تعليم.. ترفيه.. تطوع وبهجة

«شباب الأهلي دبي»..180 دقـــيقة ترسم الابتسامة على وجوه 40 يتيماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادي تكفف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء.. إماراتيون أضاؤوا شعلة الأمل، أعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

لا يوجد أجمل من أن ترى ابتسامة طفل نابعة من قلبه، وتتضاعف الفرحة حين يكون ذلك الطفل يتيماً، لأنك استطعت منحه لحظات سعادة.. هذا ما قام به «نادي شباب الأهلي دبي»، من خلال تنظيم فعالية استمرت 3 ساعات، لـ 40 يتيماً من المنتسبين للنادي، وبعض المشاركين، فكانت الأجواء حماسية إلى حد كبير.

ففور انطلاق صافرة الحكم بدأت المباراة بين الأطفال وأعضاء النادي، وتم تسجيل عدد كبير من أهداف الضحك والتعاون التي كانت تسود الأجواء، حيث كانت هناك العديد من الفقرات التي تنتظر الأطفال لقضاء وقت لا ينسى.

بعد تراثي

يؤكد محمد إبراهيم عضو فريق الخدمة المجتمعية في النادي أنهم يحاولون تقديم مبادرات إنسانية طوال العام، فالعمل التطوعي يعزز القيم، ويُعوِّد الأبناء على أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار في كل أعمالهم وقراراتهم.

كما أنه يكون الدافع إلى الإبداع والإخلاص في العمل وإسعاد الآخرين، وقد خصص إبراهيم نصيباً وافراً من الفعاليات التعليمية المتنوعة التي تروقهم وترضي شغفهم وتربطهم بتاريخ الأجداد، من خلال باقة من الأسئلة التي تركز على الجانب التراثي الوطني، تعطي للأولاد رسائل في حب الوطن بطريقة ممتعة. وحضر الفعالية موسى عباس، مدير الأكاديمية لكرة القدم.

وكل من الفنان الإماراتي عبدالله بوعابد، والفنان عبدالله الجفالي، ومجموعة من المدربين والعاملين في النادي، ونخبة من المتطوعين المنتسبين لقسم الخدمة المجتمعية، ليصنعوا أجواء من البهجة يهدونها للأطفال.

ألعاب وترفيه

أمسك محمد إبراهيم الميكروفون لتبدأ الفقرات المتنوعة فشملت ألعاباً عدة منها كرة القدم وشد الحبل ولعبة الكراسي وتجميع عدد أكبر من الكرات، حيث تم تقسيم الأولاد بين فريق بوعابد والجفالي، ليصبح التنافس على أعلى درجاته، ويفوز في نهاية الأمر فريق بوعابد بعدما تم احتساب عدد الكرات الذي قام الفريقان بجمعها، ليقوم بعدها بتجميع الأولاد حوله ويغني ويرقص بصحبتهم احتفالاً بالفوز.

ويشير بوعابد إلى أن أسعد لحظاته يقضيها برفقه الأطفال فهم نواة المستقبل، فقد اعتاد المشاركة في الأعمال الخيرية، وقرر منذ سنوات طويلة أن يقضي جزءاً من وقته في المشاركات الإنسانية، التي تجعله يشعر- على حد قوله - بسعادة بالغة وراحة نفسية، فهو يرسم السعادة على وجوه الأطفال إضافة إلى تقديم المعلومات المهمة لتصل إليهم بمنتهى البساطة والسلاسة، فكان يتحدث معهم وكأنه واحد منهم.

رقم قياسي

الجفالي بدوره أشاع الفرحة وسط الأولاد؛ فكان يجري وراءهم لتتعالى أصوات ضحكاتهم، منوهاً إلى أنه من الجميل أن يسعى الإنسان لتقديم الخير، ولو بكلمة بسيطة أو قضاء بعض الوقت مع أناس هم في حاجة إليك، ففي كل مكان تستطيع أن تقوم بعمل خيري، شرط أن يكون نابعاً من قلبك، فليس هناك أجمل من مشاركة غيرك لحظات من السعادة، فأنت بذلك تعطي له أملاً جديداً، وتمد نفسك بتجربة ستغيرك للأفضل بلا شك.

ويضيف: اليوم وجوه الأطفال مليئة بالفرح ونحن أيضاً سعدنا كثيراً لقضائنا وقتاً جميلاً بصحبتهم، وأنا معتاد على المشاركة في تلك المبادرات الإنسانية، التي هي جزء من نسيج المجتمع الإماراتي.

مشيراً إلى أن الدولة سباقة دائماً إلى عمل الخير وتقديم المساعدات، فقد استطاعت خلال السنوات الماضية أن تسجل رقماً قياسياً في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لمواجهة الكوارث بمختلف أنحاء العالم من دون تمييز على أساس عرق أو لون أو عقيدة أو جنسية.

سعادة غامرة

استمرت الفعالية أكثر من 3 ساعات، ليمر الوقت والأطفال يلعبون، وعبر عدد منهم عن سعادتهم، فقال أحمد: أحب كرة القدم كثيراً، وأتمنى أن أصبح لاعباً مشهوراً على غرار ميسي، بينما عبرت موزة عن سعادتها خصوصاً حينما لعبت بصبحه بوعابد والجفالي، أما خليل فأكد أنه لن ينسى هذا اليوم أبداً.

وهو معتاد دائماً من النادي على مثل تلك الفعاليات المتنوعة. من ناحية أخرى أكد محمد إبراهيم أن الإمارات تثبت يوماً بعد يوم أنها رائدة في المجال الإنساني والتطوعي، وبث روح السعادة والتفاؤل بين الجميع واحترام القانون وحب الغير وتقديم المساعدة من دون مقابل.

تكريم

تم خلال الفعالية تكريم 40 يتيماً، وتوزيع الهدايا التذكارية والألعاب عليهم، والتقاط صور جماعية للفريق، وانطلق كل واحد منهم وفي قلبه فرحة وأمل أن يقيم النادي مثل هذه الفعاليات التي تدخل البهجة على كل قلب.

 

Email