أوليفييـــه هارنيـش الرئيس التنفيذي في مجموعة إعمار للضيافة:

روحانيـة المجتمـع الإمـاراتي روافد عريقة للتنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسجت المبادرات النوعية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ملامح المجتمع الإماراتي المعاصر إيماناً منه بأن معطياتها المؤثرة لها بالغ الأثر في تكوين الشخصية الإماراتية في كافة جوانبها الاجتماعية والفنية والأدبية التي هي نتاج لخبرات ومعرفة علمية تجمع كافة جوانب الحياة وعليها أن تقدم الرسالة التي تسهم في تنمية المخزون الإبداعي متعدد الجنسيات والمنفتح بانسجام على مختلف أشكال الإنتاج المجتمعي والذي يضيف إلى الحراك الثقافي المحلي أبعاداً إنسانية متناغمة للسلام والمحبة.

روحانية الحياة الاجتماعية في الإمارات، كما يراها أوليفييه هارنيش، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي في مجموعة إعمار للضيافة، تقوم على توسيع دائرة الخيارات المتاحة لكل فرد بناء على روافده العلمية ومهاراته المهنية وأحلامه وطموحاته، وتلك الروافد هي مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من حيث هي أيضاً وسيلة لبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية مرضية.

يدير أوليفييه هارنيش كافة العمليات مع التركيز على إرساء معايير جديدة لأداء الشركة في دبي والأسواق العالمية، حاملاً معه خبرة استثنائية اكتسبها من العمل في قطاع الفنادق والسياحة على مدى أكثر من 30 عاماً، وحالياً مسؤولية وضع الاستراتيجية الإدارية لـ 12 فندقاً و3 وجهات للشقق الفندقية في دبي، ومشاريع مستقبلية تشمل أكثر من 35 مشروعاً في الإمارات إضافة إلى أسواق عالمية، تتضمن مصر والبحرين وتركيا والمالديف والمملكة العربية السعودية.

مسيرة مهنية

وفي السياق، يقول أوليفييه: بدأت مسيرتي المهنية عام 1986، وأحمل شهادة الماجستير MSC في العمل التنظيمي من جامعة لندن، وشهادة الماجستير MBA في التمويل الدولي من جامعة «هيريوت-وات» في إدنبره، وشهادة في إدارة الضيافة من كلية برلين للإدارة الفندقية، أتقن 6 لغات، وذلك بفضل عملي في مختلف أرجاء العالم، مع العديد من الفنادق والمطاعم بالإضافة إلى شركات طيران مستقلة لمدة تزيد على 13 عاماً، وأتاحت لي هذه التجربة اكتساب معارف معمقة حول المفاهيم الكلاسيكية للضيافة وتطوير تجارب فريدة من نوعها للضيوف، كما عملت بعد ذلك لأكثر من 14 عاماً مع سلسلة فنادق عالمية، وشغلت منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة «كارلسون ريزيدور للفنادق» في بروكسل، مسؤولاً عما يزيد على 350 من الامتيازات والفنادق المؤجرة والمدارة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

مدن عتيقة

ويتابع أوليفييه: أتيت إلى دبي في مارس 2017 أي قبل أكثر من عام بقليل، لكني تعرفت على شهر رمضان منذ كنت في الرابعة من العمر، إذ ولدت وترعرعت في المغرب، حيث تظهر في أي ركن من شوارع المدن المغربية، أجواء رمضان، خاصة في المدن العتيقة التي تفوح من أركانها روائح ونكهات الأطباق المختلفة، وبالتالي لا يمكن أيضاً اختزال الأجواء الرمضانية، التي تعكس تمسك المسلمين بالتقاليد الأصيلة، لذا فإن رمضان جزء من ثقافتي، وكما تعرفون أيضاً، فإن رمضان شهر ملهم للمسلمين وغير المسلمين على السواء، ويعزز الكثير من القيم كالتسامح والوحدة والعطاء.

«إعطاء حقيبة»

ويضيف أوليفييه: وبما أنني أقيم في الإمارات العربية المتحدة فإني أعرف الكثير بالطبع عن المغفور له الشيخ زايد الذي يصادف عام 2018 احتفاء بالذكرى المئوية لميلاده وقد قمنا بالكثير في شركة إعمار للاحتفال بالمناسبة، لا سيما الآن في رمضان ونظراً لارتباط معاني الشهر وقيمه بالمغفور له وكرمه وإنسانيته، فقد اتخذنا العديد من المبادرات العملية ذات الصلة، إحداها على سبيل المثال مبادرة تدعى «إعطاء حقيبة»، حيث اجتمعت عائلة «إعمار للضيافة» وتمكنت من جمع نحو 10 آلاف حقيبة في نحو سبع ساعات وملئها بالحاجات الضرورية كالشامبو والصابون على أن يتم توزيعها على أفراد معوزين في البلاد، ونعمل خلال شهر رمضان على منح عملائنا الفرصة مع شراء كل وجبة إفطار تقديم وجبة لمحتاج.

