24 ساعة تصنع فرح العمال في «بيت النوخذه»

عيسى الدرمكي.. ورود أمل في بستان العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادي تكفكف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء أناس أضاؤوا شعلة الأمل، وأعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

ترقرقت دموعه وهو يروي لنا قصة طباخ يعمل لديه في مطعمه، توفي والده بشكل مفاجئ، وكانت ظروفه لا تسمح بالعودة إلى وطنه، وحالته كانت صعبة، فهو الابن الوحيد ومعيل الأسرة.

وقتها حاول رجل الأعمال حسين عيسى الدرمكي مساعدته، وتكفل بمصاريف جنازة والده، ورافقه في السفر إلى ولاية كيرلا حتى يطمئن عليه، فهو يرى أن مساعدة كل شخص محتاج هو أمر واجب، وهذا ما تعلمه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن تعطي دون أن تنتظر مقابلاً، فالعمل الإنساني والخيري في الإمارات نابع من الدين والتراث والتقاليد والأخلاق التي تربى عليها المجتمع.

 

فقرات متنوعة

استقبل الدرمكي العمال أمام مطعمه «بيت النوخذه» في مدينة كلباء بحفاوة شديدة، هو وابنته الصغيرة التي كانت تمسك بسلة من الورود، تهديها للعمال عند وصولهم، فقد أرادت أن يصنع لهم يوماً مميزاً ويعبر لهم عن امتنانه ويقول لهم شكراً بطريقته الخاصة، وذلك بالتعاون مع دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، فكان جدول الترفيه مليئاً بالكثير من الفقرات المتنوعة، التي بدأت بالغذاء المفتوح ليدور حديث من القلب للقلب، ليمسك بعدها الدرمكي بصافرة انطلاق الألعاب الترفيهية، التي تنوعت بين المسابقات، وشد الحبل ولعبة الكراسي وصحن الماء الذي من المفترض أن يحملونه من مكان لأخر دون أن يقع، لتتعالى الضحكات، وليعلن أحد العمال بطريقة عفوية، أن هذا اليوم هو أجمل يوم في حياته، ويقوم باحتضان الدرمكي كنوع من التقدير.

 

 

 

 

تقدير معنوي

يقول الدرمكي: القيادة الرشيدة في دولة الإمارات توفر جميع سبل الراحة للعمال، وتهتم كثيراً بهذه الفئة، ولكن هذا لا يمنع أن نعبر لهم بطريقتنا الخاصة عن اهتمامنا بهم، وتقديرنا لمجهوداتهم، فهم جزء من المجتمع، والسعادة التي لمستها اليوم منهم، لا تقدر بأي ثمن، فالعامل أو الموظف يأتي من بلده وهو يحمل على عاتقه الكثير من مسؤوليات الحياة، لذلك يجب علينا أن نشعرهم بأننا نقدر عملهم، ونخلق لهم السعادة، لأنك حينما تكافئ العامل ولو بكلمة بسيطة، سيقدم لك إنتاجاً مذهلاً في العمل.

ويضيف: الإمارات بلد الخير، وقد ترعرعنا على العمل التطوعي ومساعدة الغير، فالخير لا ينضح إلا بالخير، وهذا ما تعلمناه من شيوخنا الكرام. من ناحية أخرى ترى سمية الشامسي منسق عام الرحلة من دائرة الخدمات الاجتماعية أنه من الجميل أن يكون هناك اهتمام بهذه الطبقة الكادحة من العمال، التي تحتاج إلينا مثلما نحن في حاجة إليها، وفي الإمارات -على حد قولها- العامل يجد حقه قبل أن يجف عرقه، فهو مصان في صحته الجسدية والنفسية، وقد سنت التشريعات والقوانين بحق العمال، إيماناً من الدولة أن الاهتمام بالعمال، والعناية بحقوقهم، هو جزء لا يتجزأ من فكر الحكومة، لذلك أردنا من خلال هذه الرحلة أن نجعلهم يقضوا يوماً مميزاً لا ينسى.

 

عيال زايد

علاقة الدرمكي بالعاملين معه علاقة خاصة جداً، فقد تكفل بزواج ابنة موظف يعمل لديه، منذ 17 عاماً، وعاصر معه الأوقات المرة والحلوة التي مر بها خلال عمله، لذلك أراد أن يكافئه بطريقته الخاصة، فسافر إلى الهند وهناك تفاجأ به ذلك الموظف وزوجته حيث نزلت دموع الفرحة من أعينهما.

يقول الدرمكي: أجمل عبارة سمعتها حينما وصلت إلى العرس، «هكذا هم عيال زايد» الأمر الذي أسعدني كثيراً، فنحن نسير على نهجه، فهو فارس العطاء والعمل الإنساني الذي حث على البذل والعطاء ولعب دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها، إضافة إلى تقديمه المساعدات الإنسانية والإغاثية لجميع المحتاجين بغض النظر عن الجنس والعرق والدين، فكل ما فعله شكل دافعاً وحافزاً للأفراد والمؤسسات للبذل والعطاء من خلال مساعدة كل إنسان محتاج ومتضرر في العالم تخفيفاً عنه وتضامناً معه، فأياديه البيضاء امتدت لكل مكان.

 

عائلة

يحرص الدرمكي على مشاركة أولاده معه في الأعمال التطوعية، مطلقاً على زوجته مسمى «الجندي المجهول» التي تقف وراء الكواليس، وتحث العائلة على البذل والعطاء لخدمة المجتمع.

Email