20 صياداً يكتبون قصص تطوّعهم على سطح الماء

«دبي للغوص التطوّعي»أمل بيئي في أعماق البحار

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادي تكفكف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء أناس أضاؤوا شعلة الأمل، وأعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

بث الأمل لا يكون في البر فقط، وإنما هناك من يغوصون تحت الأعماق لحماية البيئة وتنظيفها، 20 غواصاً توحّدت جهودهم لإزالة المواد الضارة بالبيئة البحرية، فقد عاهدوا أنفسهم حينما ذهبوا للصيد ووجدوا مكاناً مدمراً بيئياً والأسماك فيه ميتة وكأنها مقبرة، على الحفاظ على البيئة، ليشكلوا فريقاً مهمته استكشاف مواقع الصيد والغوص، لتنظيفها وتوثيق حالتها، فالفريق سنوياً يقوم بمسح وتنظيف 50 موقع صيد وغوص في إمارة دبي، بالإضافة إلى المواقع الأخرى، حيث هناك خطة عمل سنوية يقومون بها على أكمل وجه.

مهمة الغوص

«البيان» رافقتهم في إحدى رحلات المعاينة، التي تم خلالها تقسيم الأدوار بين المسؤول عن انتشال المخلفات والآخر الذي يمسك بالحبال، والزميل المرافق للمجموعة في الغوص، ليبدأ الجميع بترتيب المعدات داخل القارب، وارتداء بدل الغوص استعداداً للمهمة، التي قاموا خلالها بتنظيف القاع والمخلفات وتقطيعها ووضعها في أكياس ومن ثم رميها في سلة المهملات.

يقول مدرب الغوص مؤسس الفريق عبدالله محسن علي: «أسسنا الفريق عام 1995 وبدأنا نشاطنا بشكل أكبر عام 1998 وهدفنا نشر ثقافة التطوع بين الغواصين والصيادين، والمحافظة على الموارد الطبيعية كالثروة السمكية، ونظافة وسلامة مياه البحر من المخلفات البيئية، وذلك من خلال طرح مبادرات بيئية، والمشاركة في الفعاليات البيئية كحملات التنظيف التي تنظمها الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية للأجيال القادمة ومساعدة الآخرين، والبحث عن المخلفات المضرة بالحياة البحرية وانتشالها».

فعاليات بيئية

يضم الفريق غواصين من عدة جنسيات معظمهم من مواطني الدولة ذكوراً وإناثاً، ويمتلك -كما يؤكد عبدالله- معظم الإمكانات والمعدات اللازمة للتطوع سواءً في الإنقاذ والبحث والانتشال أو المشاركة في الفعاليات البيئية داخل الدولة وخارجها، وتستغرق رحلة التنظيف يوماً واحداً أو عدة أيام ولم يصادفهم أية خطورة من الكائنات البحرية وأكثر ما يحتاطون منه هو الشباك، حيث يجب على الغواص ألا يقف تحت الشباك حتى لا تقع فوقه وتجرّه إلى القاع، فيجب أخذ كافة التدابير والاحتياطات، ومعرفة العمق الذي سينزل إليه الغواص وحجم الشباك، وأن يدرك تماماً المخاطر التي قد تواجهه ويستوعبها جيداً، ويتصرف مع هذه المخاطر بشيء من الهدوء والتأكد من سلامة الجسم.

بين الإيجابية والأمل

فريق دبي للغوص التطوعي مستعد لتنظيف أي منطقة بحرية، للتخلص من أي نفايات، كي تستعيد المنطقة حيويتها من جديد، وأيضاً كي تعود كما كانت مناطق جذب لكائنات كثيرة، فقد جمع الفريق حبّ البحر، وحرصهم على نظافته، ولن يتوانوا ولو للحظة واحدة عن القيام بهذه المهام، فهم يستهدفون المشاركة في الحملات البيئية في الإمارات وجعل مواقع الغوص خالية من شباك الصيد والقراقير التالفة والحبال.

يشير عبدالله إلى أن رياضة الغوص تمنح الإيجابية والأمل في أصعب المواقف، والعمل التطوعي يجعل الإنسان يعيش السعادة، لكن من منظور آخر وهو العطاء، والبيئة البحرية في حاجة لمن يهتم بها للحفاظ عليها وعلى الثروات الطبيعية والسمكية، فالتطوع -كما يصفه عبدالله- يساعد الأفراد على اكتشاف إمكانياتهم وإطلاق طاقاتهم واستثمار وقتهم بصورة مفيدة من خلال المشاركة في أنشطة تسهم في إحداث فرق إيجابي في مجتمعاتهم، ويعكس جوهر الإنسان بعطائه وإنجازاته وروحه المفعمة بحب الخير ونفع الناس، ويحرك مختلف أحاسيسنا، ولا يقتصر حب العطاء على التبرع بالمال، وإنما يفتح التطوع قلوبنا وعقولنا إلى احتمالات لا نهاية لها من التحول الإيجابي.

نصيحة

وجّه عبدالله محسن علي نصيحة لمرتادي البحار بضرورة وضع سلة مهملات في القارب، ورسالة إلى الصيادين بأنه إذا علقت حبال صيد في القاع عليكم بالتواصل مع الفريق لانتشال هذه الشباك.

Email