الفرنسي رزوان كاسيم: المجتمع الإماراتي نموذج للثقــافة الشعبية بنكهة الحضارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

على أرض الإمارات يلتقي جميع البشر تحت مظلة التعايش، ويتنسّمون أريج التناغم، يتعاونون لبناء الحضارة وتكريم الإنسان، في منهج اختزله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله:

«أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات.. نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله تعالى عليها بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي..

يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».. نقف في حلقات يومية مع سنابل من نور التعايش.. خيرها يعانق السماء.. وبرّها حديث الروح.

اعتاد رزوان كاسيم بانتظام ارتياد «لا كانتين دو فوبور» أحد أفخم الشوارع الباريسية، والواقع في 105 شارع فوبور وفي هذه الأثناء تشكلت صداقة بينه وبين مالِكَيْه بيير بيراجان وهيلينا بارابوشي.

وفي الأعوام اللاحقة، أصبح رزوان ومالكو المطعم شركاء أعمال منذ أكثر من 9 سنوات، والتي أثمرت نقل التجربة الباريسية في المطاعم الراقية إلى قلب دبي النابض بالأعمال وروح الريادة.

موطن الريادة

وفى السياق يقول كاسيم: ولدت بالعاصمة الفرنسية باريس، ونشأت في كنف أسرة من رواد الأعمال، وتعلمت في طفولتي قيم الاحترام والمثابرة والنزاهة، وهي ذات القيم التي ترتكز إليها فلسفتي ورؤيتي في عالم الأعمال اليوم، وبعد أن درست العلوم المالية خضت تجربتي المهنية في مجال التجزئة.

حيث طوَّرت علامات أزياء عالمية راقية في موطني باريس، وعلى غير المتوقع عشقت عوالم الضيافة وصناعتها التنافسية المتنامية فيما يتعلق بتأسيس المطاعم الراقية، ولكن هذه المرة انطلقت من دبي، وتابعت بشدة تطورات أسواق المال الأعمال التي تؤكد ان دبي تستحوذ على اهتمام العالم كوجهة مثالية لتأسيس الشركات والمؤسسات المبتكرة.

فلسفة ذكية

ويشير كاسيم: إن تنوع سكان الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص يخلق فرصاً أكبر للأعمال ويفتح آفاقاً واسعة أمام المستثمرين، فالمجتمع الإماراتي تجربة نموذجية للثقافة الشعبية العالمية بنكهة الحضارات وانطلاقاً من هذه الفلسفة الذكية تم تقديم الدعم لنا كمستثمرين.

ويوضح: دائماً ما يكون التعدد الثقافي في الإمارات أحد الدوافع القوية وراء اختيار العديد من الشركات أسواق الدولة كبوابة للدخول إلى بقية دول المنطقة.

حيث إن دبلوماسية الأعمال التي تتبعها الإمارات تشكل قاعدة يمكن الانطلاق منها لتحقيق الهدف العالمي بخلق أجواء أفضل للتعايش بين الشعوب. وتأتي أهمية ذلك من خلال التقاء الحضارات والثقافات الوافدة وانعكاسها على المجتمع الإماراتي الذي يبدي مرونة في انفتاحه على تجارب الآخرين وإبداعاتهم المختلفة.

وجه مثالية

ويضيف كاسيم: في صيف 2012 قررت القيام بعطلة طويلة لزيارة العديد من المدن العالمية واكتشاف مواءمتها لتقديم مشروعات متفردة في ملامحها، وحين وصلت إلى دبي شعرت أنها وجهتي المثالية للاستقرار، فكل شيء هنا مختلف ومتناغم بدقة، وسارت الريح بما أشتهي.

فقد كنت الأوفر حظاً من خلال امتلاك موقع متميز بإطلالة تحبس الأنفاس بداخل فندق أبراج الإمارات الذي يعد رمزًا معبرًا عن تكنولوجيا الألفية الجديدة، التي تعكس المستقبل مع المحافظة على الجذور التراثية للمدينة التي تعشق كل ما هو جديد وتقدم تجارب نوعية في كافة القطاعات.

المسؤولية المجتمعية

ويؤكد كاسيم: يستمتع زوارنا بتجربة راقية، تمتد لما وراء حدود المفهوم التقليدي لتناول المأكولات، إذ تعتمد فلسفته على مفاهيم ترفيهية فنية رئيسية، تتمثل في الصوت والموسيقى والصورة والفن والطعام، من خلال عرض أعمال بعض أمهر المصورين والفنانين والنحاتين وفناني الوسائط المتعددة.

