البريطانية ديبي ستانفورد كريستيانسن: السينما تمد جسور التناغم المجتمعي للشعوب وتنميتها الثقافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتطلع البريطانية ديبي ستانفورد كريستيانسن، الرئيس التنفيذي لشركة نوفو سينماز بتفاؤل إلى مستقبل صناعة السينما والترفيه في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم أدوارها كأداة فنية تفاعلية ونقل معطيات الفكر والحياة بلغة قوامها فهم مشترك، وبأدوات أكثر نفاذاً وفاعلية في تشكيل فكر ووجدان الجماهير، وقادرة على إحداث التغيير الاجتماعي ودعم مخرجات التنمية الثقافية، حيث تمثل جسوراً للتعايش والتناغم بين الشعوب.

وفي هذا السياق تقول ديبي التي تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 5 سيدات مؤثرات في مجال السينما العالمية متفوقة بذلك على العديد من الشخصيات وفقًا لموقع سيلولويد جنكي، المتخصص بمصادر وأخبار الأفلام وصناعة السينما: «تسعى البحوث الفنية والإنسانية أساساً لفهم الطبيعة البشريّة وسبر أغوارها، ولسنين طويلة كان كلٌّ من الأدب والفنّ أحد المصادر الأساسية المهمة للتفكير ومحاولات الإجابة عن سؤال الإنسان والحياة والأخلاق والأديان.

وبعد بدء انتشار الأفلام وظهور «السينما» كشكلٍ جديد من أشكال الحياة نهاية القرن الـ 19، أطلق المنظر السينمائي الإيطالي «ريتشيوتو كانودو» اسم «الفن السابع» عليها.

ومع انتشار خدمات البث المنزلي عبر الإنترنت، ينبغي على صالات السينما أن تعمل على تطوير خياراتها من أجل تحسين تجربة الترفيه، واستقطاب الزبائن الذين يريدون أن تتضمن تذكرة السينما التي يشترونها أكثر من مجرد فيلم للمشاهدة».

وتضيف ديبي التي تمتلك خبرة تزيد على 25 سنة في مجال الترفيه والفعاليات والضيافة إلى جانب خبرتها ومعرفتها الواسعتين مع المؤسسات في القطاع الحكومي والخاص: «انضمت إلى نوفو سينماز في 2013، وقبل ذلك توليت منصب نائب رئيس المبيعات العالمية في معارض ريجينت - آيميكس فرانكفورت، وذلك قبل الانتقال إلى منطقة الشرق الأوسط 2008 للمساهمة في تأسيس هيئة البحرين للسياحة والمعارض وعينت بمنصب الرئيس التنفيذي في فعاليات في البحرين».

أسلوب متفرد

وتعتقد ديبي أن الأفلام لا تزال تشكل الأساس فيما نقوم به من أعمال، لكن علينا أن نقدم المزيد من الخيارات حتى نحافظ على ريادتنا في السوق، ومن الضروري أن نواصل تقديم الابتكارات، وإطلاق المزيد من الأفكار والمنتجات المبتكرة ويتمثل النجاح في هذه الصناعة بتنفيذ العمل بأسلوب متفرد، وبطريقة أفضل. وهذا التغيير ناتج عن طلب الزبائن الذين يتطلعون لتجربة ترفيهية شاملة لا تقتصر على مجرد مشاهدة الفيلم السينمائي، إنهم يرغبون بأحدث التقنيات، وخيارات متميزة.

مواكبة

وتؤكد ديبي: «نوفو سينماز دخلت سجل جينيس للأرقام القياسية مع بناء أكبر متاهة بشرية، وذلك مع انطلاق العرض الإقليمي الأول لفيلم «مايز رانر: ذا ديث كيور». كما أنها تواصل مساعيها، لتقديم تجربة ترفيهية متكاملة لعشاق الأفلام بهدف مواكبة الطلبات المتزايدة، الناتجة عن تغيير عادات متابعي الأفلام السينمائية في منطقة الخليج، لافتة إلى أنه نتيجة لتطور التوجهات الإعلامية، أضحى استقطاب عشاق الأفلام أمراً أكثر صعوبة، لذلك ينبغي توفير مزيد من الخيارات، لتمنح مرتاديها تجربة سينمائية متميزة.

طابع إنساني

وترى ديبي أن الأفلام السينمائية بحكم انتشارها وتوزيعها على المستوى الدولي، وتجاوزها حواجز اللغة من خلال الترجمة، واعتمادها على الصورة كوسيلة للتعبير، وتركيزها على القضايا المختلفة ذات الطابع الإنساني، تشكل وسيلة من وسائل اتصال ثقافة أو حضارة بثقافة أخرى، بغض النظر عن مستوى الثقافة أو درجة التطور الحضاري في المتصل أو المتصل به.

ومفهوم الثقافة في هذا المجال هو اعتبارها أسلوب ومنهج حياة، باعتبارها المناخ العام والشامل لحضارة من الحضارات. والسينما تشارك وسائل وأنشطة أخرى في هذا الاتصال الحضاري والاتصال الثقافي مثل السياحة، الكتاب، الإذاعات الموجهة، التجارة، اللغة، الهجرات، ونضيف إليها الآن؛ الإرسال التلفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية، وشبكة الإنترنت.

قيم

وتشير ديبي أن السينما أداة من أدوات الثقافة والمعرفة، ووسيلة من الوسائل التعليمية الفعالة التي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع، كما تلعب دوراً بارزاً في تشكيل قيم المجتمع، وعاداته، وفنونه، علاوة على استخدامها كوسيلة للتوجيه والإرشاد والتنوير الثقافي، وإثارة الرغبة في تحسين المستوى الاجتماعي، والنمو والتقدم المادي لدى المشاهد، وتحفيز القدرات الكامنة لدى المواطن.

