الرسم والرياضة نوافذها لقهر الشلل النصفي

سـمية الزرعـوني«أرجوان» الأمــــل لأصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل دمعة طفل عانى الحرمان، تجد أيادٍ تكفف البكاء، وتعيد البسمة، وبين أوجاع كبار السن، ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم الجميل، ومع آهات النساء المقهورات، تشاهد من يساندهن ليجعلهن أقوى في مواجهة الحياة. خلف كل هؤلاء...إماراتيون أضاءوا شعلة الأمل، أعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.

تكسر الحواجز التي أمامها بكل ثقة، تسعى دائماً إلى الحصول على المركز الأول في أي مجال تختاره، لأنها مؤمنة بقدراتها، الأمل هو سلاحها والتفاؤل هو دعوة توجهها للجميع، إنها سمية الزرعوني سفيرة الدمج لأصحاب الهمم، التي تحاول من خلال كل عمل تقوم به تحفيز غيرها، فكلمة مستحيل ليس لها مكان على أرضها.

فهي ترى أن أصحاب الهمم قادرون على التميز والعطاء والمشاركة الفاعلة في خدمة الدولة، فهم يتطلعون إلى الأفضل ويحاولون ألا يهزمهم شيء، والدليل على ذلك كما تؤكد الزرعوني حصولهم على أعلى المراتب في الرياضة والأدب والفن.

كسر الحواجز

الزرعوني منذ طفولتها عانت من شلل نصفي وإعاقة حركية سببها خطأ طبي منذ ولادتها، الأمر الذي أثر في حياتها كلياً، ولكن يبدو أن التأثير جاء من الناحية الإيجابية، فقد شجعتها والدتها واكتشفت مواهبها المتعددة وساندتها لتحقيق ذاتها، تعشق الرسم وتوّجت عشقها بافتتاح مشروعها الخاص، «أرجوان للبراويز».

كما أنها تمتلك شغفاً كبيراً بالرياضة لأنها تمدها بالتحدي والإرادة، لذلك التقينا بها في نادي دبي لأصحاب الهمم، فهي كانت واحدة من ضمن أعضائه في السابق، ولديها العديد من الزملاء الذين التقيناهم وأثنوا على الزرعوني كونها صانعة أمل بالنسبة لهم جميعاً.

يقول لاعب الأثقال محمد خميس: الزرعوني تنثر البهجة أينما حلت، فهي تحمل على عاتقها رسالة بث روح الأمل عند أصحاب الهمم، وتحثهم على تفجير طاقاتهم الإبداعية في مختلف المجالات.

أما محمد الشحي، لاعب منتخب الإمارات للقوس والسهم؛ فقد طلب من الزرعوني أن تعلمه الرسم مقابل أن يعلمها الرمي بالقوس، الأمر الذي أثار اهتمام الزرعوني، فجلست تترقب تدريباته برفقة الفريق.

بينما وصف عادل البلوشي، لاعب الأثقال الزرعوني، بأنها استطاعت أن تكسر الحواجز وتصبح قدوة لأصحاب الهمم في شتى المجالات المختلفة.

عملت الزرعوني أيضاً مع فريق «إمارات رايدرز» لتصبح أول إماراتية، وأول عضو من أصحاب الهمم ينضم إلى الفريق، الذي يضم أعضاء على مستوى الدولة.

مزاد خيري

الرسم هو من هوايات الزرعوني التي تعشقها لتفتتح مشروعها الخاص، «أرجوان للبراويز»، وتشارك في مسابقات للفنون على مستوى الدولة، وتعرض من خلالها لوحاتها الكثيرة، فهي إلى جانب الفن التشكيلي استخدمت تقنية فن الرسم على الزجاج، حيث رسمت بورتريهات لشخصيات ورموز وطنية.

ومن أحب أعمالها إلى قلبها لوحة للمؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أهدتها إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فهي من تترجم من خلال رسومها كل ما تشعر به، وتشارك بجميع لوحاتها في المزادات الخيرية لمساعدة غيرها.

فالعمل التطوعي جزء من حياتها فهي تحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات الإنسانية، الأمر الذي جعلها تحصل على جائزة أوائل الإمارات، إذ كرّمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كأول إماراتية من أصحاب الهمم في المجال الإنساني والخيري، وتساعد الآخرين بمجهودها الخاص.

كلمة مستحيل ليس لها مكان في قاموسها فالإرادة مفتاحها السحري

حصلت على جائزة أوائل الإمارات في العمل التطوعي

العائد المادي من رسومها تتبرع به لمؤسسات خيرية

01

تعشق سمية الزرعوني المركز الأول، وتسعى دائماً إلى الحصول عليه، فهي ترى أن بالإرادة يمكنها الوصول إلى أهدافها، مؤكدة أن دعم القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية يمنحها القوة والأمل.

وتشير الزرعوني إلى أن الإمارات تقدم لأصحاب الهمم العديد من الفرص في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والتدريب والتأهيل، لضمان حقوقهم وتوفير جميع الخدمات في حدود قدراتهم وإمكاناتهم، كما سخرت الدولة التكنولوجيا للمساهمة في استغلال طاقات تلك الفئة وجعلها طاقة إيجابية يستفاد من قدراتهم ومعارفهم، من خلال انخراطهم في الوظائف المتنوعة بواسطة الأدوات المؤهلة لاستيعابهم في سوق العمل.

Email