الهندية ريا أس المديرة التنفيذيــة لعلامة مجوهــرات فرنســية:

دبي موطنـــي وحــاضنة إبداعي منذ 40 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسجت المبادرات النوعية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ملامح المجتمع الإماراتي المعاصر إيماناً منه بأن معطياتها المؤثرة لها بالغ الأثر في تكوين الشخصية الإماراتية في كافة جوانبها الاجتماعية والفنية والأدبية التي هي نتاج لخبرات ومعرفة علمية تجمع كافة جوانب الحياة وعليها أن تقدم الرسالة التي تسهم في تنمية المخزون الإبداعي متعدد الجنسيات والمنفتح بانسجام على مختلف أشكال الإنتاج المجتمعي والذي يضيف إلى الحراك الثقافي المحلي أبعاداً إنسانية متناغمة للسلام والمحبة.

عاشت الهندية ريا أس المديرة التنفيذية للعلامة الفرنسية للمجوهرات Les Néréides طفولة مفعمة بالمرح والكثير من الخيال الذي رافقها كظلها متنقلة بين شوارع دبي مسقط رأسها، حيث ولدت وترعرعت في ظل عائلتها التي لا تزال تعيش في دبي منذ أكثر من 40 عاماً وتدير العديد من المشاريع والأعمال العائلية، ما سمح لها بزيارة العديد من مدن العالم والترحال في عوالمها لترسم قصتها كما رسمتها في خيالها وأن تنطلق من دبي موطنها الذي تعشقه.

إتقان الفن

وفي السياق تؤكد ريا التي درست إدارة الأعمال ومن ثم تخصصت في الدعاية والإعلان بعد تخرجها من الجامعة الأميركية في دبي أن الخيال وحده لا يكوّن الفن، وليس بمقدور العاطفة وحدها بناء العمل الفني شكلاً ومضموناً وتعبيراً، ذلك لأن الفن لا يقتصر على الوجدان والعاطفة، ولا على الحلم والخيال، وإنما هو أيضاً، تقانة، وصناعة، وإنتاج، ومهارة، وهو ما كان ينقصني لتكتمل قصتي التي مرت بكثير من المداخلات والأفكار إلى أن وجدت ضالتي في مدينة باريس قبل عدة أعوام.

رؤى مستقبلية

وتضيف ريا: إلى جانب أن مدينة دبي موطني فهي أيضاً من أهم المدن الحاضنة لريادة الأعمال والابتكار، وبات من الصعب على متابعي مسيرة النمو والازدهار لدولة الإمارات أن يتوقعوا الإنجازات والمبادرات والأفكار التي ستطرحها القيادة الرشيدة للدولة، فقد حبا الله الدولة قيادة متميزة مخلصة لا تعرف المستحيل، لديها رؤية مستقبلية سديدة تضع نصب أعينها العقود والأجيال القادمة، فتبادر إلى طرح الأفكار والمشروعات والاستراتيجيات القائمة على الإبداع والابتكار التي تدفعها إلى التميز والتفرد ومزيد من الازدهار. وهذا الفكر المستنير هو ما سارت عليه القيادة المخلصة للوطن منذ أن غرس الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بذور الاتحاد، منذ الوهلة الأولى، فكان هدف التميز والريادة واضحاً للجميع.

تجربة نوعية

من جانب آخر تعتقد ريا أن تشجيع العلامات التجارية المحلية من أولويات القيادة الرشيدة، فهي تصاميم صنعت في الإمارات وتتلمس طريقها نحو العالمية بخطوات أنيقة عبر قنوات محددة أبرزها تصميم المجوهرات والأزياء التي تخطب ود المستهلكين على نطاق محلي واسع، الأمر الذي أسس لشهرة العديد من العلامات التجارية الإماراتية كتجربة نوعية تحاول حصد ثقة المستهلكين من جميع الفئات والأذواق مع التركيز على أبجديات الصناعة المحترفة في سياق عمليات الجودة والتسويق عبر منافذ البيع من ناحية الكم والنوع، في ظل تقدم قطاع التجزئة على لائحة القطاعات الأكثر نمواً وإسهاماً في تعزيز الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات، الذي يسهم في تركيز مكانة الدولة كمركز عالمياً للتسوق، وهمزة وصل تجارية بين الشرق والغرب، وبوابة نفاذ للعديد من الأسواق الإقليمية.

روح التكاتف

وتضيف: إن أكثر ما يميز الإمارات أنها دولة تحتضن كل الثقافات وتحرص على تقديرها من خلال تكوين العلاقات الوثيقة وإيجاد الروابط المشتركة ونقاط الالتقاء المغلف بقدر كبير من التسامح والمشاعر الإنسانية المستندة على روح التكاتف والصداقة الخالصة حيث يعد التسامح والتعايش بين كل أبناء الجاليات المتعددة الديانات وبين المواطنين من اهم المبادئ الأخلاقية المكتسبة بصورة فطرية في ظل الأجواء اليومية المعايشة، التي تلقي بظلالها الإيجابية خاصة على الأجيال التي نشأت وترعرعت هنا، وتشكل دوراً لا يمكن تجاهله في الحفاظ على الصلات الإنسانية واحترام مفرداتها التي تعكسها الأشكال المختلفة للتعبير الثقافي والفني.

