الصيام يقدم فوائد كبيرة لمرضى السرطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصيام فريضة فرضها الله عزّ وجلّ على عباده لما فيها من الخير الكثير للإنسان، ولكنه أعطى رخصة للمريض بأن يفطر تبعاً لتعليمات الطبيب ولفتوى دينية متى ما رأت أن الصيام قد يضر بالمريض، ولكن الجدير بالذكر أن للصيام فوائد كبيرة لمرضى السرطان، وهذا ما أكده الدكتور سدير الراوي، مشيراً إلى أن العلم أثبت أن الخلايا في الجسم تنقسم باستمرار، وذلك للحفاظ على حيويته وسلامته، فخلايا الدم وخلايا الجلد تتجدد، وعادة تنقسم الخلايا وفق النظام المحدد في المادة الوراثية، وإذا ما حدث أي خلل فإن آليات التصليح تباشر بتصليح هذا الخلل، وذلك لتفادي العواقب السلبية كالسرطان.

وأوضح أن مرضى السرطان بشكل خاص، يمرّون بظروف صحية صعبة عند تلقيهم للعلاج الكيميائي، حيث أنهم يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي، كالغثيان والاستفراغ والإسهال وغيره، فيشق عليهم الصيام، بالإضافة الى أنه يجب عليهم تناول الأدوية الكيميائية، إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وفي كلتا الحالتين قد يشعرون بالتعب والإرهاق الشديدين.

وقال: يجب على مرضى السرطان الإكثار من تناول السوائل عند البدء والانتهاء من جلسات العلاج الكيميائي، خلال اليوم بما يعادل 2-3 لترات في أول 48-72 ساعة بعد العلاج، للتخلص من المواد الكيميائية وأثرها السلبي على الكلى والمثانة، وكذلك حاجتهم للتغذية الجيدة خلال اليوم، حيث يخفض العلاج الكيميائي الأملاح في الجسم، لكننا هنا نتمسك بقوله تعالى في كتابه الكريم: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، وقوله تعالى: (ولا تلقُوا بأيديكم إلى التهلكة)، غير أنه إذا شعر المريض بقدرته التامة على الصيام، بالإضافة إلى عدم ظهور أعراض شديدة من العلاج فلا بأس في ذلك، وبالنسبة للمرضى الذين يتلقون علاجاً على شكل حبوب بالفم، لا يستطيعون الصوم نظراً لأن هذه الحبوب، يجب أن تؤخذ مرتين باليوم في مدة زمنية محددة (كل 12 ساعة ً) حيث أن وقت الإفطار يتراوح ما بين 9- 10 ساعات.

وحول العلاج الإشعاعي يقول الدكتور الراوي: في حالة العلاج الإشعاعي الذي هو عبارة عن جلسات أشعة يومية، فيختلف اختلافاً كبيراً على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يحصل لهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية نتيجة العلاج نفسه فلا يستطيعون الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة وجعل المثانة ممتلئة بشرب كمية من السوائل قبل تلقي العلاج، وذلك لحماية باقي أعضاء الأحشاء الداخلية غير المراد علاجها من تلقي الأشعة وغيره.

وأكد أن الصوم يساعد على استهداف الخلايا السرطانية من قبل المواد الكيميائية، بشكل خاص دون المس بالخلايا الحميدة (السليمة)، وذلك لأن الصيام يقوي ويعزز خلايا الجسم ويمنح الخلايا السليمة قدراً أكبر على التصدي للمواد الكيميائية.

استشارة

شدد الدكتور سدير الراوي على ضرورة استشارة مريض السرطان للطبيب قبل الشروع في الصيام، وعليه يتم تحديد برنامج آمن للصيام دون التأثير السلبي على الحالة الصحية، ويفضل الامتناع عن الصيام في الأيام التالية للعلاج الكيميائي، مع الحرص على السحور لما فيه من بركة وصحة للجسم.

Email