«الرفقة الطيبة» 80غصناً تؤتي أكلها عطاء منذ 20عاماً

فوزية الجنيبي تروي شجرة العائلة بينابيع الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادي تكفكف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء أناس أضاؤوا شعلة الأمل، وأعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

حينما يكون عمل الخير عدوى حميدة يتوارثها الأجيال، بداية من الأجداد إلى الأحفاد، عندما يكون التجمع في بيت العائلة، لمناقشة المبادرات الخيرية التي من المفترض القيام بها وليس لمشاهدة التلفاز وتناول البوب كورن، حينما يكون الهم الأكبر هو مساعدة الناس بطريقة تحفظ كرامتهم، يكون الحديث بلا شك عن فريق «الرفقة الطيبة» الذي أسسته فوزية الجنيبي قبل 20 عاماً، المكون من أفراد العائلة الواحدة، وهو فريق خيري غير ربحي يعتمد على المساهمات بالفائض من الملابس المستخدمة والأحذية والحقائب والألعاب والأغطية، ويتم إيصالها على شكل هدية مغلفة بطريقة أنيقة حتى لا تشعر العائلات بنوع من الإحراج أو الخجل أثناء تسلمهم المساعدات.

 

إحساس بالمسؤولية

تعودت فوزية الجنيبي منذ أن كانت طفلة في بيت عائلتها، على جرد ملابسها وانتقاء البعض منها لمساعدة الأسر المتعففة، وقتها كانت تفكر في شعور تلك الأسر والمساعدات تقدم لها في أكياس سوداء، كيف سيكون شعور الأم والطفل وقتها، هل يشعرون بالفرح أم الإهانة، كبرت فوزية وكبر معها إحساسها بالمسؤولية، لتبدأ بعدها في تغليف أي مساعدات تقوم بها هي وعائلتها على شكل هدية جميلة، وبالفعل لاحظت مدى فرحة تلك الأسر بهذه الهدايا، فلمحت السعادة في عيونهم والرضا في قلوبهم. الأقارب أعجبوا بما تقوم به فوزية وعائلتها الصغيرة، ليتشاركوا معهم في تلك المساعدات، ويبدأ تكوين الفريق الذي تم تأسيسه عام 1995 وفي العام 2004 عملوا بشكل منظم أكثر، ومن ثم قاموا بتصميم شعار خاص بالمشروع وإطلاق اسم «الرفقة الطيبة» على الفريق لأنهم بالفعل رفقة اجتمعت من أجل الخير.

وتقول الجنيبي إلى أنها تسعى جاهدة لإضفاء البسمة على وجوه المحتاجين، لذلك تحاول إطلاق مبادرات تحقق ذلك، منها مبادرة «لمسة وفاء» التي تم تخصيصها لأجل عمال النظافة، تلك الفئة التي تعمل في صمت في جميع الأوقات دون كلل أو ملل، أرادوا أن يعبروا لهم عن امتنانهم بطريقة راقية. تقول الجنيبي شجرة العائلة متفرعة، ولكننا جميعا نرتوي من عمل الخير، فمن الجميل أن تزرع في أولادك وأحفادك، معنى العطاء، وقيمته على المجتمع، فقد حرصت قيادتنا الرشيدة على مسيرة الخير ومساندة المحتاجين داخل الدولة وخارجها، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو رمز خالد للعطاء والعمل الإنساني في الإمارات والعالم.

 

أسرة الخير

لكل فرد في العائلة دور يقوم به، حتى الأطفال الصغار، وذلك لزرع حب الخير بداخلهم، تقول بدور الجنيبي: أنا من الجيل الثاني في العائلة، أمي علمتني حب الخير، فقد رافقتها منذ صغري في المبادرات الخيرية، كنت أراها وهي تسهر ليلاً لتدرس الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى المساعدة، وأرى دموعها التي كانت تداريها أثناء عملها التطوعي، لمست مدى التغير الإيجابي الذي تفعله أمي لغيرها، والأمل والسعادة والحب وهي تنثره على من حولها، فقد جعلت منا أسرة محبه لعمل الخير، الذي أصبح على قائمة أولوياتنا، فلا يمكن أن يمر تجمع عائلي دون أن نطرح خلاله مبادرة جديدة ترغب في تقديمها.

 

صندوق المرح

إلى ذلك، يشعر سعيد الجنيبي بسعادة بالغة لأنه أحد أفراد فريق «الرفقة الطيبة» التي تجمعت معاً من أجل تقديم الخير الذي تتعدد أبوابه، فمن يزرع شجرة في الطريق، كمن يزرع الخير كله، لأن المقصود هو البحث عن مرضات الله عز وجل. يقول سعيد: فوزية قربت بين أوصال العائلة الكبيرة، فأصبحنا نتقابل كثيراً، ونضع خططاً لمبادرات سنوية نقوم بها ومنها، صندوق المرح، هديتي، «حقائبنا متشابهة» لطلاب المدارس، السلة الرمضانية، وغيرها من المبادرات التي أثرت بشكل إيجابي في المجتمع.

 

200

يتكون الفريق من 80 فرداً من العائلة الواحدة، ولديهم تواصل مع أكثر من 200 أسرة من الأسر المتعفّفة، ضمن كشوفات خاصة يتم تحديثها سنوياً.

Email