ومن جانب لم نكن بعيدين عن المبادرات الإنسانية التي تتبنها دولة الإمارات محلياً وعالمياً، حيث تحتل روزنامة فعاليتها موقعاً متميزاً من اهتمامنا ونحاول دائما نقل وقائعها إلى زوارنا من خلال ما نقدمه من مشاركات بسيطة مقارنة بما تقدمه الدولة على صعيد التأثير، ومنها التضامن مع أصدقاء مرضى السرطان ودعمهم معنوياً ومادياً.

حيث نحرص على القيام بمسؤوليتنا المجتمعية ومد يد العون والمساعدة عبر المؤسسات الخيرية والإنسانية داخل الدولة.

تجديد التواصل

ويقول كاسيم: ان شهر رمضان ينطوي على العديد من الفضائل والنعم وكذلك يحملنا المسؤولية ان نقدم المزيد من الجهود الطيبة التي تخدم الآخرين، ولأكون صادقاً عليّ القول إن علينا القيام بالمزيد من الجهود والنشاطات للتكيف مع طبيعة هذا الشهر الكريم الشغوفة بالإيثار والكرم، بدءاً من الإفطار الجماعي الذي يعد أجمل الطقوس الرمضانية التي تثير اهتمامي، لما يتضمنه من تجديد التواصل وغرس المودة والإخاء.

وتبادل الأحاديث بين الأهل والصدقاء والجيران، وهي فرصة للتسامح، والنقاش وتقريب وجهات النظر وتضيق مساحة الخلافات، واكتشاف جوانب عديدة في شخصية الآخرين، التي تميل إلى الهدوء وإبراز الطاقات الإيجابية المستمدة من روحانيات الشهر الفضيل.

توازن ثقافي

وحول ثقافة التسامح التي تضعها الدولة في صميم أولوياتها يرى كاسيم أن المجتمع المحلي استطاع تحقيق التوازن الثقافي والانفتاح الحضاري، وإثراء التجربة بما يتناسق مع الأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة، ولا تزال تسير عليها إلى اليوم، لافتاً إلى أنه ليس من السهل ولا الهيّن وجود هذا الكم من الجنسيات والثقافات في مكان واحد.

والأصعب تحقيق التناغم والانسجام بينها، وترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز التسامح بين كافة أفراد الشعوب الأخرى، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت بالفعل من تحقيق هذه المعادلة الصعبة والمهمة في الوقت نفسه، فعلى رغم كل المتغيرات على الساحة الدولية التي تهدد استقرار المجتمعات مازال سجل الدولة مشرفاً على صعيد السلم الاجتماعي، حيث أسهمت السياسة الخارجية المعتدلة والمحايدة لها في تعزيز مكانتها بين الدول واعتبارها صديقة للجميع.

منظومة حياة

ويعتقد كاسيم أن الحياة الاجتماعية في الإمارات تقوم على توسيع دائرة الخيارات المتاحة لكل فرد بناء على روافده العلمية ومهاراته المهنية وأحلامه وطموحاته، وتلك الروافد هي مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من حيث هي أيضا وسيلة لبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية مرضية بهذا المنظور يمكن القول ان دولة الإمارات استطاعت خلق منظومة حياتية متكاملة ومتطورة في آن، وهذه إحدى أهم مزايا مجتمعنا المعاصر والمتماسك.

حيث يتاح للفرد أن يعبر عن آرائه سواء عبر الفن او الثقافة او المهنية او الوسائل الأخرى التي يكفلها له النظام الديمقراطي ويحميها بل يطورها وينشرها ويجعلها متاحة للجميع من دون استثناء فتشكل عامل قوة متبادلة من خلال تنوع ثقافاته وحمايتها في آن.

لغة عالمية

دبي من المدن العالمية التي لا يتوقف فيها الحراك الثقافي الفني بكافة أشكاله، ففي وجود تظاهرات فنية عالمية المستوى تعمل على إضفاء نسختها المتفردة في الإبداع، وهي الرسالة التي نقلها عبر أجواء مطعم «لا كانتين دو فوبور» .

وبذلك نشهد بفخر مدى تطور الحالة الفنية للمواطنين والمقيمين، وكيف أن الفن أثار اهتمامهم بعيداً عن النظر إليه كاستثمار مالي لأنه يعطي المجال للجميع على اختلاف ثقافاتهم استشعار لغة عالمية من دون الحاجة إلى مترجم.

بيت العائلة

كعائلة كنا بحاجة إلى موطن تتوفر خلاله كل صفات المدنية وبنية المجتمع المترابط وهذا ما تقدمه لنا الإمارات.

قوة التنوع

التنوع مصدر قوة المجتمع الإماراتي لمواجهة كافة التحديات وبث روح الأمل والمثابرة بهدف تقديم كل ما هو جديد.

رسائل إيجابية

ينضم «لا كانتين دو فوبور» إلى الوجهات الترفيهية الأكثر تأثيراً متسلحاً بالرسائل الإيجابية

Email