مشاركاته المجتمعية ترسخ عطاءً إنسانياً

«نشامى التطوعي»..1000 ســفير سعادة في مملكة الأطفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل «عام زايد» محطة لاستذكار المواقف والقيم الإنسانية النبيلة التي جسدها، رحمه الله، قولاً وفعلاً ، وباتت تشكل ثقافة وإرثاً وفكراً ونهجاً وطنياً .

وممارسة حضارية تتناقلها الأجيال، عبر مسيرة بناء دولة الإمارات ، وفق أرقى معاير التنصيف الحضاري الحديث ، وقطعت شوطاً متقدماً في فترة زمنية قصيرة، كان أساسها البناء المتيّن الذي أُسس عليه الشيخ زايد ، رحمه الله، وسار على نهجة وحمل رسالته أنجاله من بعده.


أعادوا تجديد ديكورات غرف الأطفال المرضى في مستشفى دبي، فأضافوا نكهة على الجدران ووضعوا الشخصيات الكرتونية المحببة لديهم، فترى ميكي ماوس وبطوط وسبايدر مان، الأمر الذي جعل الأطفال يشعرون كأنهم في منازلهم وليسوا داخل أروقة مستشفى، فقد أراد فريق «نشامى الإمارات التطوعي»، الذي يحتضن أكثر من 1000 متطوع من جميع الجنسيات، أن يعطي أملاً لهؤلاء الأطفال.

ليرسم على وجوههم البريئة البسمة، من خلال مبادرة «لنسعدهم من القلب» فتجدهم يحرصون على زيارة الأطفال برفقة العديد من المتطوعين، وهم محملون بالكثير من الهدايا والألعاب التي أدخلت الفرحة في قلوبهم، لتتحول الآلام إلى لحظات من السعادة، خاصة حينما يتسابق الأطفال إلى فتح الهدايا بمساعدة المتطوعين والأهالي الذين غلبهم القلق والوجع على أولادهم.

فهذه المبادرات تعطي دعماً نفسياً للأطفال المرضى ولعائلاتهم، فبدلاً من أن ترى الأم ابنها جالساً على فراش المستشفى والمحاليل معلقة في يده، تجده يمسك بلعبته الجديدة وهو في غاية الفرح والسرور.

ألعاب وهدايا

بمجرد صعود فريق «نشامى الإمارات» كان الأطفال في انتظارهم واللهفة تسبقهم لمعرفة ماذا يوجد داخل هذه الأكياس المغلفة، لنرى فتاة صغيرة تهرول نحو عيسى البدواوي، رئيس فريق «نشامى الإمارات التطوعي»، وتعانقه وتطبع قبلة على جبينه وتخبره بعفويتها كم هي تحبه، وكانت تنتظر قدومه، ليعطي لها البدواوي باقة من الورود الجميلة.

شمه طفلة إماراتية تربطها بالبدواوي علاقة وطيدة هي وأخواها خليفة ولطيفة اللذان يقطنان في نفس المستشفى ويعانيان المرض نفسه.

يقول البدواوي: أشعر بسعادة بالغة وأنا برفقة شمة وأخويها فهم بمثابة عائلتي، فمعهم يمر الوقت سريعاً ونقضيه في اللعب والضحك والرسم، فشمة فتاة متعددة المواهب وتدخل القلب دون استئذان، وتحلم بمقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فقد أمسكت صورة له واحتضنتها وأخبرتنا أنها تتمنى رؤيته والجلوس معه.

منصة أمل

يقول البدواوي: المبادرات الإنسانية التي يقوم بها الفريق تزيد من التماسك والتلاحم المجتمعي، حيث تنشر ثقافة مساعدة الآخر دون مقابل، كما يحرص الجميع على المشاركة سعياً إلى زرع السعادة في قلوب المسنين، ورسم الابتسامة على شفاه المرضى والأطفال، فضلاً عن العديد من المبادرات الإنسانية الأخرى. ويضيف: الإمارات منصة أمل، فهي تدعم الدول المنكوبة.

وتساعدها على النهوض من جديد، ولم تبخل يوماً على أحد ولم تغمض العين عن الشدائد التي يواجهها الإنسان أياً كان لونه أو جنسه وأيا كانت جنسيته، فقد زرعت فينا قيادتنا الرشيدة القيم الإنسانية النبيلة.

وعززت القيم المجتمعية الإماراتية الأصيلة بداخلنا. ويشير البدواوي إلى أن فريق نشامى الإمارات لا يتوانى عن المشاركة في أي مبادرة أو فعالية إنسانية طوال العام.

مؤكداً أن هدفهم تغيير ثقافة التطوع، حتى لا يكون التطوع مجرد ساعات يقضيها المتطوع في الخدمة، بل أن نرتقي في مضمونه حتى يكتسب ثقافة المبادرة في التخطيط، وإشراك غيره في مساعدة الآخرين، وتشجيع كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة على أخذ خطوة إيجابية للمشاركة في العمل التطوعي.

روح معنوية

تقول أمينة عبد الرحيم، عضو في فريق «نشامى الإمارات التطوعي»: مبادرة «لنسعدهم من القلب» هي واحدة من حزمة مبادرات نقوم بها بشكل دوري.

وقد بدأت هذه المبادرة قبل سنتين، وكان الهدف منها إحداث فرق في حياة المريض، فأسئلتهم البسيطة كانت محور حياتنا، فليس هناك أجمل من طفل يقترب منك ويعانقك ويسألك من أنت، ماذا ستفعل لنا، أريد سيارة كبيرة، أرغب في أن أكون طبيباً، فكلها أمور تجعلك تشعر بالسعادة.

قيمة راسخة

أكد عيسى البدواوي أن فريق نشامى الإمارات يسعى في المقام الأول إلى جعل العطاء قيمة راسخة وممارسة يومية من خلال أنشطة بسيطة لكن تأثيرها بالغ المدى على نحو يرسخ قيم التماسك والتكافل والتعاضد المجتمعي والتلاحم بين مختلف فئات المجتمع ويعزز روح المشاركة وخلال السنوات الماضية نجح الفريق في تنفيذ العديد من المبادرات ذات أثر إنساني لافت.

 

Email