الكنـدي ناثن مازري:

نشأت في مونتريال واخترت دبي النابضة بالحياة منطلقاً لمشروع العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسجت المبادرات النوعية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ملامح المجتمع الإماراتي المعاصر إيماناً منه بأن معطياتها المؤثرة لها بالغ الأثر في تكوين الشخصية الإماراتية في جوانبها الاجتماعية والفنية والأدبية كافة التي هي نتاج لخبرات ومعرفة علمية تجمع جوانب الحياة كلها وعليها أن تقدم الرسالة التي تسهم في تنمية المخزون الإبداعي متعدد الجنسيات والمنفتح بانسجام على مختلف أشكال الإنتاج المجتمعي والذي يضيف إلى الحراك الثقافي المحلي أبعاداً إنسانية متناغمة للسلام والمحبة.

اختار الكندي ناثن مازري من الإمارات مكاناً لإطلاق مشروعه الأول القائم على الشخصية الكرتونية الشهيرة للقط غارفيلد، ليكون أول مطعم رقمي للوجبات السريعة «QMR» يستخدم عن طريق الموبايل.

حيث يعتمد على أسلوب الترفيه والتواصل مع العميل، مستنداً في ذلك إلى أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى دولياً في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكفاءة الحكومة، إلى جانب تغطية شبكة الهاتف الخليوي وتحقيق التحول الرقمي لخدمات النشاطات الاقتصادية بنسبة 100% في عام 2017.

وفي السياق يقول ناثن: «تربطنا بمنطقة الخليج العربي علاقة عاطفية متميزة، فقد ولدت في الرياض ويمتلك والدي معظم حقوق الامتياز التجاري للعلامات الكندية في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أني نشأت في مدينة مونتريال الكندية وأكملت المراحل الدراسية كافة هناك، فإن تجربة الانتقال والاستقرار في دبي طالما كانت بالنسبة إليّ هدفاً حاسماً لبدء مشروع ملهم يتشابه مع روح المدينة النابضة بالحياة والأعمال».

رهان

وحول اختياره شخصية غارفيلد Garfield التي ابتكرها جيم ديفيس لتقترن بمطعمة الإلكتروني، يؤكد ناثن أنه كان في طفولته عاشقاً لشخصية القط البرتقالي، الكسول والمحب للطعام وخصوصا الوجبات السريعة ومنها البيتزا واللازانيا.

ويتمتع بالذكاء وحب المغامرة، برفقة صديقه الكلب أودي، واشتهرت شخصيته كثيراً منذ ظهورها، حيث تداولتها مختلف القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات منذ بدايتها في 19 يونيو 1978، وتحمل رقم غينيس القياسي للرسوم الهزلية الأكثر مبيعاً، كما تم إنتاجه كفيلم كرتوني.

استدامة

ويشير ناثن إلى أن تطبيق المطعم يسمح لمستخدميه بطلب الطعام ومشاهدة رسوم غارفيلد الكوميدية - الرسوم المتحركة للقط الجائع الأكثر شهرة الذي ظهر في بداية الثمانينات - أو التسلية بالألعاب الإلكترونية المتطورة خلال فترة انتظار وصول البيتزا على شكل وجه القط غارفيلد أو اللازانيا المحضرة داخل الفرن الخشبي أينما كانوا في دبي.

وقد تم اختيار المكونات من أجود منتجات المزارع العضوية في الإمارات، كما يتيح التطبيق للمرة الأولى الاستمتاع بقهوة غارفيلد المفضلة «غارفيتشينو»، المصنعة من 100٪ قهوة أرابيكا من إيطاليا وغيرها من المكونات اللذيذة مثل الفواكه والتوابل المتميزة والشوكولا الداكنة.

وتماشياً مع رؤية دبي لبيئة مستدامة، يعتمد «Garfield Eats» على أساليب صديقة للبيئة، كإيصال طلبات عملائه باستخدام دراجات كهربائية تتواءم مع توجهات القيادة في الإمارات، إلى جانب عمليات التدوير التي يقوم بها المطعم الرقمي، على سبيل المثال: إعادة استخدامه علب البيتزا كصحون، أو الأكواب لاستخدامات متعددة.

تكنولوجيا

ويوضح ناثن أن مشروعه جمع بين اهتمامه بالتقنيات الرقمية وشخصيته الكرتونية المفضلة في أفضل مدينة لممارسة الأعمال، حيث يتيح تطبيق «Garfield Eats» طلب الطعام باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أو عن طريق التعرف إلى الصوت.

وتلعب دبي دوراً حيوياً في دفع عجلة التحول الرقمي العالمي، حيث تشهد المدينة إطلاق العديد من المبادرات المهمة في هذا المجال، مثال «دبي الذكية»، و«X10»، و«المسرعات الحكومية» في إطار جهود القيادة الرشيدة الرامية إلى توجيه النشاطات الاستثمارية نحو الابتكار في مجال الرقمنة، لتحقيق تطور ملموس في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية والحوكمة.