فالسينما تعطي المشاهد القدرة على التحرك من مكان إلى آخر عن طريق ما يشاهده ومقارنته بما هو عليه، الأمر الذي يثير فيه الرغبة في تحسين مستواه، حيث يقرّب الفيلم من المشاهد طرق حياة أخرى مختلفة. فقد أصبحت السينما في الوقت الحاضر قوة تأثيرية لا يستهان بها، وقد صاحبت التقدم التقني في المجتمعات الإنسانية.

سينما الإمارات

وحول مستقبل صناعة السينما محلياً تقول ديبي، في البداية أود التحدث عن أهمية مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ انطلاقته عام 2004 الذي تحول إلى موعد لا يمكن تفويته لكلّ محبي ومتتبّعي السينما، وأبرز المبادرات التي تجاري أهمية الحدث في المنطقة هي ملتقى دبي السينمائي، الذي يعد بمثابة سوق الإنتاج المشترك ومنصة خاصة بالسينمائيين العرب لأن الذين لا يكونون على هامش المهرجان كما يحدث حين تتم دعوتهم للمشاركة في مهرجانات دولية.

بل سيكونون محور الاهتمام والتقدير، كما شهد العام 2013 أول مؤشرات التغيير الحقيقي لواقع سينما الطفل في الوطن العربي مع انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة.

خطوات واعدة

وتضيف ديبي: «في السنوات الأخيرة، تكاتف بعض صناع السينما المحليين، لتقديم بعض الأفلام السينمائية الروائية الطويلة كتجارب مبدئية، وظلت السينما الإماراتية تتحرك إلى الأمام بثقة كبيرة، حتى شهدت في العامين السابقين قفزة ملحوظة في إنتاج عدد من الأفلام التي حققت نجاحاً وصدى كبيرين في المهرجانات المحلية والعالمية، ومن ثم عرضها تجارياً في صالات عرض السينما الإماراتية، كما توفر مدينة دبي للاستوديوهات مرافق حديثة وبنية تحتية تجمع بين الإبداع والابتكار.

ومن هذه المرافق والتسهيلات مكاتب إنتاج، واستوديوهات ما بعد الإنتاج، واستوديوهات التسجيل الأكبر في المنطقة. وتسهم كل هذه الميزات في تمكينها من توفير مراحل إنتاج فعالة وبكفاءة عالية، لشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والموسيقي والترفيهي في المنطقة».

الحياة تسامح

وتعتبر ديبي أن الأخلاق الإماراتية في التعامل والتواصل وارتباطها بثقافة التسامح، هي أساس الحياة المدنيّة، فحينما يتمتع الأفراد في المجتمع بأخلاقيات التعامل من صدق في الحديث وصدق في الوعود وأمانة ووفاء وغير ذلك ترى إيجابيات ذلك الرقي في المجتمع والتمدن، تجعله شاعراً بالمسؤولية والواجب كمقيم وأنّ التّخلي عن ذلك هو وعيب لا يغتفر، وهذا الشكل من العلاقات يؤدي إلى التكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع، حيث يتراحمون بينهم ويشعرون بحاجة إلى بعضهم البعض كالأسرة الواحدة المتماسكة المتكاتفة التي يسعى كل فرد فيها للإسهام بدوره في تدعيم مسيرة النهضة والبناء في كل المجالات، حتى تأخذ الدولة مكاناً متقدماً بين بلدان العالم.

وتضيف: كل عمل خير مهما كان صغيراً أو كبيراً لا يضيع سدى، فلنكن جزءاً من المجتمع الواحد ولنعلم أنه باستطاعتنا إحداث الفرق، قد تشعر بأن ما تقوم به بسيطاً لكنه ليس كذلك سيما إزاء شخص محتاج.

أجواء العيد

ومن جانب آخر تؤكد ديبي أن أجواء العيد طالما ساهمت في ازدحام صالات نوفو سينماز، والتي بكل تأكيد تشيع الفرح والسرور على نفوسنا جميعاً، قد لعبت دوراً بارزاً في إعداد الأجواء الحالية لتوفير تجربة سينمائية متميزة، وكانت أول من أطلقت تقنية آي ماكس في الإمارات والمنطقة في صالتها في مول ابن بطوطة، وأول من أطلق تطبيقاً ذكياً وكانت سباقة بتوفير خدمة الحجز المسبق للوجبات في صالات سيفين ستار.

وفي العام الماضي، افتتحت نوفو سينماز ثاني صالات آي ماكس في حديقة آي إم جي عالم من المغامرات، وتعد الصالة التي تتميز بشاشة بعرض 24.4 متراً وارتفاع 13.8 متراً، والتي تتسع لـ 360 مقعداً، أكبر صالة آي ماكس في الإمارات.

شهر العطاء

تعتقد البريطانية ديبي ستانفورد كريستيانسن أن شهر رمضان يتمتع بروحانية استثنائية تغلف الشوارع والأمكنة وتلاقي الأهل والأصدقاء حول موائد الإفطار، فهناك كم هائل من الطاقة الإيجابية يفيض بها الشهر الكريم. إنه بالفعل شهر العطاء وتجربة غنية بكل معنى الكلمة، وأتمنى أن يدرك الجميع مدى أهمية العطاء كلما سنحت لهم الفرصة للقيام بذلك.

 

 

Email