الشباب المنتج

وتوضح ريا أن هذه الرؤية الواضحة والطموحة التي تنتهجها الدولة، تلهم جميع الأجيال حول العالم والشباب أيضاً، حيث يبدأ البناء الحضاري بسواعدهم وإعدادهم إعداداً متكاملاً ومتوازناً كي يكونوا بمستوى البناء والتحدي الحضاري، والمنافسة الحضارية بين الأمم والشعوب، والتقدم في مجال العمل والصناعة والاقتصاد من محاور البناء الحضاري، وهذا ما لا يمكن تحقيقه إلا عندما يتحول الشباب إلى قوة عاملة وفاعلة ومنتجة.

وإن توظيف عقول الشباب، واستثمار قدراتهم ومواهبهم، والاهتمام بهم وتشجيع روح الإبداع والابتكار والاختراع والاكتشاف يعد من الخطوات الرئيسة نحو بناء حضاري مشرق، ونهضة اقتصادية زاهرة.

كوادر مبتكرة

وتضيف: إن تنمية المواهب الإبداعية والكوادر البشرية تعد نواة لتحقيق رؤى قيادتنا الرشيدة وأهدافها التي تطمح إلى تأسيس اقتصاد مستدام يقوده الابتكار وأن تصبح دبي أذكى مدينة في العالم وأن تغدو في مصاف الدول المتقدمة في الصناعات الابداعية وقطاعات التصنيع والإنتاج، وسعدت كثيراً بخبر تأسيس جامعة دبي للابتكار والتصميم، كأول صرح تعليمي يعنى بتلبية الطلب المتزايد على رواد الابتكار ومتخصصي صناعة التصميم في المنطقة، بهدف تحفيز الابتكار وتوفير فرص التعلم الجامعي بأرقى المقاييس الدولية المعتمدة.

عكس التيار

وتقول ريا: بكل تأكيد أعشق التسوق مثل غيري من بنات جيلي ولكن الفرق أنني الأكثر انجذاباً للتصاميم الفنية التي تحاكي أشكالها بعداً تاريخياً أو قصصاً ذات دلالة رمزية، لذلك عشقت مجوهرات Les Néréides المغلفة بالبهجة والكثير من الخيال التي تأسست من أكثر من 30 عاماً من قبل المصممة الفرنسية باسكال وزوجها انزو أمادو، حيث نجحوا في تحويل متجرهم الصغير في نيس على شاطئ الريفييرا الفرنسي في الثمانينيات إلى مؤسسة وعلامة تجارية دون أن تفقد أبعادها الشخصية والمتقنة، لذلك وفي هذا الصيف فكرت مراراً وتكراراً أن أجلب هذه العلامة التجارية إلى دبي وأعمل على ترويجها بداخل المجتمع الإماراتي العاشق للفنون، نظراً لبسطتها المستوحاة من الحياة اليومية وحكايات الطبيعة وكذلك القصص الخيالية التي أعشقها.

رمضان البهجة

وتشير ريا إلى أن شهر رمضان الفضيل يضفي تميزاً، حيث الجميع يفيضون بالبهجة ويقدرون روح الجماعة ولقاء العائلة والأصدقاء والتقديم للمجتمع والاحتفال برمضان. وإنك تشعر بروحية هذا الشهر المبارك حيثما تذهب وفي كل شخص تلتقيه، إلا أن مشهد تجمع الناس حول موائد الإفطار ظاهرة مميزة تبعث على الفخر لهذا الترابط والتلاحم بين الناس وتمثل روح العائلة الكبيرة من كل الجنسيات والديانات، وذلك نابع من تمسكهم بتقاليدهم العريقة وأخلاقهم التي تحثهم على التواصل والانفتاح على ثقافة، حيث تتنوع مظاهر الاحتفاء بشهر الفضيل في دبي، حيث لا تقدم لزائريها وأهلها والمقيمين فيها، مفردات الجمال والحداثة فقط.

ولكنها تمنحهم نوافذ خلابة لتراثها العريق عبر مكونات أسواقها وبهاء عناصرها الطبيعية ومقوماتها المتنوعة، يتعدى طابع الفرجة ليبلغ مستوى الوجبة الثقافية والترفيهية الدسمة، التي يبدو أن الزائرين في الصورة، نعموا بها، خلال زيارتهم العديد من المناطق الترفيهية وما يميز الشهر الفضيل في الإمارات هو الحرص على تكريس العادات والتقاليد الاجتماعية الطيبة والتي نجدها في أيام وليالي رمضان من حيث التجمع في مكان واحد وأسرة واحدة مع السمر والدعوات للجيران والأصدقاء فهذه في مجملها تعطيالنفس الصفاء والنقاء والاستشعار بمعاني هذا الشهر المبارك وأيامه الجميلة.

عوالم الإبداع

حول سر انجذابها للعلامة التجارية Les Néréides التي غيرت مسار حياتها المهني من مصممة جرافيك في مجال الدعاية والإعلان تقول ريا: كانت طفولتي من أمتع ما يمكن، خاصة أنني حظيت في تلك المرحلة من حياتي بأصدقاء من كل الجنسيات، وكنا نتشارك القصص والكتب الخيالية التي كانت رائجة في ذلك الوقت وربما حتى الآن، وألمس ذلك عبر زبائني الصغار الذين يعشقون المجوهرات التي تمثل أهم الشخصيات الكرتونية والقصص، فالإبداع ليس له سقف ولا حدود، وترجمة الواقع لا تعني بالضرورة عكس الواقع كما هو، وإنما توزيع لمسات إبداعية.

Email