آرت لوس بانوس وزوجته راشيل سالينل

دليل الجالية الفلبينية... يحقـق الاندماج بثقافة المجتمع الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحترم الإعلامي الفلبيني آرت لوس بانوس وزوجته الإعلامية راشيل سالينل منذ أكثر من 16 عاماً على اختلاف طبيعة المجتمعات العربية وتفرد تقاليدها، فعشقوا تعدد ثقافتها الملهمة التي تركز على مبدا الخصوصية واحترام الآخر كونه جزءاً من ثقافة الشارع والممارسة بشكل يومي من كل أفراد المجتمع، وهذا ما دفعهم إلى إطلاق كتاب «دليل المهنيين الفلبينيين في الشرق الأوسط»، الذي يغطي كل الاستفسارات والعوامل التي قد تشكل عائقاً معنوياً للتعايش والتناغم، لدى الكثير من أبناء الجالية الفلبينية الوافدة للعمل في كل القطاعات والتخصصات للمرة الأولى في دولة الإمارات بهدف الصعوبات والتحديات التي تواجههم في فهم التفاصيل الرسمية والسياسات الحكومية، من أجل تحقيق الاندماج الكامل لأبناء الجالية في المجتمع وترك تأثير إيجابي في البيئات الجديدة المتعلقة بالتقاليد والموروث.

خصوصية مجتمع

وفى السياق تقول راشيل المصنفة في موطنها عام 2016 من أقوى الشخصيات الفلبينية المؤثرة، إن دولة الإمارات نموذج للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب كافة حيث يعيش على أرضها أكثر من مئتي جنسية تتعايش مع بعضها البعض بانسجام، حيث يحكمها هدف واحد هو الحفاظ على أمن وسلامة هذا المجتمع وإنجاز عملية التقدم والتطوير والإنتاج فيه، وهو ما جعل الدولة مثالاً للمنهج السلمي المتسامح والمستقطب للزوار من جميع دول العالم، الذين بطبيعة الحال عليهم أن يعوا تماماً طبيعة هذا المجتمع وخصوصيته بكل إيجابية، والعمل في المقابل على تقديم كل الجهود المجتمعية التي تؤكد وحدته رغم تعدد جنسياته.

وخلال الأعوام الماضية، أصبحنا جزءاً من مجتمع الأمارات المترابط والمتكاتف ومارسنا كل تقاليده وعاداته بكثير من الاعتدال والفخر، فالجميع هنا يستشعر أهميته سواء كان مواطناً إماراتياً أو مقيماً، نقوم بأدوارنا بإخلاص وولاء تام مدفوعين بالمحبة والانتماء الذي هو وليد المعاملة الطبية والأخلاق الحميدة التي تسود المجتمع الإماراتي حيث نعيش وسط عائلة كبيرة من الأصدقاء والأخوة من كل البلدان والجنسيات.

إفطار العائلة

ويؤكد آرت أن وجبة الإفطار تعد من أهم الملامح الأساسية التي تميز شهر رمضان الكريم بين أفراد الأسرة الواحدة، وخاصة الأسر الكبيرة الممتدة، إذ تتكامل الأسرة الواحدة، ويجتمع شمل الأجيال المختلفة؛ الأجداد والآباء والأبناء على مائدة واحدة، وهو ما يفتقده الكثيرون في الأيام العادية من السنة، وتوفر أنجح وأسهل الطرق لتوطيد وتعزيز العلاقات الأسرية، وتعميق المحبة والألفة، إذ يجتمع الناس على موائد الإفطار في زمن محدد تسوده روحانيات العبادة والتقرب من الله والجميع ويستحضرون مبادئ الصوم وما يحمله من خير، وإزالة الفوارق الاجتماعية وبفكر نير يتجه المسلمين لطلب الغفران وهداية والرحمة، وأن مدرسة الصوم فيها صفاء النفس وخلوها من أدران الماضي وما يحمله من أخطاء، لذلك نجد شهر رمضان هو الجامع والمسيطر على نفسية المسلمين وكذلك نحن المقيمين بحكم التقارب المكاني والعشرة الطيبة، وعليه أدركنا أن المسلم يمارس حسن الخلق والاتجاه إلى عبادة إيمانية صافية نقية.

تعايش سلمي

ويضيف آرت، إن التنوع الخلّاق هو الظاهرة الأبرز في الإمارات، فهناك فسيفساء من نحو 200 جنسية من شتى أنحاء العالم تعيش وتعمل بكل هدوء داخل دولة الإمارات في حالة عجيبة من الانسجام، ودون الشعور بأي نوع من الاضطهاد الديني أو العرقي، وهذا أمر يحسب للدولة الإماراتية وحكمتها في التعامل مع هذا العدد الكبير من الأقوام والجنسيات من ذوي مختلف التوجهات الدينية والطوائف. وبرأيي أن الإمارات نجحت أيضاً في منع وصول الخلافات السياسية والصراعات في تلك الشعوب إلى أراضيها وبقيت واحة أمان وهدوء ومحبة تحتوي الجميع تحت مظلة القانون وحقوق الإنسان والتعايش السلمي من أجل الازدهار والبناء.

