حبه لعمل الخير حال دون إفطاره في منزله 7 سنوات

خالد بن تميم يرسم 1.000.000 فرحة على وجوه الصائمين في 30 يوماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقولون «رب صدفة خير من ألف ميعاد»، تنطبق هذه المقولة تماماً مع بطل قصتنا، خالد بن تميم، الذي قادته الأقدار إلى التطوع، فغيرت مجرى حياته.

المكان: جمعية الإحسان الخيرية، الزمان: منذ 12 عاماً، الهدف: توزيع وجبات على الأسر المتعففة، وقتها اصطف، كما المتطوعين، يرسم بسمة على وجوه المحتاجين، ومن دون تردد وضع الوجبات في سيارته الجديدة، التي اشتراها منذ يومين من ذلك الحدث، ويجوب الإمارات لتوزيعها على الأسر المحتاجة، ومنذ ذلك اليوم زرعت بداخله بذرة التطوع التي أخذت تكبر يوماً فيوماً، حتى صارت شجرة يانعة تؤتي بثمارها كل حين، هذه الثمرات تمثلت في مؤسسة «سوشل هب» المتخصصة في أعمال الخير والتشجيع على التطوع بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، حيث أطلق منذ إنشائها قبل عام ونصف العام أكثر من 20 فعالية إنسانية مجتمعية.

مليون وجبة

أينما تولي وجهك نحو الأسر المتعففة تجده حاضراً، وحينما ترى الأطفال يبتهجون بملابسهم الجديدة تعرف أنه وراء ذلك، أو أن تجد بيوتاً زاهية بألوان الحياة تراه ممسكاً بفرشاة يعيد ترميمها، فابن تميم انتهج العمل التطوعي، وأصبح شغله الشاغل، فهو لم يفطر في منزله منذ 7 سنوات، فقد اعتاد توزيع الطعام في رمضان، فهو رئيس اللجنة المنظمة لحملة «رمضان أمان» داخل الدولة وخارجها، حيث إنها تشمل 6 بلدان، هي السعودية والكويت والبحرين وعمان والأردن والبوسنة، ففرحته الحقيقية يشعر بها حينما يحصل على أجر إفطار صائم، حيث ترتكز فكرة الحملة على توزيع وجبة الإفطار عند إشارات المرور قبل أذان المغرب بنحو 10 دقائق، للحد من السرعة وتفادي حوادث السير، مفيداً أن الحملة توزع خلال شهر رمضان مليون وجبة إفطار.

وهذا العام وضمن حملة رمضان أمان، قام المتطوعون أيضاً بتوزيع وجبات سحور قبل أذان الفجر، لأنه تم رصد وقوع مخالفات مرورية بسبب السرعة الزائدة، نظراً إلى أن البعض يرغب في الذهاب إلى المنزل سريعاً في ذلك الوقت لتناول المياه ووجبة السحور.

برفقة الدخل المحدود

يكرس بن تميم وقته لصناعة مبادرات وابتكار أعمال إنسانية تخدم الناس والمجتمع، فتحت مظلة مؤسسته قام بالعديد من المشاريع الخيرية، منها «رمم» التي قام خلالها بصبغ جدران منازل أصحاب الدخل المحدود، بمساعدة عدد كبير من المتطوعين ورواد التواصل الاجتماعي.

يقول بن تميم: صنعنا أجواء حماسية، فكان الجميع يعمل بروح الفريق، حتى أصحاب المنازل أمسكوا معنا المعدات لمساعدتنا في إنهاء العمل، وأذكر أن أحد أفراد الأسر التي كنا نهتم بمنزلها، كان يرغب في لقاء أحد رواد التواصل الاجتماعي، وحرصت على أن أجعله يحضر تلك المبادرة كمتطوع، وحينما قابله ذلك الشاب شعر بفرحة كبيرة، وأخذ يتحدث معه عن مدى إعجابه به، وذلك بالطبع أثناء العمل، وقد أعربت الأسر المستفيدة عن امتنانها الكبير لكل من شارك في هذه المبادرة، وثمنت سعيهم بشكل تطوعي لإنجاز مهام الصيانة والترميم لمنازلهم.

دقائق من العطاء

«البيان» كانت حاضره مع بن تميم مبادرة «عطاؤك صحة» بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بهدف زيادة وعي أفراد المجتمع بأهمية اتباع نمط حياة صحي وفوائد ممارسة النشاطات البدنية وعلاقتهما بالحد من أخطار الأمراض المزمنة.

حيث تدمج المبادرة بين مفهومي العطاء والوعي الصحي لتعزيز أهمية ممارسة النشاط البدني واتباع أنماط الحياة الصحية، فيقوم الموظف بتجهيز العصائر الطبيعية، وتوزيعها على زملائه والأسر المتعففة، أما مبادرة الكساء فكان الهدف منها تجميع الملابس وإعادة ترتيبها وتوزيعها من جديد على المحتاجين.

«دقائق العطاء» هي مبادرة تم تنظيمها من أجل الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية، الذين يرغبون في التطوع، ولكن لا يملكون الوقت خارج ساعات الدوام، لذلك جاءت المبادرة إلى مكاتبهم ليقوموا بتعبئة العلب بشكل أنيق، ووضع رسالة بداخلها لأصحاب الأسر، فكل موظف كتب عبارة يعبر فيها عن مدى امتنانه وسعادته لأنه استطاع بطريقة بسيطة إدخال الفرحة في قلب غيره.

عمل وطني

«العطاء سعادة» هكذا يصف بن تميم حياته التي يرغب في أن تكون دائماً سعيدة، لذلك يسعى بكل الطرق إلى تقديم العطاء في مختلف المجالات، معتبراً أن كل فاعل خير قبل أن يقوم بمساعده غيره، فهو في الأصل يساعد نفسه ويحررها من الأنانية ويجعل من ذاته شخصية محبة للخير، فهو يحاول دائماً تشجيع الشباب على التطوع بأفضل صوره، واعتباره عملاً إنسانياً ووطنياً لخدمة بلدهم وأبناء مجتمعهم.

20

تعد مبادرة «رمضان أمان» التي يقودها بن تميم أكبر حملة تطوعية على مستوى العالم العربي، إذ تضم أكثر من 20 ألف متطوع.

Email