عندما يساعد في إنقاذ أشخاص ويقوم بواجبه في مساعدة الآخرين خلال الحوادث.

كايد اختار مهنة المسعف والمنقذ لأسباب عديدة، فقد كان يريد كسر حاجز الخوف عندما يرى الدماء أو الحوادث أو المصابين منذ صغره، حيث سبق أن أغمي عليه وهو في سن 16 سنة لرؤيته دم شخص مجروح، لذلك قرر أن يتحدى خوفه ورعبه وأن يلتحق بهذه المهنة الصعبة والمليئة بالتحديات والمخاطر.

دورات

ويؤكد أن الإدارة تحرص على إلحاق المنتسبين بدورات متخصصة في هذه المجالات بحيث يتمكن المنتسب من أداء هذه المهام في الحالات الطارئة وفي أي وقت.

ويعود كايد ليؤكد أنه بالرغم من صعوبة هذا العمل الذي لا يخلو من المآسي والأحزان نتيجة وقوع ضحايا وإصابات في حوادث مختلفة يتعامل معها المسعف يوميا إلا أن العديد من المواقف الطريفة والغريبة أيضا قد تحدث من خلال الجمهور أو المبلغ عن الحادث والتي تدعو إلى الدهشة لأنها تؤكد أن العديد من الأشخاص لا يدركون ماهية ودور سيارة الإسعاف وما هو عملها الرئيسي وأهميتها.

ويصف لنا كايد أحد المواقف الطريفة التي مر بها خلال سنوات عمله في الإنقاذ والإسعاف فيقول: وردنا اتصال من شخص يدعي أن حالته خطرة ويطلب سيارة الإسعاف، وبما أننا نتعامل مع كل البلاغات بجدية وجاهزية عالية فقد تحركنا على الفور، متحدين صعاب الطريق من قطع للإشارات المرورية ومحاولة تفادي المخاطر للوصول للمبلغ في وقت قياسي، وعندما وصلنا وأجرينا الفحوصات اللازمة للمبلغ وجدنا أنه لا يعاني من أي شيء، وكانت المفاجأة الأكبر عندما بلغنا انه اتصل للحصول على إجازة مرضية.

يرى الشحي أن هذه النوعية من المبلغين يعيق عمل الإسعاف لأنه يعرض طاقم سيارة الإسعاف للخطر في محاولة الوصول إلى الحالة في وقت قياسي ليكتشف أن الحالة لا تستدعي سيارة إسعاف مثل حالات يجد فيها المسعف أن المبلغ يعاني من آلام في الأسنان.

حالات

وحول طبيعة العمل في رمضان، يوضح كايد الشحي أن لهذا الشهر طبيعة خاصة حيث يصنف إلى نوعين من الحالات التي يتم التعامل معها أولها الحالات المرضية والتي تكثر في فترة الصباح خلال الصيام وهي التي يعاني أصحابها من أمراض مزمنة مثل السكري والضغط وغيرهما وبسبب الصيام قد يتعرضون لمخاطر تستدعي خدمات الإسعاف. أما النوع الثاني من الحالات التي تستدعى فيها سيارات الإسعاف فيقول كايد إنها حوادث المركبات وبشكل خاص قبيل الإفطار، وغالباً ما تكون هذه الحوادث سببها السرعة لرغبة السائق في الوصول إلى الجهة المحددة قبل وقت الإفطار، أو أن يكون مرتكب الحادث يعاني من مرض مزمن مثل السكر.

Email