شغف الإيثار

يقول أوليفييه: إن شهر رمضان ينطوي على العديد من الفضائل والنعم وكذلك يحملنا المسؤولية أن نقدم المزيد من الجهود الطيبة التي تخدم الآخرين، ولأكون صادقاً عليّ القول: إن علينا القيام بالمزيد من الجهود والنشاطات للتكيف مع طبيعة هذا الشهر الكريم الشغوفة بالإيثار والكرم، بدءاً من الإفطار الجماعي، الذي يعد من أجمل الطقوس الرمضانية التي تثير اهتمامي، لما يتضمنه من تجديد التواصل وغرس المودة والإخاء، وتبادل الأحاديث بين الأهل والأصدقاء والجيران، وهو فرصة للتسامح، والنقاش وتقريب وجهات النظر وتضييق مساحة الخلافات، واكتشاف جوانب عديدة في شخصية الآخرين، التي تميل إلى الهدوء وإبراز الطاقات الإيجابية المستمدة من روحانيات الشهر الفضيل.

توازن ثقافي

وحول ثقافة التسامح التي تضعها الدولة في صميم أولوياتها يرى أوليفييه أن المجتمع المحلي استطاع تحقيق التوازن الثقافي والانفتاح الحضاري، وإثراء التجربة بما يتناسق مع الأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة، ولا تزال تسير عليها إلى اليوم، لافتاً إلى أنه ليس من السهل ولا الهيّن وجود هذا الكم من الجنسيات والثقافات في مكان واحد، والأصعب تحقيق التناغم والانسجام بينها، وترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز التسامح بين كافة أفراد الشعوب الأخرى، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت بالفعل من تحقيق هذه المعادلة الصعبة، والمهمة في الوقت نفسه.

معايير الجودة

ومن جانب آخر يؤكد أوليفييه أن «إعمار للضيافة» تتطلع من خلال إطلاقها حزمة من التطبيقات الإلكترونية، التي تنتهجها إلى تعزيز التجارب المتاحة للعملاء على كافة المستويات، وسيكون تركيزنا على التقنيات الرقمية وطموحنا بأن نتبوأ موقعاً ريادياً في مجال توظيف التقنيات الحديثة لإثراء تجربة الإقامة في وجهاتنا المختلفة، ليلعب دوراً جوهرياً في إرساء معايير جديدة في القطاع عبر تجارب رقمية مبتكرة بكل المقاييس مستفيدة من الإمكانات الهائلة التي يوفرها اتساع نطاق استخدام الإنترنت والهواتف الذكية في المنطقة، كما تواكب هذه الخطوة تطلعات فئة الشباب التي يصل عددها إلى 200 مليون في المنطقة، الذين يمثلون الجيل الجديد من المسافرين، سواء السياح أو رواد الأعمال على حد سواء.

نهج دبي

ويشير أوليفييه إلى العديد من المبادرات المجتمعية التي تساهم «إعمار للضيافة» خلالها في تحقيق رؤية دبي الرامية إلى استقبال 20 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2020، حيث بدأت المجموعة بتطبيق برنامج «نهج دبي» التدريبي، المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها كلية دبي للسياحة بمشاركة روف للفنادق وشركة مِراس وإعمار العقارية، وتم إعداد برنامج «نهج دبي» لتعميق معارف المشاركين حول المعلومات المهمّة عن الإمارة، وإثراء ثقافتهم ومعرفتهم بالأماكن والوجهات السياحية، فضلاً عن خلق انطباع جيد عند تعاملهم مع الزوّار، وتطوير مهاراتهم في تقديم الخدمات المتميّزة، حيث تطرح كلية دبي للسياحة منصة تعليمية متعددة التخصصات تهدف إلى تطوير المواهب البشرية من خلال سلسلة من الدورات التدريبية، التي تغطي قطاعات السياحة والضيافة وتجارة التجزئة والفعاليات.

وجهات عالمية

ويضيف أوليفييه: تعمل إعمار للضيافة منذ عام 2007 على ترسيخ مكانتها ورسم ملامح جديدة للقطاع عبر علاماتها التجارية الثلاث، لتحقق اليوم هذا الإنجاز البارز في مسيرتها والمتمثل بوصول عدد مشاريعها إلى 50 مشروعاً، تشمل الفنادق الحالية والمستقبلية، وتوفر مجتمعة أكثر من 25 ألف غرفة وشقة فندقية.

وفي حين تركز المجموعة على تعزيز موقعها في الإمارات ومناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنه يسعدنا أن تلاقي وجهاتنا هذا القدر من الاهتمام والاستحسان من قبل المطوّرين والمالكين، ما سيثمر عن توسعة نطاق عملياتنا إلى أسواق عالمية جديدة.

سلم اجتماعي

يقول أوليفييه هارنيش: على الرغم من كثرة المتغيرات على الساحة الدولية، التي تهدد استقرار المجتمعات، لا يزال سجل دولة الإمارات مشرفاً على صعيد السلم الاجتماعي، حيث أسهمت السياسة الخارجية المعتدلة والمحايدة لها في تعزيز مكانتها بين الدول واعتبارها صديقة للجميع.

Email