«كرسي الأمل» معها أينما حلت وتستمد منه الإيجابية والتفاؤل

منى الحداد تعلو بمواهب أصحـاب الهمم قمم المجوهرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادي تكفكف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء...إماراتيون أضاؤوا شعلة الأمل، أعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشرت مصممة المجوهرات منى الحداد، إعلاناً عن رغبتها في اكتشاف مصممي مجوهرات إماراتيين من أصحاب الهمم، لتأتي لها العديد من الطلبات مصحوبة برسومات مختلفة عن أعمالهم، لتقع في حيرة الاختيار بين تلك المواهب، فقررت في نهاية المطاف اختيار ظاهر المهيري وريم القايدي لتبدأ معهما رحلة عملية على أرض الواقع، فهي مؤمنة بقدرات أصحاب الهمم ومواهبهم المتعددة، التي تحتاج فقط للاهتمام لكي تظهر بالشكل المطلوب، فقد أرادت الحداد احتضانهم وتعليمهم مهنة يعبرون بها إلى المستقبل، خاصة أن الإمارات تعد من أولى الدول التي تقدر فئة أصحاب الهمم وتعمل على تعزيز البيئة الملائمة لهم، لبناء مجتمع دامج وخالٍ من الحواجز والعقبات.

أول قطعة

جذبت حداد الرسمة التي أرسلها المهيري في المسابقة، التي كانت عبارة عن عجلة الكرسي المتحرك، الذي يجلس عليه والتي تمثل بالنسبة له عجلة الحياة التي تدور وتعطي الأمل في غدٍ أفضل، فالعجلة تدور وتمنحنا الاستمرارية والتفاؤل، وقد تم إنتاج هذه القطعة بالفعل بعدة ألوان مصنوعة من الفضة والألماس، أما القايدي فأول تصميم لها كان عبارة عن أسوار مطعمه بحجر التوباز ومكتوب عليها عيد ميلاد أختها التي تحبها كثيراً، لأنها هي من تعتني بها وتدعمها، وقد لاقت قطعهما إقبالاً كبيراً من الزبائن حينما عرضتها الحداد في البوتيك الخاص بها، ليقوما بعدها بتصميم عدة قطع أخرى جمعت بين الإبداع والرقي، ويطلق كل واحد فيهما خطاً لتصميم المجوهرات خاص به، ويضعان لهما بصمة خاصة في عالم التصميم، حيث يستوحيان قطعهم من الطبيعة والأشياء الموجودة حولهم.

دمج مجتمعي

لم تكتفِ الحداد بتلك الخطوة الكبيرة التي قامت بها مع أصحاب الهمم، بل حاولت إدماجهم أكثر في بيئة العمل الفعلية، لكسر الحواجز النفسية بينهم وبين المجتمع لتعزيز قدرتهم على العمل والمنافسة وبناء اتجاهات إيجابية في بيئات العمل، فعملت على مشاركتهم في عدة مبادرات من ضمنها التاجر الصغير تحت رعاية مؤسسة محمد بن راشد لمشاريع الشباب، التي تعد الحداد عضوة بها، وبدأت مشروعها الخاص في بدايتها تحت مظلتها، تواجدنا في إحدى هذه المبادرات وقد لاحظنا تفاعلاً كبيراً مع قطع المهيري والقايدي، وكانت تضع الحداد عند المكان المخصص لها كرسياً متحركاً، فوقه باقة من الورود، وأطلقت عليه «كرسي الأمل» وكان معها الظاهري الذي يشع طاقة إيجابية، فالجميع يعرفه، ويأتي ليلتقط معه الصور ويشتري من مجوهراته التي قام بتصميمها.

بين الأستاذ والتلميذ

العلاقة بين الحداد والمهيري يسودها الاحترام المتبادل، فحينما رأت حداد تلميذها المهيري قادماً من بعيد قامت باستقباله ليتبادلا معاً أطراف الحديث، أخبرنا المهيري أن منى الحداد بالنسبة له أستاذته التي دعمته معترفاً بأن خطه في الرسم سيئ، ولكن حداد احتضنت موهبته، فهو عندما سمع عن الإعلان التي نشرته قام على الفور بالتقديم لتبدأ رحلته في عالم التصميم، مؤكداً أنه لن ينافسها في يوم من الأيام لأنها هي من عملته أسرار تلك المهنة لتتدخل الحداد في الحديث قائلة:

التلميذ يتفوق على أستاذه، وليس لدي شك بأن المهيري سيكون مصمم مجوهرات مميزاً لأنه شاب طموح ومثابر، يعمل بيده ولا يعتمد على أحد، ويتابع تفاصيل عمله بكل شغف ولا يرضى سوى بالنجاح، وأنا بالفعل أشعر بسعادة بالغة حينما أرى تصاميمه المبدعة.

طموحات السحاب

تشير الحداد إلى أن العمل التطوعي هو جزء مهم في حياة كل مواطن، فمن الممتع أن تعطي لشخص آخر أملاً في الحياة وترسم الابتسامة على وجهه، فهي تحرص على زيارة أصحاب الهمم من وقت لآخر لتشاركهم المناسبات السعيدة، الأمر الذي جعلها أكثر مقربة منهم، لتكتشف أن هذه الفئة تمتلك مواهب عدة في شتى المجالات، فالعزيمة والإرادة كما تصفهما تصنعان المستحيل وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديات بثبات، للوصول إلى الأهداف والغايات، مشيرة إلى أنها ستقوم بمسابقات مختلفة لأصحاب الهمم لتتعرف إلى مواهب أخرى لدمجهم في سوق العمل لأنهم يستحقون ذلك، على حد قولها.

يطمح المهيري ذلك الشاب المحب لعمله إلى أن يعرض تصاميمه في أكبر المعارض خارج الدولة، ويكون له شأن كبير في عالم التصميم، منوهاً إلى أنه يشعر بسعادة بالغة حينما يسمع تعليقات إيجابية على القطع التي يصممها، ويلمس إقبالاً عليها من الزبائن، أما الحداد فترغب في أن يصل المهيري والقايدي إلى مرحلة عدم الاحتياج إلى مساعدة أحد، وأن يقوم كل واحد فيهما بافتتاح بوتيك خاص بالمجوهرات ويكون له اسم كبير في السوق المحلي والأجنبي.

20×6

20 قطعة صممها المهيري خلال 6 أشهر، بعدما تبنت الحداد موهبته وآمنت بها، مشيرة إلى أن أكثر من 90% من القطع التي يقوم بتصميمها ويشارك بها في مختلف المعارض تم بيعها وبأسعار مغرية، وكان آخرها حصوله على جائزة «التاجر الصغير».

Email