وتنضم الجالية الفلبينية إلى الجاليات الأخرى المقيمة والتي يتفاوت أعدادهم ومؤهلاتهم وأعمالهم لتعيش في دولة الإمارات بتناغم، والكل يتعايش في سلام اجتماعي وسلمي وأمني واستقرار لا مثيل له على مستوى العالم وفقاً لقوانين الدولة، هذا التناغم الرائع الذي يعيشه ساكنو الإمارات هو ما يميز دولة الإمارات ويوصلنا إلى قناعة تشرح للعالم سبب هذا السلام، والأسباب كثيرة ومتعددة، ويأتي على رأسها نمط ومستوى الحياة العالي الذي توفره الدولة، وهو ما يسهل هذه الألفة والتعايش السلمي السليم، وكله بفضل الرعاية الحكيمة لحكامها.

استقرار مهني

وتقول راشيل: قد يتعرض بعض أبناء الجالية من الوافدين الجدد إلى بعض المشكلات المتعلقة بالتواصل بهدف البحث عن الاستقرار المهني والأمان ليستطيعوا العيش بحرية وممارسة نشاطاتهم وسط مجتمع تسوده قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام الآخر، دون النظر لعقيدته أو دينه، واحترام العلاقات الإنسانية والمجتمعي، لذلك قمت بالتعاون مع زوجي بإعداد كتاب يوزع مجاناً في المجتمع الفلبيني في الإمارات بعنوان «دليل المهنيين الفلبينيين في الشرق الأوسط»، يتضمن أرقام هواتف وعناوين متعددة ذات الصلة في مختلف القطاعات والتخصصات، بهدف المساعدة في توفير وظائف للباحثين عن عمل، إلى جانب أرقام الطوارئ والمستشفيات، والشرطة، وخرائط واضحة لمواقع القنصلية والسفارة ودور العبادة، والمطاعم وغيرها من التفاصيل الصغيرة.

إعلام الجاليات

وترى راشيل التي تعمل مقدمة برامج ومذيعة بإذاعة عين دبي 103.8 أن الأجواء المنفتحة ثقافياً في دولة الإمارات أسهمت في تطوير مفهوم الإعلام الموجة للجاليات بلهجات متعددة عبر القنوات الإذاعية لتواكب العصر الحاضر، وباتت تؤدي أدوارها الخدمية والتوعوية المطلوبة منها، وهناك من يراها أداة مهمة في التعبير عن الكثير من المفاهيم الهامة في الوقت الحاضر، إلى جانب كونها مؤثرة لخلق علاقات متميزة بين المؤسسات وجمهورها، وإذا أمعنا النظر في طبيعة عمل تلك المؤسسات نجد أنها على الأغلب تقدم خدمات لإرضاء شريحة كبيرة من الجمهور في المجتمع المحلى خاصة والعالمي بوجه عام، ولا يقتصر إعلام الجاليات على كونه نشاطاً بين منظمة أو مؤسسة من جهة وجمهورها من جهة أخرى، بل هي فلسفة اجتماعية تهدف إلى معالجة مشكلات الفرد التي أخذت تزداد وتتشابك في مجتمع ينمو نمواً هائلاً وتتداخل مصالح وحاجات أعضائه إلى حد التعقيد، فجاءت لتساعد في حلّ هذه المشكلات.

ثقافات الشعوب

إن نهج التسامح الذي تمارسه الإمارات قيادة وحكومة وشعباً أثمر ثماراً عظيمة، حيث أصبحت واحة تتعايش فيها عشرات بل مئات الجنسيات والثقافات وأتباع الديانات المختلفة، وأكثر من ذلك أصبح التسامح إضافة إلى تكريسه كونه قيمة عليا تحكمه منظومة من العادات والتقاليد الراسخة إلى جانب ثقافة الشعوب والتي نجاحها يقاس بقدر تفاعلها وتواصلها واستيعابها لثقافات الآخر ومدى استفادتها منه.

إثراء التجربة

الإمارات تمكنت من تحقيق التوازن الثقافي والانفتاح الحضاري، وإثراء التجربة بما يتناسق مع الأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة.

دور الجاليات

سعت الإمارات إلى إنشاء وتكوين مؤسسات أهلية تعنى بتنظيم وتفعيل دور الجاليات للتعبير عن ثقافاتها، وإيجاد خطاب مشترك مع المواطنين.

تبادل ثقافي

كلما اتسع نطاق التبادل الثقافي فإن الرؤية تولد كل جديد ومفيد، وكلما تقلص ذلك التبادل فإن الثقافة تتقوقع على نفسها، وتصبح غير منتجة.

Email