والبيئة وغيرها من المجالات الرئيسية، كما أن الإمارات تنظر إلى الرقمنة باعتبارها قضية حيوية مرتبطة بمستقبل التنمية فيها، ما يجعلها ركيزة رئيسية لأي دولة تسعى إلى تحقيق طفرة تنموية، والانتقال باقتصادها إلى مرحلة جديدة من الازدهار، لذلك تعمد الدولة إلى اجتذاب الخبراء الاختصاصيين في هذا المجال.

تقنيات

ويعتقد ناثن أن دولة الإمارات تبذل جهوداً حثيثة في استخدام التقنيات الذكية، وتعمل على استخدامها في مختلف القطاعات والخدمات بمؤسسات الدولة، لتؤسس بقوة للثورة الصناعية الرابعة، التي تضع الدولة في مكانة كبيرة، في مستقبل تلعب التكنولوجيا فيه دوراً كبيراً.

وعلى سبيل المثال مبادرة «دبي 10X» التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل تهدف إلى تنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في جعل دبي مدينة المستقبل بإعادة صياغة وتطوير مفاهيم وأساليب العمل الحكومي واستباق ما ستطبقه مدن العالم بعد 10 سنوات بتطبيقه اليوم.

حيث تتعاون مكونات منظومة العمل الحكومي كافة في دبي لتنفيذ المشاريع المدرجة ضمن المبادرة مع شركات الابتكار والتكنولوجيا والمؤسسات المهنية المختصة.

نهج

وحول أهمية عام زايد يقول ناثن إن عام 2018 يحمل بين طياته الكثير من الأمل والعمل المدفوع بتاريخ قائد ومؤسس نهضة أمة هي مفخرة لكل العرب ومدعاة تقدير واحترام من العالم أجمع، ويسعى شعب الإمارات مواطنين ومقيمين إلى المضيّ قدماً على النهج الذي رسمه الراحل العظيم.

ونجدد العهد والوفاء لقيادتنا الرشيدة بالعمل المخلص في شتى الميادين لتبقى الإمارات بلد الأمن والازدهار والاستقرار، ولكي تظل دوماً في الطليعة كما أرادها الوالد الراحل، وكما يحققها واقعاً مستمراً على الأرض حامل الأمانة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات.

ويقول ناثن: «إن الإمارات استطاعت تحقيق التوازن الثقافي والانفتاح الحضاري، وإثراء تجربة العطاء عبر مبادراتها الإنسانية بما يتناسق مع الأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة، ولا تزال تسير عليها إلى اليوم»، لافتاً إلى أنه ليس من السهل ولا الهيّن وجود هذا الكم من الجنسيات والثقافات في مكان واحد، والأصعب تحقيق التناغم والانسجام بينها.

وترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز التسامح بين أفراد الشعوب الأخرى كافة، فعلى الرغم من كل المتغيرات على الساحة الدولية التي تهدد استقرار المجتمعات مازال سجل الدولة مشرفاً على صعيد السلم الاجتماعي، حيث أسهمت السياسة الخارجية المعتدلة والمحايدة لها في تعزيز مكانتها بين الدول واعتبارها صديقة للجميع.

أصالة

وحول أهم ملامح الشهر الفضيل في دولة الإمارات يقول ناثن إن المواطنين والمقيمين يعيشون حياة عصرية بنكهة الأصالة الخالصة خصوصاً خلال شهر رمضان؛ لأنهم يجيدون التشبث بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلاً بعد جيل للوقوف في وجه العولمة، التي غزت العالم من دون استئذان، وغيرت شكل كثير من الدول.

وأثرت في سلوك وعادات كثير من شعوب العالم دون استثناء، حريصون على نشر الطقوس الرمضانية بسمات أهلها والمعتقة بروح البداوة والفخر، حيث تتجسد في كل الممارسات اليومية خلال الشهر الفضيل، سواءً في المجالس والأماكن العامة أو الخاصة أو المنازل، وما يتم فيها من سلوك، مثل حُسن استقبال الضيف والزائر وطريقة المأكل أو الملبس.

وتسير هذه الأشكال جنباً إلى جنب مع وسائل الراحة والتكنولوجيا العصرية التي يعيش في كنفها الإماراتيون والمقيمون محتفلين بروحانيات الشهر الفضيل في أجواء من التآخي والتلاحم.

خيارات واسعة

يشير ناثن مازري إلى أن الحياة الاجتماعية في مجتمع الإمارات تقوم على توسيع دائرة الخيارات المتاحة لكل فرد بناءً على روافده العلمية ومهاراته المهنية وأحلامه وطموحاته، وتلك الروافد هي مصادر التنمية، ليس بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من كونها وسيلة لبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية مرضية.

وبهذا المنظور يمكن القول إن دولة الإمارات استطاعت خلق منظومة حياتية متكاملة ومتطورة في آن، وهذه إحدى أهم مزايا مجتمعها المعاصر والمتماسك، حيث يتاح للفرد أن يعبر عن آرائه سواءً عبر الفن أو الثقافة أو المهنة أو الوسائل الأخرى التي يكفلها له النظام الديمقراطي ويحميها بل يطورها وينشرها ويجعلها متاحة للجميع من دون استثناء.

 

Email